بلدية مسقط تستعرض "إعادة تأهيل مطرح".. وإنشاء شبكات الطرق وتطوير المرافق العامة أهم أهداف المشروع

استحداث دليل تخطيط عمراني وحضري يتماشى مع مشروع تطوير المدينة

مسقط - الرُّؤية

استعرضتْ بلدية مسقط التصميم العام الأولي لمشروع إعادة تأهيل مدينة مطرح؛ وذلك خلال لقاء موسع عُقِد، صباح أمس، بحضور معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط، وسعادة السيد أحمد بن هلال البوسعيدي والي مطرح رئيس لجنة الشؤون البلدية بالولاية وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي ممثلي ولاية مطرح والمشايخ وأعيان وأهالي الولاية وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية.

وتمَّ خلال اللقاء تقديم عرض مرئي وشرح لكافة أهداف هذا المشروع، وتضمَّنتْ الأهداف الرئيسية للمشروع رفع مستوى الخدمات المقدمة؛ وذلك بتأهيل مستوى المساكن والممرات المحيطة بها ورفع كفاءتها من الناحية الصحية والبيئية وتوسعة مسارات الخدمات الحالية وإضافة خدمات ضرورية كنظام الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وخدمات النطاق العريض وغيرها من الخدمات الأخرى وتوفير مساحات كافية لمواقف السيارات، توسعة الطرق الحالية، وايجاد مداخل ومخارج جديدة للمدينة؛ وذلك للحد من الازدحام الكثيف للحركة المرورية؛ مما سيُسهل عمليات التحرك، وكذلك تقديم خدمة الإسعاف والدفاع المدني متى ما اقتضت الحاجة، وسهولة وصول السكان والزوار لمقاصدهم.

كما يهدف المشروع إلى المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة والحفاظ على المكانة التاريخية لسوق مطرح، وترميم المباني التاريخية والمحافظة عليها من الاندثار، ودراسة إمكانية إعادة تأهيل بعض المواقع التاريخية والقلاع وتحويلها إلى مزارات سياحية، ودراسة إمكانية تحويل بعض المساكن والمباني القديمة إلى استخدامات تجارية كفنادق ومعارض للصناعات الحرفية، ومطاعم ومقاهي لتقديم الأكلات العمانية.

وأدَّى تغيير استخدام ميناء السلطان قابوس إلى ميناء سياحي إلى ازدياد أعداد السياح القادمين للسلطنة عن طريق البحر؛ حيث تحمل كل سفينة في كل رحلة ما يفوق الأربعة آلاف سائح من كل أنحاء العالم؛ مما يتطلب إضافة بعض التحسينات والمرافق واللمسات الجمالية للمدينة وبعض الخدمات الضرورية لتكون بوابة عمان السياحية، كما سيُسهم المشروع في تشجيع السياحة الداخلية وتاهيل مطرح لتكون منطقة ملائمة للزوار الرسميين، وسيُسهم المشروع بشكل مباشر في رفع إسهامات قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل تجارية جديدة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغرة.

وأكد المهندس الطيب بن محمد بن أحمد الحارثي مدير دائرة الدراسات الفنية ببلدية مسقط ومدير المشروع، أنَّ خطة إعادة تاهيل المدينة ركزت على عدة محاور، وأبرز هذه المحاور هو الأحوال المعيشية للسكان؛ وذلك لتوفير بيئة صحية مناسبة للعيش بتحويل مدينة مطرح لمدينة جاذبة للسكان واستحداث دليل تخطيط عمراني وحضري ليتماشى مع مشروع تطوير المدينة وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق وخطوط شبكات البنية الأساسية وإبراز المناظر الطبيعية للمدينة وتطوير المرافق العامة وإعادة تأهيل وتوزيع المنطقة السكنية والتجارية. وركز المحور الثاني على المحافظه على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة وذلك للحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي للمدينة دون تغيير، وإحياء ثقافة الفنون التقليدية والحرف العمانية واستعادة الهُوية العمانية لسوق مطرح والمحافظة على المناظر وخطوط الافق الجبلية كإحدى المقومات الرئيسية للمدينة، وإيجاد توازن بين تطوير المدينة وحماية البيئة. وارتكز المحور الثالث على التطوير المتنوع والشامل وذلك بالحفاظ على الطابع العالمي لمدينة مطرح كمدينة تاريخية متنوعة الثقافات من خلال تشجيع السياحة الداخلية والخارجية بإبراز المشهد التاريخي والثقافي المتميز للمدينة والحفاظ على البيئة الاجتماعية ذات الأعراق المختلفة وتحويل مدينة مطرح لمدينة صديقة للمعاقين وذي الاحتياجات الخاصة، وتحويل مطرح كبوابة سياحية للسلطنة من خلال الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للسياح. أما المحور الرابع وهو الإبداع والابتكار فقد ركز على التوازن والاستدامة في مرحلة التطوير وذلك بضرورة الاهتمام بالنظرة المستقبلية مع المحافظة على الماضي العريق للمدينة وتقديم أسلوب حياة جديد صديق للبيئة كـ(الحد من استخدام السيارات، والتشجيع على ممارسة المشي، وتقديم الخدمات بشكل مرموق...إلخ)، واستخدام تقنيات حديثة متطورة كـ(توليد الطاقة الشمسية وعمل أبراج للتبريد...إلخ)، وتحويل المدينة إلى ساحة فنية أثرية منسجمة مع عراقة مدينة مسقط وتوفير بيئة ابتكارية لتقديم الحلول المتطورة والخدمات وتوفير الفرص للمستثمرين وإيجاد فرص عمل عديدة للعمانين وللمؤسسات المتوسطة والصغيرة وتخصيص منطقة تعليمية تهتم بنقل الموروث الحرفي العماني للأجيال القادمة.

