"بين بينيدو" منتخبنا!!

المعتصم البوسعيدي

يدخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وأمم آسيا بمغامرة تقع على احتمالات كثيرة، الأسوأ منها أن نعود من طهران "بخفي حُنين" والأجمل أن نكون مع جيراننا بالإمارات؛ حيث أمم آسيا 2019 علاوة على وصولنا للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم بروسيا 2018 عن أكبرِ قاراتِ العالم ومن ثم التفكير بالوصول للمونديال، ولما لا؟!

الترقب سيكون عنوانا كبيرا لمنتخبنا الذي نفض عنه "جلباب لوجوين" واختار لسفينته ربانا جديدا هو الإسباني "لوبيز كارو"، كما أعاد الاتحاد العماني صياغة هيكله الإداري والفني وبالتالي كان العمل "مكوكيًا" خلال الفترة السابقة بوقوف المدرب على مستويات اللاعبين من خلال متابعته لمختلف المسابقات المحلية، أو بزياراته للأندية وعقد جلسات حوارية مع مُدربيها، الأمر الذي أفضى لتجديد واضح في دماء المنتخب الذي واجه نادي مسقط في حصة تدريبية ـ حسب اعتقادي ـ أكثر من أنّها مباراة ودية!!

المرحلة التي يمر بها الأحمر لا تحتاج لدعوة من أجل تضافر الجهود؛ فهذا أمر طبيعي ينطبق على كل مرحلة، تماما كحال الجماهير التي لا ينبغي تذكيرها بشعارات المساندة والمسؤولية؛ فلطالما أثبتت وقوفها خلف منتخبها وكانت الرقم الصعب الذي يُراهن عليه، لكن المسألة تتطلب كثيرا من الصدق والوضوحِ والتعاطي مع كل الاحتمالات وفق نظرية "البحث عن السبب لا المسبب"؛ فكم من "فرعون" جاء ورحل دونما عبرة نستشرف بها مستقبلنا الذي صيرته الأيام حاضرا ثم ماضيًا ونحن نلهو ونلعبُ!!

منتخب "غوام" هذا الذي سيكون ـ ربما ـ جسر الضفةِ الأخرى، جسر لا نودُ أن ينتهي كما انتهى إليه جسر الشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي ظنّ إنه لا ضير من أن يُبنى الجسر من تضحياته وتضحيات غيره؛ فالغاية العبور من الشرق القديم المتعثر إلى الشرق الجديد المزدهر "يعبرون الجسر في الصبحِ خفافا/ أضلعي امتدت لهم جسرا وطيد/ من كهوف الشرق، من مستنقعِ الشرق/ إلى الشرق الجديد" لكن نبوءته الأسطورية لم تكتمل؛ فصّوب طلقة انتحاريةً على رأسه بعد مشهد الاجتياح الإسرائيلي على بيروت 1982!! وبالنسبة لمنتخبنا فمجابهة دوامة التصفيات ستعني الخروج ـ مع أي احتمال ـ بدرس قاسي جدًا يُحتم قرارات نافذة على أرض الواقع، وإلا فالانتحار سيصبح مصيرا حقيقيا، والطلقة تصريحات "السوبر المان" من هنا وهناك التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

من المهم جدًا أن يكون إعداد المنتخب ذهنيًا لمباراة اليوم، وعدم التفكير في الجولة الأخيرة؛ حيث مباراتنا مع إيران التي لن تكون حاسمة ـ إذا قدر الله ـ ما لم نعبر غوام، وتبقى لعبة "الممكن" حاضرة ولو صعبت على الورق، فقط نظهر احترام كبير لقدراتنا وللمنافس، وعلى الأسماءِ الجديدة بقائمة المنتخب إثبات الأحقية والجدارة خاصة تلك الأسماء التي رددت الجماهير مطالبتها بضمهم للمنتخب في فترات سابقة، ونحن اليوم نرفع لافتةً واضحة وصادقة للمنتخب الوطني.. "بين بينيدو" كلمتين إسبانيين تعنيان أهلا وسهلا، فأهلا وسهلا بالشعار وبالأحمر ومن يرتديه، أهلا وسهلا.. فالأمل ليس مقطوع الرجاء؛ هنا الأمين حارس العرين، والشباب قناديل ضياء، وللوبيز كارو "بين بينيدو" وسنرى كيف سنخرج من "مغامرتك المحسوبة"؟! نتعشم أن نردد بعد صافرة الحكم وبالإسبانية أيضًا: "بويناس نوتشيس" أي ليلة سعيدة، ليلة لها ما بعدها يا أبن مقاطعة "نبريشة"؛ حيث كان الغيث والزمان الأندلسي.

تعليق عبر الفيس بوك