قرار مجلس الأمن والاختبار الصعب للإنسانية

في اليوم الـ171 من الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وبعد ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 32 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، تمكن مجلس الأمن من الموافقة على قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وذلك بموافقة كل الأعضاء ما عدا المندوبة الأمريكية التي امتنعت عن التصويت.

وعلى الرغم من أن القرار لا يقضي بالوقف الدائم لإطلاق النار، إلا أنه جاء بعد وقت طويل استغرقه المجتمع الدولي لاتخاذه، بسبب معارضة أمريكا لأي مبادرات تفضي لوقف دائم لإطلاق النار ودعمها الكامل للاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل ارتكاب المذابح في مختلف مناطق القطاع.

وبعد هذا القرار، أصبح لزامًا على المجتمع الدولي أن يلزم إسرائيل التي أصابها الجنون بسبب تخلي أمريكا عنها في مجلس الأمن، بالالتزام بالقرار وكف يدها عن الأبرياء في غزة الذين يعيشون مأساة إنسانية لم يسبق لها مثيل.

إننا نقف الآن أمام مفترق طرق، فإما أن تنجح الإنسانية في فرض قيمها العادلة ويتدخل المجتمع الدولي لفرض تنفيذ قرار وقف إطلاق النار المُلزم والذي رحبت به فصائل المقاومة، وإما أن نقرأ الفاتحة حدادا على القيم والمبادئ والقوانين الدولية التي لا تقوى على إنقاذ الأرواح البريئة وإلزام دولة احتلال تعيث في الأرض فسادا منذ عام 1948.

تعليق عبر الفيس بوك