مواجهة مكلفة وطويلة تثقل كاهل مصراتة في ليبيا.. وأهل المدينة: تعبنا من الحرب

 

 

560 قتلوا وأصيب 2750 من مقاتلي مصراتة

رجال الأعمال بمصراتة يقدمون التبرعات.. وتعد مئات النساء الطعام يوميا لنقله إلى سرت

 

مصراتة - رويترز

بجوار فوارغ القذائف الصدئة أمام متحف في مصراتة عن انتفاضة 2011، تقف إضافة جديدة.. مشنقة استخدمها تنظيم الدولة الإسلامية في سرت لعرض جثث أسرى معدومين منصوبة على شاحنة كان سيستخدمها مفجر انتحاري. وبعد خمسة أعوام على مقتل معمر القذافي في مسقط رأسه في سرت يوشك المقاتلون على إنهاء حملة أخرى هناك هذه المرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر على المدينة لمدة عام. وكانت المعركة مكلفة وطويلة. ويقول الكثير من أهل مصراتة الذين يشكلون واحدة من أقوى الفصائل المسلحة التي ظهرت بعد القذافي إنهم تعبوا من الحرب.

لكن هزيمة التنظيم في سرت الواقعة على بعد 230 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي من مصراتة على ساحل البحر المتوسط لن يوفر الأمن للمدينة. فهناك أعداء آخرون يتربصون ويتأهب بعض سكان مصراتة للقتال إذا هم اضطروا لذلك.

وفي مطلع سبتمبر ومع اقتراب الحرب في سرت من نهايتها، سيطر الفريق خليفة حفتر قائد القوات في شرق ليبيا على مرافئ نفط رئيسية أحدها على بعد نحو 200 كيلومتر فقط إلى الشرق من سرت. وكان ذلك تحديا لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس التي تسعى إلى توحيد الفصائل المسلحة المتنافسة. وأيدت مصراتة حكومة الوفاق الوطني بينما رفضها حفتر.

وقال إبراهيم بيت المال قائد المجلس العسكري في مصراتة: "نحاول تفادي الحرب ولكن حفتر ليس واضحا ونواياه ليست واضحة أيضا". وتابع قائلا: "أحيانا الحرب تفرض علينا وعندما يقترب منك العدو عليك أن تدافع عن نفسك." وقبل عامين فقط كانت مصراتة القاعدة الأساسية لقوات فجر ليبيا وهي ائتلاف له ميول إسلامية واجه القوات المتحالفة مع حفتر في معركة للسيطرة على طرابلس. وأسفر الصراع عن وجود حكومتين متنافستين واحدة في العاصمة والأخرى في الشرق واختارت السلطات في الشرق حفتر الحليف القديم للقذافي قائدا لقواتها.

وشن حفتر حملة عسكرية في بنغازي ضد تحالف يضم مقاتلين إسلاميين وخصوما آخرين أيدتهم مصراتة. وأيدت مصراتة اتفاقا توسطت فيه الأمم المتحدة وتمخضت عنه حكومة الوفاق الوطني ووفرت الحماية للحكومة الجديدة في طرابلس منذ وصولها في مارس. وبدأ مقاتلو كتائب مصراتة الحملة في سرت بعد تقدم الدولة الإسلامية إلى الشمال الغربي باتجاه مدينتهم في مايو. ورغم أن العملية مدعومة بفرق صغيرة من قوات خاصة من الغرب ومدعومة منذ الأول من أغسطس آب بضربات جوية أمريكية يقول بعض سكان مصراتة إنهم يشعرون بأن الأطراف الأخرى تخلت عنهم.

والغالبية العظمى من المقاتلين من مصراتة نفسها ويفتقر الكثير منهم للتدريب والعتاد وأعداد الضحايا بينهم مرتفعة إذ قتل أكثر من 560 مقاتلا وأصيب 2750 على الأقل. وقدم رجال أعمال من مصراتة تبرعات وتعد مئات النساء الطعام يوميا لنقله إلى سرت.

وتخضع الحملة في سرت نظريا لقيادة حكومة الوفاق الوطني لكن الحكومة التي تكافح لفرض سلطتها كانت بطيئة في توفير الدعم.. ويقول مسؤولون في مصراتة إن الحرب ضد الدولة الإسلامية حسنت من العلاقات مع سكان سرت ومدينة بني وليد وهما معقلان للتأييد للقذافي هاجمهما ثوار مصراتة في 2011.

وهذا جزء من حملة أوسع نطاقا للمصالحة تشمل اتفاقا أبرم مؤخرا للسماح بعودة السكان إلى تاورغاء التي دمرت وخلت من سكانها في 2011 بعد أن استخدمتها قوات القذافي كقاعدة لها.

وأشار زياد بلعم -وهو قائد كتيبة في مصراتة- إلى دعم مصري وإماراتي لحفتر ووجود قوات فرنسية خاصة تعمل مع قواته في الشرق. وقال "إذا يريدوا حفتر... من الغرابة أنهم ساعدونا في الإطاحة بالقذافي".

تعليق عبر الفيس بوك