الطلاق الناجح !!

 

مدرين المكتومية

الزواج حلم بالنسبة للكثير من النَّاس الباحثين عن الاستقرار وحياة مُغايرة، فهو الأمان وباب على النفس يمكن من خلاله اكتشاف أبعادها والسماح لها بالتعرف على طرف آخر، هي المرحلة التي قد لا تتكرر بالنسبة للكثيرين ولكنها أيضًا قد لا تستمر مع كثيرين، المؤكد أنه لا يُمكن الحكم على كل فشل لعلاقة بأنه نتيجة خطأ أحد الطرفين، ولكن هناك اختلاف في طرق الحياة وفي طبيعة الشخص.

العلاقة الناجحة لابد أن تكون قد مرت بالكثير من المواقف والأحداث التي ساهمت في تقويتها وتعميق جذورها لتصبح مثالية، ومن وجهة نظر خاصة أجد أنَّ النجاح يأتي بالتجاوز عن الأخطاء البسيطة وفهم الطرف الآخر، فعندما تستوعب المرأة احتياجات الزوج والعكس صحيح، تسير العلاقة على الدرب بنجاح، فالكثير من الأزواج يفضلون الهرب أو البحث عن متنفس آخر لأنهم يريدون للعلاقة الاستمرار وأن يظل لها بريقها بعيدًا عن الروتين الممل.

وهناك أيضًا علاقات تفشل لكن هذا لا يعني أن هناك طرفاً أفضل من آخر، فقد يعود الأمر فقط لوجود فوارق أوعدم تقبل سلوكيات معينة في الطرف الآخر، ويصل الأمر إلى الاختلاف الذي قد لا يُقدره أحد الطرفين حينها يكون الحل هو الانفصال. الانفصال في العادة أمر طبيعي والحياة لا تتوقف عنده، وإنما تستمر بطريقة أفضل كون الكثير من الرجال لا يحبون الروتين ولديهم نظرتهم للحياة المغايرة للمرأة، فهم لا يستطيعون البقاء في المنزل لفترات طويلة، دون التفكير بالخروج أو لقاء الأصدقاء لأن الأمر بالنسبة لهم يدخل في إطار تقديم المزيد من أجل نجاح العلاقة وفي كثير من الأحيان ومع البعض بالتحديد يكون التغير بالابتعاد قليلاً لساعات أو أيام وربما شهور.

هوس الزواج بالنسبة للكثير من الفتيات وأيضا الشباب بات أمرا مقلقا خاصة إذا كان الطرفان لا يملكان من تجارب الحياة ما يعينهم على تحمل الأمر أو تقبل التلقبات التي قد تطرأ على حياتهم الجديدة، فالزواج مسألة تحتاج لتقبل وأيضًا لدراسة كافية وفهم لطبيعة التعقيدات التي قد يواجهها الطرفان في المستقبل.

هناك تقاليد وأحكام اجتماعية واقتصادية ونفسية في الزواج لا يمكن أن يدركها الشخص سريعًا، لكن بعد أن يدخل التجربة تبدأ التخبطات في العلاقة، وغالبا ما تكون أولى بوادره الهرب من المكان أو البحث عن بدائل ودائماً ما تكون القرارات بعد ذلك خاطئة.

كل ما يمكن قوله إن الزواج مسؤولية قد لايقوى على تحملها كل الناس، لأنه التزام بمختلف مناحي الحياة، ولذلك يجب علينا أن نوسع مداركنا وفهمنا للأمور، والنساء لا تتشابه وكذلك الرجال أيضا، والله وضع في كل مخلوق طاقات وقدرات متفاوتة والنجاح في الحياة العلمية والعملية لايعني بالضرورة القدرة على النجاح في الحياة الزوجية، لذلك علينا أن ننظر للأمر بشمولية وعمق ولا نحكم على أي علاقة مهما كانت ناجحة أو فاشلة ما لم نكن ندرك حقيقتها.