حمود بن علي بن حمد الحاتمي
الأحلام والأمنيات يُسطرها أحمد وأمينة في طفلهما الأول (مؤيد) الذي سيدخل الصف الأوَّل هذا العام ليبدأ رحلة جديدة في حياته.
الاستعدادات كانت جد كبيرة من خلال شراء أرقى الماركات من المُستلزمات المدرسية وبأغلى الأثمان كيف لا ومؤيد سيكون في الصف الأول وأبهى حُلة.
الأبوان يتواجدان في المدرسة منذ الصباح الباكر يجتهدان في البحث عن المُعلمة الأفضل بالمدرسة التي ستعلم الصف الأوَّل، ويمتعضان من تعيين مُعلمة جديدة لمادة الرياضيات لتوجسهما من قلة الخبرة إلا أنَّ المديرة تطمئنهما بأنَّ المعلمة خريجة متفوقة، وخضعت لدورات وهي تحت متابعة المدرسة والإشراف وستكون متميزة.
يمر الأسبوع الأوَّل، وتبدأ الأم في الملل من النهوض مبكراً من أجل تجهيز مؤيد، وتعهد إلى العاملة (مليانة) بتجهيزه للمدرسة وتُعطيها بعض التعليمات وإيصاله إلى مكان تجمع الطلاب في الحي، وانتظار الحافلة التي تقلهم إلى المدرسة.
المُعلمات يُعطين مؤيد بعض الواجبات المدرسية تتضمن أنشطة لا صفية لتأكيد مهارات ومعارف أخذها الطالب في الغرفة الصفية.
ينزعج الوالدان من تعدد الواجبات ليس لديهما الوقت الكافي لمتابعة الطفل وواجباته، وتخطر ببال الأم فكرة الاستعانة بالأستاذة (عنايات) التي تعطي دروسا للطلاب في المساء وتتعاقد معها يوميًا بمبلغ وقدره والشرط هو أن تذاكر لمؤيد كل واجباته من الألف للياء ولا تسأل الأم عن أيّ واجبات تأتي.
بعد أيام تستدعي المُديرة الأم وتُخبرها بعدم تناول مؤيد لوجبة الصباح يأتي للمدرسة وهو يُعاني من الضعف والخمول وعدم نظافة ملابسه المدرسية وسرعان ما تنفي الأم ذلك وتؤكد أنَّ العاملة تتولى تغذيته وتتدخل المُديرة هل تكونين بجانبه حينما يتناول إفطاره إلا أن الأم تشعر بالخجل من الموقف ويخبر الطفل المُديرة أنَّ العاملة لا تقدم له الإفطار ويأتي للمدرسة دون إفطار.
تشعر الأم بالندم على تقصيرها وتتعهد بمعالجة الأمر وتعود للبيت لتنهر العاملة على تقصيرها.
بعد أيام تأتي رسالة استدعاء بعدم قيام مؤيد بواجباته كما يجب وبعضها يقوم بها شخص آخر كما يظهر من الخط .
تذهب الأم إلى مُعلماته وتستوضح الأمر وتجد في استقبالها تقرير من مُعلماته حول الحالات التي أهمل فيها الواجبات إلا أنَّ الأم لا تصدق ذلك وتؤكد أنه يقوم بواجباته وتسأل المديرة الأم هل تقومين بمُتابعة ابنك في واجباته وكان السؤال صادمًا ولا تريد أن تعرف المدرسة أن مؤيدا يأخذ دروسا خصوصية وتشعر بالأسى لتقصير الوالدين تجاه ابنهما وتذهب الأم إلى المعلمة عنايات لمناقشتها في تقصيرها وإخلالها بالعقد وتتحجج المعلمة عنايات بتعدد المناهج التي تعطيها لطلاب في فصول مُختلفة ولأعداد كبيرة من الطلاب.
أم مؤيد تعهدت بمتابعة ابنها وجرى حوار حول ضرورة الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة من دراسته.
كثيرٌ من الآباء يعهدون إلى الآخرين بتربية أبنائهم وكأن التربية أضحت تُباع وتشترى في الهايبر ماركت دون أن يعوا أنها مسؤولية الوالدين ولا يمكن أن يُعهد بها إلى آخرين.
ما حدث لمؤيد يحدث لطلاب آخرين ويتكرر المشهد في مدارسنا
فما أحوج الأبناء إلى اهتمام وعاطفة بدلاً من توفير جوانب مادية وإن غلت أثمانها لكنها لا تغني عن التربية المعنوية
الطفل بحاجة إلى مُتابعة الوالدين حتى يتربى على تحمل المسؤولية
متابعته في تغذيته التغذية السليمة بعيدًا عن المكملات من الأغذية الصناعية ومتابعة سلوكه واهتمامه بأداء صلواته واهتمامه بمظهره ومساعدة المدرسة في رفع مستواه التحصيلي.
على الآباء والأمهات البحث في كتب التربية والاستماع إلى المحاضرات التي تتحدث عن تربية الأبناء ليتمكنوا من توظيفها في تربية أبنائهم.
الأبوان عليهما كذلك توفير المُحفزات التي تحفز الطفل ليتعلم من خلال مشاركته في أداء واجباته وتشجيعه وغرس قيم احترام المعلمات واحترام قوانين المدرسة العاملين فيها.
عامًا دراسيًا مليئاً بالعطاء نرجوه لطلابنا في سنتهم الدراسية الأولى.
alhatmihumood72@gmail.com