"الطائرة الخليجية" تهبط بنجاح.. شكرا شمال الباطنة

أحمد السلماني

ألهمني الخبر المؤسف لسقوط طائرة في روسيا، ووفاة كل من كان عليها، بعد هبوط كارثي، إلى تسليط الضوء على نجاح الطائرة الخليجية سلفًا على المستوى التنظيمي والفني في الهبوط بسلام اليوم في صحار، بعد حضور كبير للبطولة على المستوى الإعلامي تحديدا ليتفاعل معها الوسط الرياضي، ويشهد لها بنجاح منقطع النظير تنظيميا وفنيا وإعلاميا؛ وذلك لم يكن ليتأتى لولا تضافر الجهود فيما بين نادي صحم مستضيف البطولة واتحاد الطائرة والجهات الرسمية بالدولة بعد أن تفاعلت بشكل إيجابي ومنظم مع الحدث ليخرج بحلته الجميلة رغم أنه خارج العاصمة مسقط.

وعليه.. صار حريًّا بكُتَّاب الرأي أن يشيدوا بالجهد الكبير والعمل المنظم لكافة لجان البطولة والتي ارتقت لمستوى الحدث وللثقافة العالية التي تتمتع بها السلطنة وخبرتها التراكمية في تنظيم الأحداث بشتى مآربها، وهذا كله جاء من منطلقات فرضها حس المسؤولية العالي لدى القائمين على البطولة لتتولد الاجتماعات التحضيرية فكان التحضير مبكرا وعاليا ليحتفل الجميع اليوم بهبوط ناجح وسليم للطائرة الخليجية.

ولم تخلُ البطولة من مُنغِّصات بالنسبة لنا نحن العمانيين على: المستوى المحلي بالحضور الفني الهزيل لممثلي السلطنة -ناديي صحار وصحم- رغم أن الأول كان أفضل نسبيا من الثاني، ويبدو أنه وللمرة الثانية في أقل من 10 أيام يتكرر ذات السيناريو حيث يهتم النادي المستضيف بالأمور التنظيمية للبطولة على حساب إعداد الفريق فنيا وبدنيا بعد أن تذيل كل من أهلي سداب ومسقط بطولة اليد الخليجية.

الإدارات الفنية بناديي صحار وصحم يعلمون بموعد البطولة؛ وبالتالي كان حريا بهم الإعداد والتحضير لها، خاصة إذا ما علمنا أن كثيرًا من لاعبي الفريقين يُعانون من إصابات وتحضير بدني ضعيف فجاءت النتائج كارثية، ولكنها منطقية بالظهور الفني المذهل للأندية القطرية لدواعٍ مادية بحتة جلبت تعاقدات للاعبين أجانب على مستوى فني عالٍ؛ وبالتالي فرضت الأندية القطرية نفسها وبقوة على الساحة الخليجية في كرة الطائرة، وقبل ذلك بأسبوع ونيف في كرة اليد، وقبل عام ونصف تقريبا أحرزت قطر كأس الخليج لكرة القدم، ومنتخبها لكرة القدم يقدم مستويات مذهلة في التصفيات المزدوجة بآسيا، فضلا عن أن أغلب البطولات الخليجية تنظم في الدوحة، وهذا عائد للدعم المادي والاهتمام العالي بالرياضة لديهم.

لذلك.. فكل من يُطالب بإنجازات رياضية وحضور قوي للرياضة العمانية عليه أن يمر بالمعادلة الرياضية التي تقول إن (المادة+العقل المدبر)= إنجاز وحضور بارز، ومن يعلم الحجم الهائل للآلة الاقتصادية والتجارية بشمال الباطنة، وتحديدا في صحار، ومقارنته بالحضور الفني الهزيل، يُدرك أنَّ هناك أسبابًا؛ أهمها أنَّ الدعم قد تم توجيهه للتنظيم على حساب المستوى الفني للفريقين أو أن القطاع الخاص لم يُسهم في دعم البطولة بالشكل المطلوب، أو أنَّ الإدارات الفنية بالفريقين لم تكن بمستوى الحدث.

على كل حال.. سنطوي اليوم الأحد ملف البطولة، وأتمنى أنْ لا يطغى النجاح التنظيمي الرائع على السلبيات والحضور الفني الهزيل لصحار وصحم في البطولة؛ فالتقييم الفني المتخصص مطلوب، ويجب منحه أولوية قصوى، وسنفتح ملفًا آخر وهو مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم مع جوام الخميس المقبل. ولأنَّ غالبية قراء هذا المقال اليوم هم من شمال الباطنة العزيزة، والجمهور الرياضي وقاعدته العريضة موجودة في هذه المنطقة؛ فبالتالي أتمنى على شبابها وكافة الجماهير العُمانية بشتى ربوع السلطنة الحبيبة الزحف نحو مباراة جوام داعمين ومحفزين للاعبينا.

وفي الختام، كلمة شكر وامتنان نقدمها لمحافظة شمال الباطنة على التنظيم الرائع لبطولة الطائرة الخليجية، وعلى رأسها سعادة الشيخ المحافظ وللجهات الرسمية الأخرى ولنادي صحم على حسن التنظيم ولصحار الذي حفظ ماء وجه الطائرة العمانية في بعض المباريات، وللجماهير الوفية التي ساندت الفريقين والتي ستزحف الخميس المقبل دعمًا لمنتخبنا الأحمر.. وكل التحية للجنة الإعلامية بالبطولة التي وضعت الخليج كله في قلب أحداث البطولة، بعد أن سخَّرت كل المنابر الإعلامية الرسمية وفضاءات التواصل الاجتماعي لتغزو كل بيت خليجي. وللعلم فإن هذه اللجنة -وباتفاق الخليجيين- هي من سيناط بها تغطية قادم بطولات الطائرة الخليجية.

تعليق عبر الفيس بوك