المشهد الانتخابي والإعلام الرياضي

أحمد السلماني

يتصدَّر المشهد الانتخابي للاتحاد العماني لكرة القدم، الساحة الكروية بالسلطنة، وفي كافة المنابر والمجالس ووسائل الإعلام التقليدية والفضاء الإعلامي الافتراضي أيضا، في سباق محموم بين هذه الوسائل فضلا عن الأحاديث والتأويلات هنا وهناك رغم تزامنه حاليا وانطلاق بطولتي "كوبا أمريكا" و"يورو 2016"؛ لينبري وكالعادة الكثير من المنظرين ليرسموا المشهد القادم بكل تجلياته وتفاصيله في سيناريوهات غريبة وعجيبة بعضها مقنع والآخر من نسج الخيال؛ لسبب بسيط وهو أنَّ أصحاب الشأن أنفسهم ومن أعلنوا ترشحهم أو رغبتهم في السباق للوصول إلى "مكاتب اساد السيب" لا يعلمون أي شيء ولا يعنيهم هذا الضجيج أو القعقعة، فقد اختفى المترشحون بعد الإعلان مباشرة مع استثناء بسيط للشيخ سالم الوهيبي المرشح الرئاسي الوحيد حتى الآن والذي يتحرك في النور وفي كل أرجاء السلطنة تقريبا وهذا حق أصيل ومشروع بالنسبة له، ومع ذلك فالرجل وحسب معلوماتي البسيطة فإنه لم يبدِ أية رؤية ولا يزال في مرحلة الاستقصاء ودراسة واقع الكرة العمانية والوسط الكروي بشكل عام، وأعتقد أنَّ بعض مساقاتها ومفاصلها قد صدمت الرجل، وعلى ضوء مخرجات كل ذلك سيبني رؤية قد تُسهم في القفز بها إلى واقع وفضاء جديد وجميل، وربما لا تسعفه عوامل أخرى خارجة عن إرادته ورؤيته كما هي الحال لدى الاتحاد الحالي الذي راوده حلم التحليق فوق السحاب، إلا أنَّ ذلك كان بحاجة إلى "أجنحة أولي بأس شديد" وعوامل أخرى ليست في يده.

وحتى الساعة، فهناك مرشح وحيد لرئاسة اتحاد الكرة؛ كون السيد رئيس اتحاد الكرة الحالي لم يحسم أمره بعد و4 لنواب الرئيس وقد يزيد الرقم أو ينقص ولم أسمع عن طلبات لعضوية المجلس وكل هؤلاء لا يعنيهم كثيرا ما يتداول في وسائل الإعلام بكل مساقاته كثيرا ولكن المستغرب له الهوس الإعلامي الذي يُرافق هذا المشهد والمواقف المتطرفة لبعض الأقلام الرياضية المهمة وذات التأثير الكبير على الوسط الكروي، وقد يتفهم المتابع تعليقا أو رأيا أو موقفا من العوام، ولكن أن تتبنى وسيلة إعلامية مهمة أو منبر إعلامي مهمة، أو صحفي رياضي نهجًا إيحابيًّا لطرف ضد آخر ويجتهد في دعم هذا الطرف والتشهير ولو باللمز ومن وراء حجاب بالأطراف الأخرى فهذا يعني أن المهنية الصحفية قد ارتدت البرقع حتى توارت بالحجاب.

ما أعرفه ويعلمه كثيرون أنَّ الحيادية الإعلامية في مثل هذه المشاهد الانتخابية أمر محمود ولا بأس وعندما نؤمن برؤية ما أو عمل لأحدهم ونميل إليه أن ندعمه إعلاميا ولكن حدود حريتنا هنا تتوقف عندما تلامس حدود الأطراف الأخرى التي تعمل أيضا وتجتهد من أجل إثبات ذواتها فكل التحية للأقلام التي تكتب في النهار وتلك التي تقف على نفس المسافة من الجميع، هنا ليتسع صدر الكثيرين لما طرحته وأطرحه، وليثوب البعض إلى رشده ومن يحمل الرسالة الإعلامية بكل قيمها ومبادئها.

شخص واحد سيتبوأ كرسي رئاسة اتحاد الكرة، وأيًّا من كانت هذه الشخصية فالإعلام الرياضي لا بد له أن يرتقي بقلمه وبما يخدم الرياضة العمانية وكرة القدم سواء بالإشادة بالمنجزات وإبرازها أو بالنقد البناء.. والإعلام الرياضي المسؤول براء من "التفق والمحزم وراعيه".

تعليق عبر الفيس بوك