قبل التعاقد.. للأندية مع التحية

أحمد السلماني

انفض قبل أيام سامر الموسم الكروي بكل ما حمله من مفارقات ومحطات ونجاحات وإخفاقات، ونجح ناد هنا وتعثر آخر هناك، وبالرغم من السقطات التي رافقته إلا أن إتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين تمكنت من أن ترسي بالسفينة إلى بر الأمان وبأقل الخسائر خرجت بها من معارك رياح الشمال والجنوب، الشرق والغرب، ومؤكد أنّ القائمين على الرابطة قد استوعبوا درس الموسم الماضي وأنّ حراكهم النشط إنّما يصب في كيفية تجنب السلبيات والإخفاقات في بعض الجوانب التنظيمية من أجل ضمان بداية جيدة للموسم القادم والذي سيحمل في سياقه الزمني وأجنداته فرضية استمرار أو عدم استمرار إتحاد الكرة بأعضائه الحاليين وقدوم آخرين، وبالتالي قد يسبب ذلك إرباكًا في دورة عمل إدارات الاتحاد ومن ضمنها دائرة المسابقات، ويبدو أنّ اتحاد الكرة ومنذ سنوات قد أرسى منظومة إدارية تقف على قاعدة بيانات راسية يمكن البناء عليها وتضمن الاستمرارية بذات النسق شريطة أن يبني القادم الجديد، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون وهذا ما افتقدته الكثير من المؤسسات التي تداعت بعد أن نسف الجديد ما بناه القديم، أتمنى أن يدرك القادمون الجدد ذلك، هذا إذا أتى الجديد.

وفي حوار خاص مع السيد رئيس إتحاد الكرة أكد على أنّ رزنامة الموسم القادم جاهزة وبكامل مواعيدها وبالاتفاق مع الأندية وبالتالي لا عذر أمام الأخيرة في الإعداد للموسم من حيث قوائم اللاعبين والفنيين والإداريين، وللحق فإنّ أندية كثيرة قد باشرت وفور انتهاء الموسم بالتجديد لمعظم لاعبيها والتعاقد مع الجدد وهناك حراك كبير ولكنّه اعتيادي في هذه الفترة من حيث تعاقدات الأندية من اللاعبين الجدد أو التعاقد مع الجهاز الفني أولا قبل التعاقد مع اللاعبين حيث إنّ الطريقة المثلى لضمان ديمومة الفريق ووضعه في خارطة المنافسة إنما يتأتى بجلوس الجهاز الفني مع إدارة النادي لوضع الأهداف المرجوة والمتوخاة من المشاركة بمختلف المسابقات الكروية، وحسب الإمكانات المتاحة من حيث الموارد المالية وعرض البرنامج الإعدادي، وبالتالي الوقوف على احتياجات الفريق من اللاعبين والخطوط التي بحاجة إلى تعزيز مع مراعاة إمكانيات النادي المادية.

ولقد طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة بأخبار تعاقدات بعض الأندية ورافق ذلك هالة إعلاميّة عطفا على الأسماء الكبيرة التي تم التعاقد أو جار التفاوض معها على أمل خطف الألقاب وهنا قد ينجح الفريق أو يفشل، فالتعاقد مع اللاعبين هو عامل واحد يندرج ضمن عوامل أخرى يجب أن تتوفر لضمان حصد الألقاب وتقديم موسم جيد، والحقيقة أنّ غالب الأمر فإن تكديس النجوم له ردة فعل عكسية إذا لم يترافق التعاقد مع كتيبة النجوم هذه التعاقد أيضًا مع جهاز فني أو مدرب ذي شخصية قوية ويجيد التعامل معهم.

في المقابل سارت تعاقدات بعض الأندية بهدوء وبعيد عن الضجيج الإعلامي والتصريحات الرنانة وبعقلانية من حيث مراعاة أهداف النادي في المرحلة القادمة وإمكانياته المادية دونما تحميل ميزانيته أية مغامرات قد تفضي إلى مديونيات ربما تهوي بالنادي إلى أسفل سافلين، ولنا في بعض الأندية التي خرجت بمديونيات تجاوزت مئات الألوف أمثلة.

لذا هي رسالة يجب أن تعيها كل الأندية، زمن النجم السوبر في عمان قد ولى ولا داعي لإرهاق ميزانية النادي بتعاقدات غير واقعية و"على قد رجولك مد لحافك" وكفى عبثية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة