رسائل إيمانية

شهر الرحمة والغفران

حمد بن صالح العلوي

صباحك خير ومساؤك خير بل جل أوقاتك تتنعم في خير الأيام والشهور بأوقاتها بساعاتها ودقائقها وثوانيها ونبارك لك حلول شهر كريم فيه من الفضائل والخيرات ما فيه ثم اعلم رحمنا الله وإياك أنك في نعمة عظيمة إذ ضربات قلبك تنبض بكل دقة وسلام والنفس بزفيره وشهيقه واليوم ندرك بفضل الله ورحمته شهر رمضان فاشكر ربك واعبده حق عبادته "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " الحجر 99.

قارئي العزيز ..

قال الله تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ...." التوبة 36 أسألك سؤالا واحدا لا غير واصدقني القول.. كم التاريخ الهجري اليوم؟ من غير أن تتطلع وتختلس النظر إلى ما دون على الصحيفة التي بين يديك، حقيقة كثيرا نسأل"بضم النون وسكون السين" هذا السؤال ولا نعرف إجابته إلا إذا كانت الصحيفة أمامنا أو بين أيدينا إذ نسرع بأخذها ونقرأ التاريخ، وإذا كان أحد بجانبنا نبادره بالسؤال لعله يُجيب، ولا نُفكر في التاريخ الهجري إلا وقت التنبؤ بانتظار إعلامنا بأن غرة شهر رمضان والفطن منِّا يعد العدة ويجهز نفسه ويدربها على أصناف الطاعات، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل في شهر شعبان لأنّه سيأتي بعده شهر الصيام فيكون ذلك له يسيرا ويمر عليه الشهر كباقي الشهور لما قام به من تدريب النفس وتزكيتها لله الحمد والمنة، فلولا فريضة الصيام ما كنّا لنضع اعتبارا لشهر شعبان ولا رمضان ولا ذي الحجة الذي فيه شعيرة الحج وهذه حقيقة لا ننكرها.

ومن المعلوم لدينا جميعاً أنه شرع الناس في شهر شعبان زرافات ووحدانا إلى الأسواق والمجمعات التجارية ليشتروا ما لزم وما لا يلزم، عُرف ألفه الناس في جميع الأقطار عربية وإسلامية، ويعرفون تمام المعرفة بأن رمضان شهر من الشهور فيه خير وبركة في أيامه ولياليه إنه شهر مبارك تكثر فيه الصلوات والدعوات والذكر بأنواعه وأشكاله والحرص على المداومة على تلاوة القرآن الكريم وقراءة سير الصالحين وذكر وتسبيح وتهليل سواء كان ذلك في مسجد الحي أو البيت في النهار صيام وفي الليل قيام وتهجد ودعاء.

 قارئي العزيز..

والناس في رمضان ينقسمون إلى فرق وأحزاب فمنهم من يمتنع عن الأكل والشرب في ساعات معلومة معروفة ومنهم من يكون نائمًا نهاره إلى أن يوقظه أهله ليتحلق معهم حول مائدة الإفطار فلا في مخطط ساعات يومه صلاة فجر ولا ظهر ولا عصر بحجة أنه صائم تعب ولا يود مخالطة أحد سواء ذلك مع أهله في بيته ومع عياله أو جيرانه وإخوانه وحتى المسجد لا يعرف له طريقاً إلا صلاة التراويح هذا إذا كلَّف نفسه وخطى خطوات إلى صلاة الجماعة.

 ومن الناس في وقت العصر في الأسواق للمرور على المقاهي والمطاعم أو على من يضع بضاعته في جانب الطرقات ليشتري ما طابت نفسه له وعياله.

همسة ..

شهر الصيام نور وبركة للنفس والقلب والفؤاد فلله الحمد والشكر والثناء وفقنا الله تعالى لطاعته آناء الليل وأطراف النهار وحفظ ألسنتنا من اللغو في سائر الأوقات وتقبل الله تعالى منا ومنكم صالحات الأعمال.

 al3alawi33@gmail.com