ظفار تستقبل "موسم الخريف" اليوم.. وتوقعات بتدفق أعداد كبيرة من الزوار للاستمتاع بالطقس المعتدل والفعاليات المتنوعة

استعدادات مكثفة بالجهات الحكومية.. والفنادق ترفع درجة الجاهزية لاستضافة السائحين

صلالة - العمانية

تستقبل محافظة ظفار اليوم فصل الخريف الذي يبدأ في 21 يونيو ويستمر إلى 21 سبتمبر من كل عام؛ حيث تتجه الأنظار خلاله إلى مدينة صلالة باعتبارها الوجهة السياحيّة المُفضلة في السلطنة ومنطقة الخليج.

وبلغ عدد زوار موسم الخريف العام الماضي 514 ألف زائر بمتوسط يومي يتجاوز خمسة آلاف زائر، وأشارت نتائج مشروع حصر ومسح زوار خريف صلالة 2015- الذي ينفذه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات سنويا بالتعاون مع وزارة السياحة وشرطة عمان السلطانية- إلى أنّ عدد الزوار الخليجيين بمن فيهم العمانيون بلغ 459 ألف زائر أي ما نسبته 2ر89 في المائة من إجمالي الزوار. وأوضحت الإحصائيات أن عدد الزوار العمانيين بلغ 378068 زائرًا، فيما بلغ عدد الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي 81299 زائرًا قدم أغلبهم عن طريق البر بما يقدر بنحو 86 في المائة.

ويعد فصل الخريف ظاهرة مناخية تتأثر به معظم الولايات الساحلية والجبال المجاورة لها في محافظة ظفار من ولاية ضلكوت غرباً وحتى ولاية مرباط شرقاً ويطلق عليها "مونسون"، والتي تحدث في 21 يونيو من كل عام. وفي ظل هذا المناخ الاستثنائي تستعد الجهات الحكومية والخاصة المعنية سنويًا لاستقبال الأفواج السياحية من خلال توفير التسهيلات والخدمات التي تلبي حاجة السائح ومتطلبات القادمين إلى المحافظة.

وعلى مستوى خدمات الإيواء بالمحافظة بدأت الفنادق بمدينة صلالة الاستعداد لاستقبال نزلائها خلال موسم الخريف وكذلك الحال بالنسبة للشقق الفندقية والفلل والشقق السكنية من خلال إجراء التحسينات وأعمال الصيانة والتطوير حيث تشهد صلالة سنويًا إضافة العديد من أماكن الإيواء لمختلف المستويات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح في فصل الخريف.

وشهد القطاع الفندقي في محافظة ظفار إضافة جديدة خلال شهر فبراير الماضي بافتتاح فندق الفنار بطاقة استيعابية تبلغ 218 غرفة، كما انتهت المرحلة الأولى من مشروع منتجع شاطئ صلالة ليصل عدد غرفه إلى 700 غرفة فندقية فهو يضم إلى جانب فندق الفنار فندقي روتانا من فئة 5 نجوم وجويرة فئة 4 نجوم. كما سيُفتتح الشهر المقبل منتجع أنانتارا صلالة ـ البليد، والذي يقع على مقربة من موقع البليد الأثري المدرج على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويتألف من 136 غرفة وفيلا، إلى جانب مجموعة من المطاعم والمرافق الترفيهية التي ستساهم في تطوير مستوى الخدمات الفندقية لزوار صلالة.

وتشهد مراكز التسوق والمحلات التجارية بالمدينة تطورًا ملحوظًا إلى جانب ما تزخر به أسواق صلالة من المنتجات والصناعات التقليدية في هذا الموسم خاصة محلات بيع اللبان والبخور والصناعات الفضية والفخارية والحلوى العمانية واللحوم والألبان الطازجة والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة.

