عواصم - رويترز
قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية أمس إنّ الجيش السوري سيستعيد السيطرة على شمال البلاد بالقوة إذا رفض المسلحون هناك الاستسلام. وجاءت تصريحات الأسد لقناة (إن.تي.في) الروسية عقب إعلان دمشق رفضها وجود القوات التركية والأمريكية بمحيط مدينة منبج الشمالية وذلك بعد يوم من بدء جنود من البلدين دوريات بالمنطقة.
وقال الأسد في المقابلة "اخترنا طريقين: الأول والأهم هو المصالحة.. والطريق الثاني هو مهاجمة الإرهابيين إذا لم يستسلموا ورفضوا السلام". وأضاف ردا على سؤال عن الجزء الشمالي من سوريا حيث تسيطر جماعات مسلحة مدعومة من تركيا على بعض الأراضي "سنقاتلهم (المسلحين) ونستعيد السيطرة بالقوة. هذا بالتأكيد ليس الخيار الأفضل لنا لكنه الطريق الوحيد للسيطرة على البلد".
وقال الأسد في المقابلة ذاتها إنّ سوريا لن تقبل أي أموال غربية للمساعدة في إعادة إعمار البلاد التي تعرضت لدمار واسع بعد سبع سنوات من الحرب. وأضاف "لدينا ما يكفي من القوة لإعادة بناء البلد. وإذا لم يكن لدينا المال فسنقترض من أصدقائنا ومن السوريين الذين يعيشون في الخارج". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على مدينة الرقة، فرض حظر التجول في المدينة لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الأحد وأعلنت حالة الطوارئ قائلة إن متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية تسللوا إلى المدينة ويخططون لتنفيذ هجمات.
وقال شهود إن قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة. وأعلنت القوات الحظر في وقت متأخر ليل السبت على أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من فجر الأحد وحتى يوم الثلاثاء في المدينة التي كانت معقل التنظيم المتشدد.
وقال بيان أصدرته قوات سوريا الديمقراطية إن فرض حالة الطوارئ في المدينة يأتي في إطار "تدابير احترازية". وأضاف البيان "تمكن الجهاز الاستخباراتي العامل ضمن المنظومة الأمنية لقواتنا، من الحصول على معلومات تفيد بدخول مجموعات إرهابية تعمل لصالح مرتزقة داعش... إلى مدينة الرقة بصدد تنفيذ هجمات تخل بالأمن والاستقرار العام".
ويمنع الحظر أي شخص من مغادرة المدينة أو الدخول إليها. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على المدينة في أكتوبر بعد معارك استمرت أربعة أشهر تسببت في مقتل آلاف المدنيين وفي تسوية أحياء من المدينة بالأرض بسبب ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة.
وقال اثنان من السكان في المدينة إنها شهدت في الأسابيع الماضية تزايدا في التوتر بين السكان، وأغلبيتهم من العرب، وقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد. وتطور الأمر لاحتجاجات متفرقة الشهر الماضي دعت لخروج قوات سوريا الديمقراطية من المدينة لكن تم إخمادها. وقالا إن الكثير من سكان المدينة الذين يفوق عددهم 100 ألف غاضبون من سياسة التجنيد الإجباري للشباب ومستاؤون من ممارسات تمييز ضد العرب من مسؤولين أكراد كبار يديرون المدينة فعليا.
وتنفي قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من تحالف مقاتلين أكراد وعرب، تلك الاتهامات وتقول إن المجالس المحلية يديرها سكان المدينة وإنها تسعى لتصحيح عقود من التفرقة على أساس العرق ضد الأكراد من جانب حزب البعث السوري الحاكم.