بطولة SABIS الإقليمية أنموذجا..كيف؟

 

أحمد السلماني

أعلم أنني أُغرد خارج السرب اليوم، حيث لا حديث يعلو الحديث عن كلاسيكو الأرض بين الريال الذي يعيش أبهى أيامه هذا الموسم وبرشلونة المُتداعي والذي خرج قبل أيام من الباب الضيق لدوري أبطال أوروبا بعد أن سقطت أسطورة "الريمونتادا" الكاتالونية والتي اعتاد أن يعود فيها البارشا في مباريات الإياب أمام الطليان ملوك الدفاع في كرة القدم على مستوى العالم، نعم إنّه اليوم المُنتظر حيث وإن كان برشلونة في أسوأ حالاته إلا أنَّ الكلاسيكو بين الغريمين لا يخضع لأية معايير كروية على الإطلاق وبالتالي سأفسح المجال أمام بقية الزملاء ممن يعشقون الخوض في ميدان كرة القدم العالمية لأتحول إلى رياضة الناشئة حيث لفت نظري انطلاق "البطولة الإقليمية الـ11 لشبكة مدارس SABIS " الرياضية والتي تستضيفها كل عام إحدى مدارس الشبكة المنتشرة إقليمياً وهذا العام جاء التنظيم باستضافة مدرسة الشويفات الخاصة بالسلطنة.

اللافت للنظر في هذه البطولة هو العدد الكبير من المُشاركين فيها والبالغ 1000 طالب وطالبة يمثلون 14 دولة هي (السلطنة الدولة المستضيفة والإمارات وسوريا والبحرين ومصر وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية ولبنان وقطر وباكستان وأذربيجان ومنطقة كردستان ورومانيا)، دخلوا في منافسات رياضية شريفة فيما بينهم لعدد 4 لعبات هي القدم والسلة والسباحة وألعاب القوى، وشهد حفل افتتاحها حضورا رسمياً كبيراً والأهم كانت مساهمات المؤسسات ذات العلاقة كوزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الرياضية والاتحادات الرياضية ذات الصلة بالألعاب.

إن لمثل هذه التظاهرات والبطولات الإقليمية الرياضية فوائد جمة فهي توثق الصداقات والعلاقات بين مُختلف الشعوب وتنمي الكثير من القيم الإنسانية مثل الروح الرياضية العالية والصبر والفريق الواحد وتبث الرغبة في التفوق والإجادة، فضلاً عن صقلها للكثير من المواهب الناشئة ومن ثم تبنيها، وهو الأمر الذي دفعني إلى كتابة المقال الذي أتمنى أن يصل إلى ولي أمر الطالب الرياضي والمدرسة التابع لها واتحاد اللعبة التي تفوق فيها وبرزت موهبته إلى ضرورة الاهتمام به والارتقاء بموهبته وتسخير كافة الإمكانات المادية والمعنوية والبنى الرياضية التحتية لصقل موهبته أو موهبتها ليشق طريقه، وإن مثل هذه البطولات المدرسية التي نتمنى أن يتم انتشارها في وطننا العربي عامة وبلادي خاصة هي النواة التي منها تكتشف المواهب الرياضية، الأمر الذي يستدعي بل ويستوجب وجود بنية رياضية تحتية جيدة بالمدراس الحكومية والخاصة وحالياً بإمكان المجمعات الرياضية المنتشرة في ربوع السلطنة أن تكون هي البديل وكذا الحال في البلدان الأخرى.

كذلك فإنَّ حضور هذه الوفود وبهذا العدد الكبير للسلطنة يعني ترويج الرياضة للسياحة بالبلد المُنظِّم، ونحن في السلطنة في أمس الحاجة إلى أن يكتشف الزائر المقومات السياحية الهائلة التي نمتلكها، فضلا عن حالة الأمن والأمان والرخاء الذي تعيشه السلطنة وهنا دعوة أو تذكير لوزارتي الشؤون الرياضية ووزارة السياحة والأخرى ذات العلاقة أن تولي هذا الجانب أهمية بالغة لما له من عائد، بل هو رافد اقتصادي في ذات سياق برنامج"تنفيذ" وسعي السلطنة إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط فقط، كذلك فإنَّ وجود هذا التجمع الكبير له عوائد اقتصادية وتجارية مُباشرة من حيث الإشغالات الفندقية والمواصلات والطيران والأسواق والمطاعم وغيرها.

وأعتقد بل أجزم بأن SABIS ساهمت في هذا وأراها أنموذجاً يجب أن يحتذى لدى بقية المدارس والمؤسسات الرائدة والمعروفة لتبني مثل هذه البطولات ويحسب لهذه الشبكة أنها كافحت من أجل استمرارية البطولة ونجاحها فقد بدأت بـ10 لاعبين من 4 مدارس تتبع الشبكة العام 2002م وبعد عقد ونيف صاروا 1000 لاعب، إنها إرادة النجاح.

ولكن لي مأخذ على المنظمين بأنهم لم يعطوا البطولة قيمتها الإعلامية التي تستحقها، فأراهم تأخروا كثيرا وكان بالإمكان أفضل مما كان من حيث عقد الشراكات مع المؤسسات الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة بما فيها تلفزيون السلطنة فالمصلحة واحدة من حيث الترويج السياحي للسلطنة، فقد تمَّ التعاطي مع البطولة بنمط إعلامي تقليدي ولولا وسائل التواصل الاجتماعي لبدأت وانتهت دون أن يحس أحد بها، على كل حال أتمنى على أن يقف المنظمون لها والمؤسسات الحكومية والأهلية ذات العلاقة على التجربة والسعي لتعميمها فهي ناجحة بكل المقاييس.