السودان: دارفور تصوّت على مستقبلها السياسي وسط مخاوف من الانفصال

الفاشر - رويترز

بدأ سكان دارفور أمس الإدلاء بأصواتهم في استفتاء لتحديد ما إذا كان الإقليم الذي مزقته الحروب سيبقى مقسما إلى خمس ولايات أم سيتم توحيده في كيان واحد في اقتراع يقول السودان إنّه سيحل مسألة شائكة في جوهر الصراع الدائر منذ فترة طويلة.

وساعد قرار الحكومة السودانية تقسيم دارفور إلى ثلاث ولايات في عام 1994 في إثارة الاستياء الذي تحول إلى قتال في عام 2003. ويقول المتمردون والعديد من أفراد قبيلة فور الكبيرة إنّ التقسيم سمح للخرطوم بأن تفرق لتسود. ووافق السودان الذي قسم دارفور مرة أخرى إلى خمس ولايات على استفتاء باعتباره تنازلا كبيرا. لكن الجماعات المعارضة والمتمردين اعترضوا ودعوا أنصارهم لمقاطعة الاستفتاء.

واحتج الطلاب في جامعة الفاشر في عاصمة ولاية شمال دارفور التي تسيطر عليها الحكومة على التصويت وقال شهود إن احتجاجات مماثلة وقعت في ثلاثة مخيمات للاجئين على الأقل في ولاية وسط دارفور. وقال رجل من مخيم أبو شوك للاجئين خارج الفاشر حيث كان الإقبال ضعيفا على التصويت "لن أشارك في الاستفتاء لأن النتيجة محسومة مسبقا. هذا الاستفتاء لا معنى له."

ويقول محللون ودبلوماسيون إنّ الحكومة تعارض وجود دارفور موحدة خوفًا من أن يعطي ذلك المتمردين قاعدة انطلاق للسعي من أجل الاستقلال مثلما فعل الجنوب في عام 2011 آخذا معه أغلب احتياطيات البلاد النفطية. وكان الإقبال كبيرًا على التصويت في وسط الفاشر حيث نشرت قوات الأمن.

وقالت سامية أبكر (24 عاما) لرويترز في مركز اقتراع "جئنا من الصباح لنقول رأينا.. أريد نظام الولايات إنه الأفضل لنا". وبدأ الصراع في دارفور في عام 2003 عندما حملت قبائل غير عربية في الأساس السلاح ضد الحكومة التي يقودها العرب في الخرطوم واتهموها بالتمييز ضد المنطقة وتهميشها. وتفيد بيانات الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قتلوا في دارفور وأن 4.4 مليون يحتاجون لمساعدات وأكثر من 2.5 مليون نزحوا من ديارهم.

ورغم تراجع القتال في السنوات القليلة الماضية استمر التمرد وصعدت الخرطوم بشدة هجماتها على جماعات المتمردين في العام الماضي. ودعت الجماعتان المتمردتان الرئيسيتان اللتان تقاتلان في دارفور وهما حركة العدالة والمساواة وجيش تحرير السودان أنصارهما لمقاطعة الاستفتاء الذي يستمر ثلاثة أيام. وطالبت الجماعتان بتسوية سياسية أولا وحذرتا من أن الاستفتاء سيقود لمزيد من العنف.

تعليق عبر الفيس بوك