قم للمعلم وفِّه التبجيلا

إيمان الحريبية

في الرابع والعشرين من فبراير، نحتفي بيوم المُعلِّم وننحني تقديرًا وتبجيلاً للمعلم؛ الذي يقود دفة التنمية والتطوير والنشأة وزراعة الغرس في مصانع العلم والنور والعلم والمعرفة. فللمعلم دور كبير في تعزيز القيم والمواطنة، ليس ذلك فحسب وإنما أيضًا صقل الشخصيات القيادية الواعدة وهذا هو دور أصيل للمعلم منذ قديم الزمان، فهو المربي الفاضل الذي يزرع الثقة ويقوم مقام الأهل في التوجيه والتأثير خاصة في عصر أصبحت فيه التحديات والمُتغيرات كثيرة وتستدعي الكثير من الحرص حتى نحافظ على هذه الأجيال الواعدة والطلائع المُشرقة التي تترقبها أمها الرؤوم عُمان بكل شوق لتبني وتُعمر كما كان هو حال الأجداد والآباء الذين لم يصلهم التعليم كما هو الآن ولكنهم حرصوا على ألا يقفوا عند أيّ تحدٍ بل تقدموا وسبروا أغوار البحار وتبادلوا التجارة وتعددت طرق رزقهم بما تأتى لهم من خبرات الحياة وجهود الكتاتيب ومدارس تحفيظ القرآن آنذاك.

وإذا ما علمنا أنّ إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه بعض الاقتصاديات تكمن في عدم تمكُّن قطاع التعليم من مواكبة التطور والطلب على المهارات، إذن فالمطلوب إعادة التفكير فيما نقدم للمدارس وهي المرحلة الأولى التي تتشكل فيها الموارد البشرية القادمة لسوق العمل وتدعيم المناهج بما يلزم حتى نحظى بالكفاءة المطلوبة التي تبحث عنها قطاعات الأعمال، في ظل الحاجة الملحة إليها ووسط تذبذب أسعار النفط وعدم استقرارها وضبابية المشهد، وسيراً على خطى التنويع الاقتصادي الذي سيفرز بطبيعة الحال وظائف مختلفة تسترعي منّا أن نلتفت إليها سريعاً حتى نسد حاجة سوقنا المحلي ولا نذهب بعيدًا عن هؤلاء الأبناء الذين يُشكلون الروح التي تلتف عند حاجة بلادها لها ويبقى التوجيه وتقديم الجرعات العلمية والتدريبية والتثقيفية المناسبة حتى تتشكل هذه اللبنات بالطريقة المثلى المطلوبة. لا ننكر ما يقدم ولا تلك الجهود المُقدرة ولكن الوتيرة أصحبت في حاجة إلى سرعة أكبر تتماشى مع التنمية المتسارعة والحاجة المُلحة للكوادر البشرية العُمانية. ويلعب المُعلم العماني أياً كان دوراً بارزاً في عملية صقل وتغذية العقول بتلك الروح الوطنية التي تتأصل في النفوس ويُهذبها المعلم ويوجهها نحو العمل ويغرس قيمته وأهميته وذلك بما لديه من مهارات وقدرات رعتها المؤسسات التربوية وقدمت لها الكثير من التدريب والتأهيل.

المُعلم صاحب رسالة عظيمة وتتزايد مع السنين وعلى المجتمع كافة أن يُعينه على أداء هذه الرسالة على أكمل وجه فالمسؤولية في البناء والتعليم هي مسؤولية المجتمع والمعلم هو المحور في إيصال هذه الرسالة والطالب هو الهدف فيجب ألا يغفل المجتمع عن التعاضد مع عملية التعليم ويعين المعلم على دوره في حماية الأبناء مما يحيط بهم من تغيرات كثيرة.

وأخيراً..

تحيّة لكل معلم ومعلمة في يومهم ورحم الله (والِدَيَّ) فقد كانا أعزّ المُعلمين ونِعم المُرشدين.

تعليق عبر الفيس بوك