كوالالمبور – رويترز
تظاهر عشرات الآلاف من المُناهضين للحكومة الماليزية في العاصمة كوالالمبور أمس مُطالبين باستقالة رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق بسبب تورطه المزعوم في فضيحة اختلاس عدة مليارات من الدولارات.
وسار المحتجون الذين ارتدوا قمصانًا صفراء في قلب كوالالمبور مما أسفر عن توقف تام في حركة المرور في العديد من المواقع السياحية ليتجمعوا أمام برجي بتروناس الشهيرين بعد أن أحبطت الشرطة خطة مبدئية للتجمع في ميدان الاستقلال. وكان حجم المشاركة في المظاهرة أقل مقارنة بمسيرة مُماثلة العام الماضي إذ قدرت بوابة ماليزياكيني الإخبارية أن نحو 40 ألفًا شاركوا. وكان ما يصل إلى 200 ألف شخص قد شاركوا في مسيرة العام الماضي.
وقد تكون المشاركة في مظاهرة هذا العام قد تأثرت بمخاوف من اندلاع عنف واعتقالات لقادة جماعة بيرسيه المؤيدة للديمقراطية التي نظمت تجمعا يوم السبت. إلى جانب قادة بيرسيه اعتقل العديد من قادة المعارضة الآخرين قبل يوم واحد من المظاهرة.
وقالت الشرطة إنّ التجمع غير قانوني وإنها لن تتردد في استخدام الغاز المسيل للدموع أو مدافع المياه إذا خرجت الأمور عن السيطرة. وقالت وكالة برناما الرسمية للأنباء إن نحو سبعة آلاف شرطي سيكونون في الخدمة قرب مناطق التظاهر.
وعلى الرغم من ذلك كانت الروح المعنوية بين المحتجين مرتفعة ودوت أصوات الطبول وأبواق الفوفوزيلا إلى جانب الخطب والأغاني والهتافات من قبل المشاركين الذين دعوا إلى تطهير ماليزيا.
وانضم رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد -وهو من أشد منتقدي نجيب- إلى المتظاهرين أمام البرجين.
وقال مهاتير (91 عاما) "لم نعد دولة ديمقراطية بل أصبحنا نعرف بأننا كليبتوقراطية. آن الأوان لنتكاتف لإسقاط هذه الحكومة القاسية." ومصطلح كليبتوقراطية يعني نظام حكم اللصوص.
وشارك محيي الدين ياسين -وهو نائب سابق لرئيس الوزراء ويقود الآن حزباً جديداً يرأسه مهاتير- في المظاهرة وقاد الحشود في الهتاف "تنحى يا نجيب". ومن غير المحتمل أن تهز هذه المظاهرة نجيب الذي نفى ارتكابه أي مخالفات وصمد أمام الأزمة معززًا سلطته بشن حملة على المعارضين وفرض قيود على وسائل الإعلام والناشطين.
وقال نائب رئيس جماعة بيرسيه للجموع التي احتشدت عند المسجد الوطني "لسنا هنا لإسقاط البلاد. نحب هذا البلد ولسنا هنا كي نسقط الحكومة إننا هنا لنقويها." واعتقل قيادي آخر في بيرسيه وهو هشام الدين رئيس يوم السبت عند منطقة التظاهر وأصدرت الشرطة أيضاً تحذيرات لمشاركين آخرين.
وقال فهمي رضا وهو فنان مشارك بالمظاهرة حمل صورة يظهر فيها نجيب في شكل مهرج "بلادنا محكومة بمجموعة من المهرجين والمحتالين. لذلك أنا هنا للتظاهر ضد رئيس وزرائنا." وفي خطاب نشره موقعه على الإنترنت يوم الجمعة قال نجيب إنّ المتظاهرين "أداة في يد المعارضة". وقال نجيب الذي يزور بيرو حالياً لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) "حركتهم مضللة. من الواضح أنّ تلك الاحتجاجات في الشوارع هي في الحقيقة المعارضة متخفية في صورة منظمة أهلية مستقلة تعمل للإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا."
وكان نجيب قد واجه مزيدا من الصعوبات هذا العام عندما قالت دعاوى قضائية أقامتها وزارة العدل الأمريكية إن أكثر من 3.5 مليار دولار تم اختلاسها من الصندوق الحكومي الماليزي (1ام.دي.بي) الذي أسسه نجيب وإن بعضاً من هذه الأموال دخلت حسابات "المسؤول الماليزي رقم 1" والذي حدده مسؤولون أمريكيون وماليزيون بأنه نجيب.
واتخذ نجيب خطوات يقول منتقدون إنها تهدف إلى الحد من مناقشة هذه الفضيحة مثل عزل أحد نواب رئيس الوزراء وتغيير النائب العام وتعليق صحف وحجب مواقع على الإنترنت.
وتظاهرت مجموعة مؤيدة لنجيب يرتدي أعضاؤها القمصان الحمراء أمس أيضاً وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ أحدهم اعتقل لمحاولة مهاجمة متظاهرين من جماعة بيرسيه.