تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران يتصدر مناقشات أوباما والعاهل السعودي قبيل القمة الخليجية

الرياض - رويترز

وَصَل الرئيسُ الأمريكيُّ باراك أوباما إلى الرياض، أمس؛ للقاء العاهل السعودي الملك سلمان، قبيل قمة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي اليوم. وتصدر جدول الأعمال تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران. ويأتي أوباما للسعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- للمرة الرابعة وعلى الأرجح الأخيرة أثناء توليه الرئاسة، بأمل طمأنتها وحلفاء خليجيين آخرين بالتزام واشنطن بأمنهم والسعي لإيجاد سبل لتخفيف التوترات الطائفية في المنطقة.

لكنَّ اجتماعاته تأتي على خلفية خلافات زادت فتور المناخ المتوتر بالفعل بين الحلفاء القدامى قبيل المحادثات. فعلى عكس الزيارات السابقة لم ينقل وصول أوباما على الهواء مباشرة على قنوات التليفزيون. وتنظر أغلبية دول الخليج إلى إيران الشيعية باعتبارها تشكل تهديدا لأمنها وتقول إن تدخل الجمهورية الإسلامية في العراق وسوريا ولبنان واليمن أجج الصراع وعمق الانقسامات الطائفية. وظهرت هذه التوترات على السطح أمس عندما هاجم الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي مساعي الرياض لعزل جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معها في سلسلة من التغريدات النارية على حسابه على تويتر. وكتب يقول "حزب الله سطع نجمه في العالم الإسلامي. لا يهم إذا كانت حكومة فاسدة تابعة وخاوية أدانته في بيان باستخدام عائدات النفط. فلتذهب إلى الجحيم".

ويتفق البيت الأبيض ودول الخليج العربية على أن طهران تلعب دورا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، لكنه قال إنه يأمل في حمل إيران والدول الخليجية العربية على تطوير "سلام بارد" يضمن ألا تؤجج الخلافات بينهم التوترات المحتدمة في الشرق الأوسط. وقال الملك سلمان لدى استقباله أوباما في قصر بالرياض إنه سعيد بزيارة الرئيس الأمريكي وشكره أوباما على استضافة القمة.

لكن دول الخليج العربية كانت قد نظرت إلى الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي بين إيران وقوى غربية منها الولايات المتحدة باعتباره انفتاح على إيران. وتخشى دول الخليج من أن يكون أوباما يرغب كذلك في خفض مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة.

وفي الفترة الأخيرة، نقلت مجلة أمريكية عن أوباما وصفه لبعض دول الخليج والدول الأوروبية بأنها "مستفيدة دون عناء" إذ تطلب عملا أمريكيا في حين لا تقوم هي بما يكفي من عمل.

ونقل عنه كذلك في تصريحات انتقدت على نطاق واسع في الخليج لكن لم يرد عليها بشكل رسمي مباشر قوله ردا على سؤال عما إذا كانت السعودية دولة صديقة لأمريكا "هذه مسألة معقدة".

ونقل التليفزيون السعودي في وقت سابق وصول حكام الخليج إلى قاعدة جوية في الرياض حيث كان الملك سلمان في استقبالهم على المدرج برفقة عدد من المسؤولين. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما اجتمع، أمس، مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الرياض قبيل قمة مع زعماء دول الخليج اليوم. وأضاف البيت الأبيض أن من المنتظر أن يناقش الزعيمان سبل "تعزيز التعاون" في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك سبل "حل الصراعات الإقليمية".

تعليق عبر الفيس بوك