قمة المصالحة والوئام

حمود الطوقي

على مدار القمم الخليجية السابقة التي كانت تعقد وسط التلاحم والعناق بين الأشقاء في البيت الخليجي الواحد، والحق يقال فأنا هنا بدولة الكويت لم أشعر بذلك الحماس والتلاحم كما كان في السابق، على الرغم من أن الأجواء مهيئة لأن تعقد القمة لتكون ناجحة وتعيد البوصلة الخليجية كما كانت في عهدها السابق عندما كانت الأصوات تشدوا بحماس "خليجنا واحد وشعبنا واحد".

 

دولة الكويت كانت اللاعب الذي سيطر على مُجريات المباراة لكي تعقد القمة في وقتها، وهذه خطوة مباركة يشكر عليها صاحب السُّمو الشيخ صباح الذي تحرك بحماس وقاد المصالحة الخليجية ويجب أن يستمر هذا الحماس لإعادة التكتل الخليجي ليكون أقوى في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بدول المنطقة ودول العالم.

دول مجلس التعاون أصبحت محط أنظار العالم وحتما استقرار هذه المنطقة يربك الغير، فكما خطط من قبل الغرب لإطلاق الفتنة وتعزز ذلك بنجاح رؤية كونداليزا بإطلاق مشروع الفوضى الخلاقة التي عصفت بالدول العربية وانتشر مشروع الربيع العربي ولم نجن من هذا الربيع سواء الدمار والخراب.

الدول العظمى ستجني من تفككنا النجاح ويجب علينا أن نعي أن مصلحتنا المحافظة على هذا الكيان الذي جاء بقرار سطر بماء من ذهب عندما قرر زعماء دول مجلس التعاون انعقاد أولى قممهم في أبوظبي عام 1981. على مدارهذه السنوات أقيمت العديد من التحالفات العربية ولكنها فشلت وظل التماسك الخليجي الأفضل بكل المقايسس فقد استطاعت دول المجلس أن تحقق العديد من المنجزات على مختلف المستويات وظل الإنسان الخليجي هو هدف التنمية لهذا يجب أن ينظر إلى قمة الكويت بأنها الربان الذي سيقود السفينة إلى بر الأمان، من هنا من الكويت يجب أن تتوافق الرؤى وحتى إذا كانت الخلافات يجب أن تؤجل وترحل لتحل بشكل تدريجي وحتماً ستتوافق الرؤى وتتشابك الأيادي لكي تمضي السفينة الخليجية بحماس حاملة علامة الوحدة الخليجية التي هي نبراس لكل مواطن خليجي.

 

تحديات كبيرة للم الشمل الخليجي ولكن هناك بوارق أمل تشير إلى إمكانية تجاوز الأشقاء للعقبات والاتحاد من أجل غدٍ مشرق أفضل.

السلطنة كانت ولا تزال تدعم كل ما هو مهم ومفيد من أجل الوحدة الخليجية ومواقف السلطنة واضحة ومعلنة وتواجد السلطنة اليوم في أعمال القمة سوف يدعم الرؤية التي من أجلها أنشئ التكل الخليجي لذا نتطلع لأن تشهد مناقشات القمة ما فيه مصلحة الشعوب الخليجية، وكلنا على وفاق وتبقى المنظومة شامخة من أجل المواطن الخليجي الذي ارتبط بهذه المنظومة ارتباطًا وثيقاً كتعلق الطفل بالحبل السري.

 

النشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي أشعلوا تويتر بوسوم عن القمة الخليجية وكانت الوسوم كلها مشجعة رغم مداخلات بعض الأسماء النكرة التي تحاول أن تعكر الصفو  وتحد من حماس النشطاء من مختلف دول المجلس وتماشيًا مع هذه الوسوم أطلقت وسماً نال استحسان العديد من المُتابعين وقلت في تغريدة ‏"ويش رأيكم كشعوب ومواطني دول المجلس ونحن نستقبل تباشير القمة الخليجية بالكويت نساهم في نشر المحبة والإيجابية ونبتعد عن السلبيات وندعو إلى ما يُقربنا هذه دعوة من عُمان لنفعّل هذا الوسم ‫#القمة_الخليجية_بالكويت⁩، ‫#قمة_المحبة_والتآلف".

من أعماق قلب كل مواطن خليجي دعواتنا الصادقة أن تحقق هذه القمة النجاح وتعود دول الخليج كما كانت ويعود المواطن الخليجي محباً لأخيه ويقابله بالعناق.