الكرة العمانية تتداعى والعلاج "ندوة وطنية"

أحمد السَّلماني

مُنذ بداية الموسم الكروي 2015/2016، وبعد سيناريو مباراة السوبر بين فنجاء والعروبة والولادة المتعسِّرة لبداية الموسم والتأجيلات التي رافقت تلك الفترة، وأنا أكابر القلم لأنْ لا أكتب هذا المقال في حينها وأنتظر لأتأكد من أن استشراقي وحدسي وآخرين مثلي تحدثوا وكتبوا وحذروا للمآل الذي وصلت إليه من تراجع مثير، وأنَّ الكتاب واضح من عنوانه من حيث البداية غير المبشرة، وأنَّ كرة القدم العمانية رغما عن أنف كل من له علاقة بها ويحاول تصحيح مسارها، إلا أنها تأبى كل ذلك وتسير من سيئ إلى أسوأ وانتظاري الصعب إلى نهاية الموسم كان فقط للتأكيد على ذلك من حيث النتائج، كذلك كان لا بد من دعم المسابقات والبطولات والمنتخبات والأندية لضمان حضور جماهيري ونجاح لمسابقاتنا لتحظى بالدعم المطلوب على المستوى الرسمي والجماهيري والتسويقي لعل ذلك ينعشها ولكن نستميح كل هؤلاء عذرا فكل ما كتبناه إنما كان تلميع لصورة باهتة ونسأله سبحانه وتعالى جل في علاه ان يغفر لنا إسرافنا.

البداية.. لا بد أن تمر من بوابة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم والتي وبالرغم من سهولة مجموعته بالتصفيات المزدوجة لكأس العالم والنهائيات الآسيوية إلا أنه فرط في الحضور بين كبار القارة للتنافس على بطاقات المونديال العالمي وربما سيحتاج إلى دعاء الوالدين ليتجاوز تصفيات الملحق الآسيوي لكأس آسيا رغم كل ما قدم للأحمر من دعم مطلق، والحضور الرائع لمنتخباتنا للناشئين والشباب خليجيا حفظ ماء وجه دائرة المنتخبات بإتحاد الكرة وهو ما يبعث بالأمل.

أما عن مسابقاتنا، فهذه الحديث عنها يطول والحسنة الكبيرة والجيدة هو ان دورينا وكما عود الوسط الكروي فإنه يعيش الإثارة حتى آخر صافرة لحكم آخر مباراة كما وان الإحترام الكبير للكأس الغالية من قبل الأندية المتنافسة يجعلها في عليين وحضور الخابورة هذا الموسم ولأول مرة في النهائي يجعل من مذاقها "شيء مختلف" ولكنها بدأت وانتهت بمستوى فني عادي، اما كأس مازدا والتي في الأصل هي بطولة تنشيطية تبدأ قبل الدوري ولكنها ولدواعي التأجيل وتخبطات بدايات الموسم فإنها خرجت من مضمونها وصارت بطولة تسويقية بحتة، ولنا في إقالة 25 مدربا تقريبا في الموسم أكبر دليل على التخبط الهائل والعمل العشوائي الغير منظم وانعدام الإستراتيجيات والخطط لإقتناص البطولات وتطوير كرة القدم فقط السويق هو من احتفظ بمدربه وقد يقتنص لقب الدوري الليلة.

وليلة تعادل فنجاء مع شباب الخليل الفلسطيني، والذي كان بطعم الخسارة هنا في مسقط، وكنت يومها حاضرا بملعب المباراة والأخبار تأتي من فلسطين بخسارة محزنة أخرى للعروبة من شباب الظاهرية الفلسطيني، وكلنا يعلم معاناة الأشقاء في فلسطين الكرامة وحالة الرخاء ورغد العيش الذي من الله به علينا ونحن نعيش هذا العهد الزاهر والميمون، ليلتها أحسست بمرارة كبيرة وطالبت في تغريدة لي "بوقف نشاط كرة القدم بالسلطنة" حتى يعاد تأهيل منظومتها كاملة فقد إنكشف المستور وأن الأندية العمانية هي واحدة من أكبر علل الكرة العمانية وأن كل من يدير كرة القدم العمانية من اتحاد وأندية، إنما هم يعيثون فيها خرابا سواء يدركون ذلك أو لا، وسيرحل هذا الاتحاد وسيأتي غيره وكل من سيأتي إنما يكتب بنفسه نعي تاريخه الكروي وإنتحاره كرويا بعد أن يصطدم بواقع منظومة كروية متداخلة وغامضة.

هي كلمات أناشد من خلالها مجلس الوزراء الموقر ومجلسي الدولة والشورى ووزارة الشؤون الرياضية الموقرة بوقف العرض المسرحي الكروي الهزيل لكرة القدم فورا ولو لموسم واحد لمراجعة الوضع والنفس؛ حيث صار من الضرورة بمكان وبإلحاح شديد عقد "الندوة الوطنية لكرة القدم العمانية" لإعادة ترتيب الملف وربما فتح ملف آخر جديد وحفظ الملف القديم بمآسيه ولكنه احتوى يوما ما من الزمن الجميل الحضور الكبير للكرة الناشئة العمانية في الإكوادور ومصر والحضور الرائع للأحمر في خليجي 17 وخليجي 18 والتتويج باللقب في خليجي 19 فقط لنسترشد كيف حدث ذلك.

Hakeem225@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك