نعم .. أهم شيء الأمن والأمان!

 

طالب المقبالي

نعم هذا أهم شيء في الدنيا.. "الأمن والأمان" ولو نأكل خبزة مبلولة بالماء. يتداول بين حين وآخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وإنستجرام والواتساب، عبارة أهم شيء الأمن والأمان، وهي من باب السخرية على بعض الإجراءات التي تتخذها بعض الجهات الحكومية في البلاد.

فقد كثر تداول هذه العبارة تزامناً مع رفع الدعم عن الوقود، وأيضا عند المطالبة بالتوظيف أو الترقيات، أو انتقاد تعرفة الكهرباء أو الهاتف، فيختتم المتحدث حديثه بعبارة "أهم شيء الأمن والأمان" وتصاحبها تنهيدة كبرى تعبر عن اليأس والقنوط، فلم يتبق لدينا ما نتغنى به سوى الأمن والأمان، وكأن الأمن والأمان أمر هين.

وكي ندرك قيمة الأمن والأمان أو حتى مفهومه علينا أن نسأل إخواننا المسلمين في بورما، الذين يقتلون في كل يوم ويحرقون جماعة وتحرق منازلهم وقراهم، ويهجرون منها، فمن سلم من الذبح والحرق لم يسلم من الغرق في البحر أو الجوع والعطش في الصحراء بحثاً عن الأمن والأمان الذي يستهزئ منه البعض، ولنسأل إخواننا في سوريا واليمن والعراق وغيرها من الدول التي تعاني من الحروب ومن الإرهاب عن معنى الأمن والأمان. ففي هذه الدول قد تكون في مسجد أو سوق أو مدرسة أو مقهى وينفجر ذلك المكان فتتساقط الجثث.

فنعمة الأمن والأمان نعمة لا يُدركها إلا من افتقدها، أما من يعيش في بلد يستطيع ترك منزله مفتوحاً دون أن يدخله أحد، أو يترك أهله في المنزل فيجدهم بخير وعافية عندما يعود.

الأمن والأمان أن تخرج من منزلك وتعود إليه دون أن يتعرض لك أحد في طريقك فيطلق عليك الرصاص من أجل سرقة هاتفك الذي لو خيرت بينه وحياتك لاشتريت آلاف الهواتف لإنقاذ حياتك، الأمن والأمان أن تخرج زوجتك إلى عملها وتعود بخير، أو تخرج أختك أو ابنتك إلى المدرسة وتعود بسلام دون أن يخطفها أحد ويغتصبها ثم يقتلها فيرميها جثة هامدة.

فيا أيها الساخر من الأمن والأمان، الأولى أن تتوجه إلى الله تعالى بالشكر على هذه النعمة التي افتقدها ملايين البشر في العالم. وتتوجه بالتضرع إلى الله تعالى والدعاء إلى من كان السبب في هذا الأمن والأمان.

نحن في عُمان ننعم بالخير الوفير ولله الحمد والمنة.

فالإحصائيات التي تطالعنا بها يوميا دول ومؤسسات ومنظمات حقوقية واقتصادية توضح لنا أننا في خير وفي سعادة، وهذه المنظمات تستقي معلوماتها من المركز الوطني للإحصاء الذي أنشئ بموجب المرسوم السلطاني رقم 31\2012 التابع للمجلس الأعلى للتخطيط وهو أحد أهم مصادر المعلومات لتطوير الاقتصاد الوطني واستدامة تنميته. ويهدف المركز إلى تلبية احتياجات ومتطلبات الدولة من الإحصاءات الرسمية والمعلومات الموثقة لاستخدامها في وضع السياسات والبرامج على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية. مما يدل على أن المعلومات المنشورة مبنية على معلومات صحيحة مأخوذة من أرض الواقع..

فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان شاء من شاء وأبى من أبى!!

muqbali@hotmail.com