"إجازة بلا أنترنت وشبكة بلا روح"

 

طالب المقبالي 

قد لا تختلف ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة عن بقيّة ولايات السلطنة التي أصبح فيها المواطن والمقيم على السواء يعانون من سوء خدمة الأنترنت لا سيما في الإجازات.

ففي ولاية الرستاق تكاد تنعدم شبكة الانترنت يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، سواءَ الأنترنت المنزلي المعروف بـ ADSL أو بالأنترنت المتنقل للهاتف النقال. ولعل السبب في ذلك يعود إلى الضغط الشديد على خطوط هذه الشبكات بسبب عودة المواطنين الذين يعملون خارج الولاية لقضاء الإجازة الأسبوعية.

فلما كان هذا الاحتمال واردًا ألا يجدر بشركات الاتصال العاملة في البلاد أن تحسب حساب عودة أهالي الولاية في الإجازات الأسبوعية وإجازات الأعياد الدينية والوطنية، وكذلك إجازات المناسبات الدينية الأخرى، كإجازة المولد النبوي الشريف، وإجازة رأس السنة الهجرية، وذلك بزيادة عدد الخطوط لاستيعاب العدد الحقيقي للسكان في هذه الولاية.

لقد سئم المواطن والمقيم معاً من هذا الوضع الذي كلما راوده الأمل في غد أفضل فإنّ هذا الغد يكون بعيداً، بل ويزداد بعدا.. سمعنا بشبكات الألياف البصرية ولم نرها على أرض الواقع، فشبكة الإنترنت من سيئ إلى أسوأ، والحديث هنا ليس عن القرى البعيدة، وإنما في قلب المدينة.

وليس معنى هذا أننا في بقية أيام الأسبوع ننعم بسرعة خرافية، لكن أفضل من أيام الإجازة الحزينة.

لقد تسابق النّاس في اقتناء الهواتف الذكية التي تحمل خاصية LTE لشبكة الجيل الرابع، لكن الخدمة المتوفرة لا تتعدى الجيل الثالث في مجملها، ومع ذلك نحن في نعمة كبرى، وأحياناً تكون إشارة الجيل الثالث قوية لكن الأنترنت معطل، أي أنها شبكة بلا روح.

وإذا ما ابتعدنا قليلا عن مركز المدينة فإنّ الخيار الأوحد هو شبكة الجيل الثاني التي لا تفرق كثيراً عن شبكة GSM أو شبكة الدايل آب أو تلك الشبكة التي ظهرت واختفت بشكل سريع والتي تعرف بـ ISDN وقلّ من يعرفها من شبابنا لأنّها لم تدم طويلاً حتى ظهرت شبكة ADSL للأنترنت المنزلي.

وفي المجمل هذا تاريخ لا يهمنا ولا يهم القارئ في شيء، إلا أنّ ذكره يذكرني بمدى مراحل المعاناة التي مررنا بها منذ دخول الانترنت في عمان أواخر عام 1996 وكنت من أوائل الأشخاص الذين واكبوا تدشينها وشهدوا مراحل تطورها وما وصلت إليه اليوم من سرعات عالية التي لم يتذوق طعها أهالي ولاية الرستاق تحديداً ولم يستمتعوا بها إلا إذا خرجوا من الرستاق إلى العاصمة مسقط التي تبدو واضحة للعيان تلك السرعات التي ترضي المستخدم إلى حد ما والتي تصيب بالغبن أهالي الرستاق كونهم يدفعون مبالغ شهرية لخدمة سيئة.

وما زاد الطين بلة تلك الشركات التي تقوم بأعمال الحفريات من أجل توصيل شبكة المياه التي قضت على الكابلات المزروعة في الأرض والخاصة بشبكات الهاتف، حيث يتم تقطيع تلك الكابلات بشكل مستمر، وبالتالي تعود الرستاق إلى قضيّة الترقيع ولكن هذه المرة ترقيع كابلات الهاتف التي تتم بطريقة غير منظمة وغير صحيحة وبالتالي يؤثر ذلك على جودة الاتصالات بالولاية، كذلك يحدث أحياناً بعض التداخل في الخطوط عند إجراء المحادثات الصوتية. وهنا لا زلنا نأمل في يأتي اليوم الذي تشهد فيه الولاية تطويراً في بنية الاتصالات في الرستاق.

muqbali@hotmail.com

 

تعليق عبر الفيس بوك