الهوكي.. قرار له ما بعده!

أحمد السلماني

فَاجَأ الاتحادُ العمانيُّ للهُوكي الوسطَ الرياضيَّ بقرارِ رَفْع الإيقاف عن نادي السيب، والسماح له بالمشاركة في نَشَاطِه، مع الإبقاء على عُقُوبات الإيقاف بحقِّ مدرب الفريق و3 من اللاعبين؛ الأمر الذي أَسْعَدنا كثيراً كوسط رياضي وإعلامي؛ كون أحد أعمدة الرياضة سيعُود مُجدَّدا لأسرة هوكي السلطنة، وهو من هو باعتباره أحد الأرقام الصعبة والموجبة في الرياضة العُمانية بشكل عام؛ لتفعيله 11 لعبة، فضلا عن اهتمامه بالمساقات الثقافية والاجتماعية، ليُعدُّ واحدًا من أنشط أندية السلطنة، وإلا لما تُوِّج -ولمرات عديدة- بكأس صاحب الجلالة للشباب، ولرياضة الهوكي بشكل خاص؛ فالسيب لا يتنازل عن منصات التتويج إلا نادراً.

فَرْحَتُنا بالقرار نَرَاها منقوصة؛ كَوْن الإيقاف لم يُرْفَع عن اللاعبين والمدرب، كما إنه كان مُقتضبا جدًّا وبلا تَفَاصيل أو توضيح، خاصة إذا ما عَلِمْنَا أنَّ قرارَ عقوبة الإيقاف بحق اللاعبين كان لثلاثة أشهر، فهل بهذا القرار قد تمَّ تجديدها وبلا سَقف؟

نُدْرِك يَقِيناً أنَّ الأحداثَ التي صاحبتْ مُباراة السوبر كانتْ تَسْتَدعِي قرارات حازمة وعقوبات صارمة من قِبَل اتحاد اللعبة، شريطة أنْ تكون مُستوفاة حسب اللوائح والأنظمة التي يُعمل بها، ولا ألوم القائميْن على اللعبة في قراراتهم؛ كون الأحداث وضعتهم ووضعت الرياضة العُمانية في موقف حرج؛ لأنها حدثت أمام ضيوف من خارج السلطنة (الكونجرس الآسيوي للعبة)؛ وبالتالي كان من الضروري حسم الأمور.

ولست هنا بصدد مُنَاقشة تلك القرارات؛ فهذه -وحسب تصريحات مسؤولي الاتحاد- لم تَخْرُج عن اللوائح المعمول بها، ولكنَّ التساؤل المطروح هنا: كيف يتمُّ إيقاف لاعب عن مزاولة اللعبة في نادية في حين يتم استدعاؤه للمنتخب؟ أليس في ذلك تناقض ليس له ما يبرره؟

تساؤلات كثيرة نحملها لاتحاد اللعبة؛ كون القرار جاء مُقتضبا جدًّا وبلا تفاصيل، ونترك له توضيح ذلك؛ سواء بملحق تفصيلي، أو بمؤتمر صحفي، أو حسب الكيفية التي يراها مناسبة.

وقبل كلِّ ذلك، فإنَّ رسالتنا هذه -ولأول مرة- تحمل مُنَاشدة لاتحاد اللعبة أنْ يُعِيْد ترتيبَ أوراق القضية؛ بحيث ينظُر لها نظرة أبوية حانية تجاه أبنائه اللاعبين، فشخصيًّا كانت لي فرصة الاجتماع بهم والحديث عن القضية واللعبة بشكل عام، وبغض النظر عن منظور تناولهم للأحداث، فهم أيضا معذورون، وقد تعمَّدتُ أنْ أترك لهم المجال مفتوحاً للتنفيس عن كل ما يخالجهم، وأيقنتُ حينها أنَّني أمام كوكبة من الشباب المتحمِّس والمتسلِّح بالرغبة في الفوز والانتصار، وبأي وسيلة، وإنْ كان هناك من أخطاء أو زلات قد حدثت في الزمان والمكان الخطأ، فإنَّ البشرَ ليسوا معصوميْن؛ لذا فإنَّ التعاطِي معهم بروح القانون أمر محمود لما له من أثر كبير على مُستقبلهم الرياضي واللعبة التي عشقوها، ومن خلالها يسعون إلى تبيان إخلاصهم وحبهم لها؛ وبالتالي التمثيل المشرِّف للسلطنة في المحافل الإقليمية والدولية. ويقيني كبيرٌ بأنَّ لجنة المسابقات لن تألو جَهدا في تقدير وقراءة المشهد بشكل عام، ورفع التوصية لمجلس إدارة اتحاد الهوكي لرفع الايقاف عنهم؛ تقديرا لحماسهم ورغبتهم المساهمة في نشر اللعبة، وقرارٌ مثل هذا له ما بعده.

كذلك؛ فمن المؤكَّد أنَّ الاتحاد ينشد العودة الطبيعية لمكانة اللعبة بالسلطنة، وانتشارها، ومن شأن ترتيب البيت الداخلي أن يُفسح المجال للاهتمام بتحقيق الهدف الأسمى والأكبر المتلخص في عودة رياضة الهوكي العريقة للانتشار وتوسيع قاعدة ممارسيها، وإذا لم يدخل مثل هذه الهدف ضمن مشاريع الاتحاد الحالي، فإنَّ بوصلة اتجاه اللعبة بلا شك تسير في الاتجاه الخاطئ.