ترامب يحصل على دعم منافس منسحب قبل "موقعة الثلاثاء" في سباق الرئاسة الأمريكية

شيكاجو - رويترز

أُلْغِي تجمُّع انتخابي للمرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب في مدينة شيكاجو، بعد تزايد الصخب في صفوف تجمُّع، ضمَّ الآلاف، من بينهم أنصار ترامب ومحتجون على ترشحه. وصعد أحد مساعدي ترامب إلى المسرح بعد نحو نصف ساعة من الموعد الذي كان من المقرر أن يبدأ فيه التجمع، وقال إنه سيؤجل لأسباب أمنية. ولم يحدد متى أو ما إذا كان سيُعقد في موعد آخر.

وبعد هذا الإعلان، بدأ الحشد في الهتاف والتهليل. وتفجَّرت مشاجرات بعد تمزيق لافتات من أيدي الحاضرين وتدخلت الشرطة لإخلاء أماكن وقعت بها أخطر المشاحنات. وكان يمكن سماع هتافات تقول "تخلصنا من ترامب تخلصنا من ترامب "من داخل السرادق الذي أقيم في جامعة الينوي في شيكاجو حيث نُظم التجمع. وهتفت جماعة أخرى معارضة "نريد ترامب نريد ترامب."

وكان دونالد ترامب متصدر سباق الساعين لترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية قد حصل على دعم شخصية بارزة أخرى يوم الجمعة حين أعلن منافسه السابق بن كارسون تأييده له ليصبح ثاني مرشح جمهوري منسحب يقف وراء الملياردير ترامب في السباق إلى البيت الأبيض.

وقال كارسون -في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب، في منتجع مار ألاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا- "انتهت خلافاتنا. لم يكن هذا سوى خلاف سياسي." وأضاف في إشادة حارة بغريمه السابق "في حديثي معه وجدت من الاتفاق النفسي والروحي أكثر مما كنت أعتقد."

وجاء دعم كارسون لترامب بعد مناظرة نظمتها شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية في ميامي يوم الخميس وفيها وقف ترامب في مواجهة المنافسين الثلاثة الباقين في سباق الحزب الجمهوري ليتحدث بلغة أكثر تحضرا. ويمنح دعم كارسون دفعة قوية لترامب قبل أيام من تصويت حاسم في سباق الترشح داخل الحزب الجمهوري يوم الثلاثاء المقبل.

وتجرى في ذلك اليوم الانتخابات التمهيدية للحزب في خمس ولايات بينها فلوريدا وأوهايو وتعد حاسمة لترامب لتأكيد تصدره للسباق ولحسم إمكانية استمرار منافسيه ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن فلوريدا وجون كيسيك حاكم أوهايو في السباق. ويحتل المنافس الآخر تيد كروز المركز الثاني وراء ترامب في سباق الترشح داخل الحزب الجمهوري. وخلال المؤتمر الصحفي لترامب وكارسون، يوم الجمعة، تحدث الرجلان عن شخصيتين لدونالد ترامب العام والخاص في محاولة على ما يبدو لإبراز جانب آخر أكثر اعتدالا في شخصيته التي اتسمت في أحيان كثيرة بمنهج فج.

وقال كارسون: "هناك شخصيتان لدونالد ترامب: واحد هو الذي ترونه أمامكم على المنصة الآن وهناك الآخر وهو الشخص العقلاني الذي يجلس ويدرس كل شيء بدقة". وتحول السجال في مناظرة يوم الخميس فجأة من توجيه اللكمات كما حدث في مناظرات الجمهوريين السابقة إلى نغمة متحضرة تركز على قضايا بعينها. وقال ترامب -الذي شكك من قبل في المهام التي يقوم بها الجيش الأمريكي في الخارج- ولأول مرة إن الجهود التي تبذلها أمريكا للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية قد تحتاج إلى ما بين 20 و30 ألف جندي وهو رقم مماثل لما يطرحه بعض الجمهوريين الصقور.

وقال ترامب "الحزب الجمهوري أمامه فرصة عظيمة لاحتواء ملايين الأشخاص وهذا لم يحدث من قبل. إنهم يأتون بالملايين. وعلينا أن ننتهز الفرصة." لكن ترامب لم يتخل عن مواقفه المعلنة المسبقة والتي يرفضها كثيرون في المؤسسة الجمهورية ومنها قناعته التي أعلنها على شاشات التلفزيون خلال مقابلات متعددة بأن المسلمين "يكرهوننا."

وقال ترامب الذي اقترح فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة "لدينا مشكلة كراهية خطيرة. كم هائل من الكراهية." ورد عليه روبيو وكروز وكيسيك قائلين إن الولايات المتحدة بحاجة إلى المحافظة على علاقتها الجيدة بالدول الإسلامية في الشرق الأوسط للمساهمة في محاربة متشددي الدولة الإسلامية. وقال روبيو "علينا أن نعمل مع من يدينون بالإسلام حتى وإن كان الدين الإسلامي يواجه أزمة من الداخل." كما دافع روبيو عن الأمريكيين المسلمين وعن وطنيتهم. وقال "إذا ذهبت إلى أي مكان من العالم فستجد رجالا ونساء أمريكيين يخدمون في الجيش وهم مسلمون."

وتعهد ترامب في غمار حديثه عن إرسال ما بين 20 و30 ألف جندي لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية بانجاز المهمة سريعا وإعادة الجنود إلى الوطن للتركيز على إعادة بناء الولايات المتحدة. وقال "ما من خيار آخر أمامنا علينا أن نهزم داعش. سأصغي إلى الجنرالات لكني أسمع أرقاما تتراوح بين 20 و30 ألف جندي." وتجري الانتخابات التمهيدية القادمة في فلوريدا وأوهايو يوم الثلاثاء المقبل والفائز فيهما يحصل تلقائيا على مجمل أصوات المندوبين في الولاية.

وحتى الآن، أجريت الانتخابات التمهيدية في 25 ولاية وفي بويرتوريكو وحصل ترامب على أكبر عدد من أصوات المندوبين. وطبقا لإحصاء أسوشيتد برس حصل ترامب على تأييد 458 مندوبا ويجيء بعده كروز 359 مندوبا ثم روبيو 151 مندوبا وكيسيك 54 مندوبا.

تعليق عبر الفيس بوك