وفي تصريح للمهندسة أمل بنت سعيد السبتية منسقة المشروع؛ قالت: لقد قامت بلدية مسقط وبالتنسيق مع القائمين على مشروع تطوير ميناء السطان قابوس بوزارة النقل والاتصالات والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة على إنجاز خطة شاملة لتصميم البنية الأساسية المتكاملة لتطوير وإعادة تأهيل المدينة بمراحل مختلفة تنتهي في العام 2050م. عمل على هذه الخطة شركة (سيرينج الدولية) وهي شركة استشارية عالمية من جمهورية إيطاليا؛ حيث تكون فريق العمل من المختصين في مجال التطوير الحضري والمعماري والهندسة المدنية والالكتروميكانيكية والاقتصاد واختصاصي التواصل المجتمعي، هذا إضافة إلى لجنة من أهالي مدينة مطرح تم تشكيلها بمعرفة مكتب سعادة السيد والي الولاية؛ وذلك للوصول لأفضل التصاميم والحلول.

وقام استشاري المشروع بالعديد من الدراسات التفصيلية والمسوحات الميدانية حسب الآتي: مراجعة شاملة ودقيقة لكافة الخطط والدراسات السابقة، بحث تاريخي عن مدينة مطرح، مسح ميداني لكافة المباني الواقعة في منطقة إمتياز المشروع لتحديد المباني التي تحتوي على لمسات تاريخية، دراسة متعمقة للوضع الحالي للمدينة ومكوناتها، دراسة ديمو غرافية لقاطني المدينة، دراسة استراتيجية وخطة لإدارة سوق مطرح، دراسة أحوال الطقس والهيدرلوجيا (مجاري الأودية والسدود)، دراسة الطرق ومداخل ومخارج المدينة ومواقف السيارات، دراسة للمناظر الطبيعية للمدينة، دراسة شبكات الخدمة العامة، دراسة جيولوجية للمدينة، دراسة خاصة لإستخدام الطاقة المتجددة، دراسة خاصة بالسياحة شملت أماكن الجذب السياحي الحالية والتي سيتم استحداثها من خلال هذا المشروع واستبيان خاص بتطوير المدينه شمل عينة من قاطني المدينه وزوارها.

وحول هذه الخطوات، أشار محمود بن عبدالقادر الشهورزي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية مطرح عضو لجنة المشروع، إلى أنَّ أهالي مدينة مطرح ينتظرون تنفيذ هذا المشروع بصورة عاجلة نظرا للتحديات اليومية التي يعانيها السكان. والوضع الراهن في مطرح يحفل بالكثير من التحديات والمعاناة للعمانيين وقاطني المدينة حيث ضعف الخدمات البلدية، والمباني القديمة وانتشار الأماكن المشبوهة مما يوفر بيئة مناسبة للسلوكيات اللامسؤولة، وتكرار الفيضانات في حالات الأمطار وغيرها الكثير من الأسباب أدت إلى نزوح العديد من السكان إلى مناطق أخرى. وقال: ان ما يتمناه أهالي مطرح هو تحسين أوضاع المنطقة وجعلها مكان ملائم للسكن من الناحية الصحية والبيئية والمحافظة على النسيج الاجتماعي الذي شكل الهوية التاريخية والثقافية لمدينة مطرح والتي تشكلت من مزيج من مختلف الحضارات.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة