البنك المركزي.. مرحلة جديدة

يوسف البلوشي

مرحلة جديدة يعيشها البنك المركزي العُماني بعد المراسيم السلطانية الأخيرة التي قضت بتعيين نائب محافظي البنك ورئيسه التنفيذي، في وقت أصبحت لغة المال هي الطاغية على منظومة الاقتصاد العالمي، وانعكاساتها على جميع المجالات الحياتية.

وكلُّ الشكر طبعا لسعادة حمود الزدجالي الرئيس السابق، الذي خدم الوطن من بوابة البنك المركزي، وظل بعطائه باذلا ما بوسعه ليكون البنك محافظا على الاستقرار النالي وسندا اقتصاديا للبلد.

ثم إنَّ الأزمة الاقتصاديه العالمية وأسعار النفط المنخفضة لا تزال تؤثر سلباً على العمل الاقتصادي والنظام المصرفي بشكل عام، وكذلك أثرت على الأداء الاقتصادي لجميع البلدان، لاسيما السلطنة، ورغم ما انتهجته السلطنة من إجراءات مالية عديدة سعياً لتحسين الأوضاع المالية العامة وتحفيز التنويع الاقتصادي لتقليل الاعتماد على القطاع النفطي، إلا أنَّ التأثر بلاشك وضح جليا في مختلف القطاع؛ لذلك على البنك أن يعيد ويهيئ نفسه للتحديات المقبلة في هذا الشأن، لاسيما إن طالت الأزمة.

ويجب على البنك في الوقت الراهن أو مستقبلا مواصلة العمل على تسهيل التنويع الاقتصادي من خلال اتباع سياسة نقدية ملائمة، والحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستويات ملائمة، بما يكفل تلبية طلبات الائتمان لجميع الشرائح في الاقتصاد بكلفة معقولة.

كما على البنك العمل على مراجعة التأمين المصرفي على البنوك بما يحقق أو يجعل النظام المالي أكثر مرونة، مع عدم الإخلال بالاستقرار المالي، وهي مرحلة تحتاج إلى عمل مضنٍ.

... إنَّ المحافظة على الاستقرار المالي والدفوع النقدية أمر ضروري، خاصة في ظل هذه الظروف، كما يجب على البنك أن يقدم استشاراته ونظرته في الميزانية العامة للدوله والإسهام في تنويع الدخل الاقتصادي  للسلطنة؛ من خلال القطاعات الأخرى؛ لأن ذلك حتما ينعكس على البنك بشكل أو بآخر.

ومع كلِّ هذه التحديات والصعاب، فإننا نأمل أن نجتاز هذه المرحلة بحكنة وتدبر، وإدراك كبير، وكلنا أمل في الإدارة الجديدة أن تبذل كل ما بوسعها كما كانت لها أدوار كبيرة في قطاعات أخرى بالسلطنة.

usf202@yahoo.com