عربة وعصير..!

يوسف علي البلوشي

Usf202@yahoo.com

مواقع كثيرة تحتضنها السلطنة بحاجة إلى ترويج سياحي كبير، ومن بعدها تدخل في عمليات توفير وتهيئة الوضع اللوجستي لها وبناء المرافق، ووضعها على خارطة السياحة المحلية.

ورغم وجود خطوات متقدمة في هذا الشأن من خلال شركة عمران أو القطاع المنظم للسياحة أو الشركات السياحة إلا أنّه لازال هناك عجز كبير وصورة ضبابية لعدد كبير من المواقع السياحية التي نعتبرها شبه مغيّبة ولكن السؤال المتكرر والذي أصبح كثير التداول: لماذا لا توجد مرافق خدمية في هذه المواقع تقوم على جذب السياح وزيادة الإقبال؟

ففي مثال أسرده دائمًا واستشهد به لإحدى الدول الميسورة التي تعتمد على السياحة توقف رجل يحمل صقرًا ليتصوّر معه السيّاح لدقائق معدودة.. حيث يقف صاحب الصقر وخلفه مشهد سياحي ومنظر بديع وبجواره باعة متجولون يحملون الألعاب، وآخر يقوم بالتصوير في حال إذا ما رغب السائح بتوثيق اللقطة، ويتم الترويج لهذا الموقع والمشهد بطرق عديدة حيث تجد إعلانا ولوائح مثيرة منها "شاهد الصقر الإفريقي" وعبارات أخرى "التقط صورة التاريخ لك مع أندر صقر" وفي لوحة أخرى "الصقر المرعب يحثك على مشاهدته" وتثير هذه الصور واللوحات شغف السائح من أجل التصوير مع الصقر مقابل مبلغ زهيد، ويقوم سائق كل حافلة سياحية بالوقوف عند هذا الموقع ويقف السواح في طابور طويل للوقوف دقائق معدودة للتصوير ومن ثمّ مواصلة مقصدهم للجولات السياحيّة.

إنّ مثل هذه المواقع البسيطة لها مردور كبير على السياحة المحلية، ومثال ذلك تفعيل الطريق من صور إلى رأس الحد أمام هذه الأمثلة من الترويج للمواقع السياحية؛ بل والحث على الترويج للسلاحف الموجودة في محميتها بمشاهدتها، وقطع التذاكر للدخول إلى المحمية، وعمل أكشاك تجارية سياحيّة طوال الطريق لجذب السواح، وإثارة فضولهم كي يدخلوا أجواء السياحة وعالم السلاحف واكتشاف جمال رأس الحد، وهو مثال بسيط لتقريب الصورة والمقاصد التي ستعود على هذه المواقع بنتائج إيجابية استشهادًا بوقائع سياحية من بلدان مختلفة.

عدد كبير من مواقعنا السياحية تكاد تفتقر لوجود عربة لبيع العصير أو الماء حتى؛ فبحسب أحد التحقيقات الصحفية والتي أجريتها سابقا عن حوجة هذه المرافق السياحية؛ ظهر لي جليا أن هناك بعض المواقع السياحية كالكهوف أو الجبال أو الأودية الطبيعية والتي يصل إليها السائح بعد طول عناء لا تجد فيها عربة تبيع العصير أو الماء أو بائعا متجولا بجانب براد، وهذه تعتبر أحد العناصر السياحيّة الهامة التي تراها في بلاد كثيرة وتحمل طابعا سياحيًا ومرافق مختلفة تكمن في دورات المياه والمطاعم والمقاهي وغيرها من المقومات.

ولعلّ في مشروع عابر السياحي الذي تقوم عليه شركة عمران مثال متميّز وناجع يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لانتشاره بين ولايات السلطنة، وضرورة تبني القطاع الخاص لهذه المبادرات وفق اتفاقيات ثنائية تعزز العمل السياحي.

تعليق عبر الفيس بوك