التسويق السياحي لموسم الخريف!

 

سيف بن سالم المعمري

يبدو أنّ التسويق السياحي لموسم الخريف بمحافظة ظفار لم يسلم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لتقليل آثار الانخفاض الحاد في أسعار النفط، في الوقت الذي كنّا نتطلع فيه إلى مضاعفة الجهود الحكومية لترويج الفعاليات السياحية التي ستحتضنها محافظة ظفار بوجه عام ومدينة صلالة على وجه الخصوص خلال هذا الموسم الاستثنائي الذي ينتظره السائح من داخل وخارج السلطنة في هذا الوقت من كل عام.

ورغم أننا لم نسمع أو نشاهد حتى الآن في جميع وسائل الإعلام سوى الأخبار المقتضبة التي تناولت البداية الفلكية لموسم الخريف بمحافظة ظفار في الحادي والعشرين من يونيو بالإضافة إلى زيادة الغرف الإيوائية بالفنادق والشقق المفروشة بالمحافظة والإضافة النوعية لمطار صلالة.

ورغم أنّ موسم الخريف بالمحافظة أصبح معروفاً للسائح من داخل السلطنة ومن دول مجلس التعاون الخليجي، ورغم أنّ الجهات المعنية على دراية باحتياجات السياح ومتطلباتهم أثناء موسم الخريف، إلا أننا بحاجة ملحة لمضاعفة وتكامل الجهود من أجل جعل محافظة ظفار وجهة سياحية تكون الخيار الأول لأبناء السلطنة ودول الخليج في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى ما يقارب الخمسين درجة في جميع دول المنطقة وقد بلغ عدد زوار موسم خريف 2015م من العُمانيين والخليجيين 459 ألف زائر حسب إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وأوضحت الإحصائيات أن عدد الزوار العُمانيين بلغ 378068 زائرا فيما بلغ عدد الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي 81299 زائرًا.

ولتصبح محافظة ظفار بشكل عام ومدينة صلالة بشكل خاص وجهة سياحية أولى في المنطقة فمن الأهمية أن تضاعف الحكومة المشاريع الإستراتيجية في مجالات الصناعة والأمن الغذائي وصناعة السياحة من خلال إقامة المشاريع الترفيهية كالحدائق والمنتجعات السياحية التي تجعل من القطاع السياحي قطاعًا مستدامًا وليس كقطاع موسمي فقط، كما يمكن أن تستثمر مدينة صلالة لاستضافة المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية ولعل استضافة المدينة مؤخرًا للأشقاء الليبيين في مشروع صياغة الدستور الليبي الجديد أعطى مزيدًا من الزخم الإعلامي للمدينة والدور الذي يمكن أن تلعبه خلال المرحلة المقبلة.

فالموقع الاستراتيجي والتنوع الجيولوجي للمحافظة يمكن أن يستثمر لإقامة المشاريع التجارية والصناعية العملاقة كمشاريع إنتاج الطاقة وإنشاء المناطق اللوجستية حيث يمكن تعظيم الاستفادة من المنطقة الحرة بصلالة والميناء والمطار وقرب المحافظة من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

ومن بين الأنشطة التي يمكن أن تكون نافذة لترويج المحافظة سياحياً وخاصة في موسم الخريف وبالإضافة إلى إقامة مهرجان صلالة السياحي فيمكن أن تقام بطولات رياضية في مختلف الألعاب الرياضية ويتم إتاحة مجال المشاركة للمنتخبات والفرق العالمية والإقليمية والتي ستسهم في التسويق للمحافظة من جهة وتجعل منها وجهة لعشاق الرياضة والمنتخبات والفرق المشاركة من جهة أخرى بالإضافة إلى إمكانية أن تستضيف مدينة صلالة المعسكرات الداخلية والخارجية للمنتخبات والفرق المحلية والإقليمية وحتى العالمية.

نعم .. لم تعد الطبيعة والمناخ المعتدل وحدهما يشدان السائح لقضاء أطول الأوقات في موقع معين، بل إن تنوع الفعاليات والاحترافية في التنظيم والإدارة والتسويق لها بطرق ابتكارية تجعل من محافظة ظفار وجهة سياحية أولى في المنطقة.

ودمتم ودامت عُمان بخير ،،،

[email protected]