ضربة حرة

الرِّهان القادم للكرة العُمانية

 

مُحمَّد العليان

انتهتْ حقبة ماضية، وستأتي حقبة جديدة لمشوار الكرة العمانية القادم، بعد أن أعلن السيد خالد بن حمد رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم عدم ترشحه لدورة قادمة، حسب ما صرَّح به لوسائل الإعلام، وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي. وبذلك، فإنَّ مرحلةً جديدة سيبدأ بها مشوار الكرة العمانية لمدة 4 سنوات قادمة، والتركة بلا شك ثقيلة، والعمل ليس سهلا، ولكنه في نفس الوقت ليس مستحيلا. فالتغيير مطلوب، والتجديد والتطوير رهان المرحلة المقبلة، والمنتخب الوطني الأول -ومن ثم المنتخبات الأخرى- هي الواجهة الأولى لإعادة هيبة وسُمعة المنتخب من جديد خليجيًّا وعربيا وآسيويًّا، والاستحقاقات القادمة كثيرة ومتنوعة، وأتمنى أن تكون المرحلة التي عاشها المنتخب في الفترة الماضية هي مرحلة عابرة سرعان ما يتبدل حالها بمرحلة إنجازات وتنقى من الشوائب السالبة؛ فالرهان القادم هو إعادة المنتخب الأول للواجهة من جديد، إضافة الى منتخبات المراحل السنية التي بدأت تستعيد عافيتها وهيبتها من جديد مع القيادات الفنية والمدربين المحليين الذين تولوا دفة القيادة، وقبلوا التحدي في وقت صعب وإمكانيات قليلة وإعداد ضعيف للبطولات، لكنهم ورغم ذلك وفِّقوا وتجاوزوا كل الصعوبات.

فقاعدة التصحيح تقول "التغيير أصبح واجباً لإدارة دفة الكرة العمانية"، وأن من يُريد أن يبني جيدا وصحيحا وتصحيح الأخطاء، عليه أن يفكر وبشجاعة في كيفية عبور الأزمة نحو مرحلة التعافي والاكتمال، لابد أن نرفع الراية الحمراء من الآن، ونعد بمرحلة جديدة في كل شيء، فقد آن الأوان أن تكون ثقافتنا العامة قائمة على إلغاء مقولة "نجاح أخي وزميلي يعني فشلي، وفشل أخي وزميلي يعني نجاحي". وعلى الجميع تكملة ما تم بناؤه في المرحلة الماضية من إيجابيات ومعالجة السلبيات، إضافة إلى التركيز على إضافة مزيد من الإيرادات الجديدة التي تساعد اتحاد الكرة على تسيير عمله في كل الاتجاهات، خاصة الشراكة مع القطاع الخاص، بتمويل أنشطة الاتحاد المختلفة ودعمها.

في المرحلة الحالية، نحن بحاجة لفهم الآخر، وقبول الرأي المخالف، وليس الخلط بين ما هو عام وما هو خاص؛ لأنَّ العمل العام ملك للجميع وليس لفرد واحد أو جهة واحدة، ولابد أن نقيس الأمور بمنظور العقل والمنطق والواقع للمرحلة الحالية والقادمة. وأن يكون همُّنا مشتركًا، وانتماؤنا أكبر من لون أو شعار أو شخص؛ لأنَّ الغاية في الأخير هو الكرة العمانية ومنتخب الوطن، والوطن لنا جميعا؛ فنتمنى أن يكون الجميع صريحين لا مُجاملين مع البعض، ولا نجامل ونُنافق مثل الآخرين، وأن نكون يدًّا واحدة ولنا عمل وهدف واحد في المرحل الجديدة، وهذا هو الرِّهان القادم للكرة العمانية، إذا أردنا النجاح والسير في الطريق الصحيح.

------------------------

آخر الكلمات: "لا أحد يسألك من أنت، طالما أنَّك قادر على الظهور".