وتمتلك محافظة ظفار مقومات سياحيّة تضم في جنباتها مختلف البيئات الطبيعية؛ كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال والأودية والسهول المنبسطة والصحراء الممتدة إلى الربع الخالي والعيون المائية المنتشرة في كافة ربوعها والنافورات الطبيعية والكهوف المتنوعة. ويتميّز سهل صلالة الزراعي بالمنتجات الزراعية المتنوعة ذات الطابع الأستوائي وأشهرها النارجيل (جوز الهند) والموز والفافاي وقصب السكر إلى جانب الخيران الجميلة والمحميات الطبيعية وثروة حيوانية وبحرية غنية.

وإلى جانب الطبيعة الجميلة، تمتلك محافظة ظفار إرثا تاريخًا يعود إلى العصور القديمة والأزمنة الغابرة؛ حيث تعتبر منطقة خور روري "سمهرم" من بين أهم المناطق الأثرية المكتشفة في السلطنة التي توليها الحكومة اهتمامًا كبيرًا نظرا للمكانة التاريخيّة التي تتمتع بها باعتبارها من أبرز مناطق الاستيطان البشري في فترة ما قبل الميلاد. ويعد متنزه البليد الأثري أحد أهم المواقع الجديرة بالمشاهدة حيث يضم في جنباته متحف أرض اللبان، وهو إطلالة شاملة على السلطنة بمختلف مناطقها عبر الأزمنة، إضافة إلى متنزه سمهرم الأثري والحصون التاريخية في ولايات طاقة ومرباط وسدح والكثير من المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في المحافظة. وتشتهر المحافظة بإنتاج اللبان الذي مثل عمود التجارة الأساسي في جنوب شبه الجزيرة العربية قديما ومصدرًا مهمًا من مصادر الدخل؛ حيث اشتهرت المحافظة بإنتاج أجود أنواع اللبان في العالم نظراً لتوفر المناخ الملائم لنمو أشجاره. وتوجد بعض المعالم السياحيّة الجميلة التي يحرص السياح على زيارتها كالسهول والمرتفعات الجبلية خاصة مرتفعات سهل اتين وسهل حمرير بالإضافة إلى العيون المائية الرئيسة المنتشرة في كافة ربوع المحافظة وأهمها رزات وجرزيز وحمران وصحلنوت وأثوم ودربات.

وتستقطب منطقة شاطئ المغسيل العديد من السياح لمشاهدة كهف المرنيف والنافورات الطبيعية إلى جانب زيارة الأسواق التقليدية ومحلات بيع اللبان والحلوى العمانية ومحلات بيع المنتجات الزراعية المحلية الطازجة. كما تعد منطقة الجاذبية بنيابة طوى اعتير بولاية مرباط من المواقع السياحية التي تستهوي الزوار لوجود ظاهرة غريبة ونادرة تدفع البعض لخوض التجربة بالسيارة التي تصعد للأعلى بدلا من أن تنزل للأسفل، وتقع المنطقة في بداية عقبة حشير على الطريق المتفرع من الطريق العام المؤدي إلى مدينة مرباط.

وتزخر محافظة ظفار بالعديد من الكهوف ذات المقومات الطبيعية والمعالم السياحية التي تعد كنوزًا طبيعية تنفرد بخصائص وتكوينات نادرة وتشكل جزءًا هاما من تراث عمان الطبيعي والبيئي والسياحي أبرزها حفرة إذابة طوي اعتبر وكهف طيق الذي يعد من أكبر الكهوف على مستوى العالم. ومن أهم الكهوف التي تحظى باهتمام الزوار كهف اتين القريب من عين جرزيز ويبعد عشرة كيلومترات عن مدينة صلالة وكهف رزات الأكثر ارتيادا من قبل الزوار والمقيمين؛ حيث يتوسط الجبل المطل على عين رزات، إضافة إلى كهوف وادى دربات التي تتميز بأقواسها الطبيعية والنقوش والرسوم المزينة لجدرانها وهي فريدة من نوعها بسبب تنوع الترسبات الكلسية المعلقة في أسقفها. وتوفر زيارة الكهوف فرصة نادرة للتعرف على التكوينات الجيولوجية للكهوف وتطورها عبر آلاف السنين.

تعليق عبر الفيس بوك