أكاديميّون: الحرص على تنظيم الوقت بجداول تتسم بالمرونة أول خطوة على طريق النجاح

قالوا إنّ التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدّين.. إمّا تهدر الوقت أو تساهم في إدارته

العبري: تأجيل إنجاز العمل بسبب الخوف من الفشل يهدر المزيد من الوقت دون إنتاج

ميجول: العديد من الدراسات الميدانيّة تؤكد أنّ من مفاتيح السعادة الالتزام بإدارة الوقت

الهاشمية: الفرق بين المجتمعات المتقدمة والنامية يتوقف على مدى تقديرها لأهميّة الوقت

قال عدد من الأكاديميين إنّ تنظيم الوقت أول خطوة على طريق النجاح، وهو من سمات المجتمعات المتقدّمة التي تحسن استغلال أوقاتها في الإنتاج والإنجاز. وأكدوا أنّ عادة تنظيم الوقت تبدأ بوضع خطط مرنة يومية أو أسبوعية أو أبعد من ذلك لإدارة الوقت، بشكل يساعد على تحقيق الأهداف وإنجاز المهام المكلف أي شخص بالقيام بها، وهي عملية يجب أن يلتزم الفرد بها بشكل مستمر إذا كان من الراغبين في النجاح الدائم وليس فقط تحقيق إنجازات صغيرة وعشوائية لا تؤثر في مسيرة حياته على المدى البعيد.

ووجه الأكاديميّون إلى ضرورة التنويع في أساليب جدولة الوقت بما يناسب ظروف كل طالب في دراسته وكل موظف في عمله المهني حيث إنّ تجاهل المرونة في تنظيم جداول إنجاز المهام قد يجعل مصيرها إلى الفشل ومن ثمّ الإحباط والاتجاه إلى العشوائية من جديد في إدارة الأعمال، لذلك فإنّ الكثير من الدراسات والمواقع المتخصصة تقدم خدماتها لمساعدة الراغبين في تنظيم أوقاتهم من خلال البرامج والتطبيقات على الهواتف الذكية للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في ذلك، بدلا من أن تكون سببا في إهدار الوقت أمام مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

تحقيق - سالم الجابري

كلية الآداب والعلوم الاجتماعية - قسم الإعلام- جامعة السلطان قابوس

وقال سالم العبري أستاذ مساعد ورئيس قسم الإدارة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس إن وقت الإنسان هو عمره، فمن أضاع وقته أضاع عمره ومن أحسن استغلال وقته فقد أحسن استغلال عمره ووجد نتيجة ذلك في نفسه وعمله وأسرته وجميع جوانب حياته، حيث تكون النتيجة في صورة أعمال تنجز وأهداف تتحقق وحياة يسودها النظام وفوق كل ذلك راحة داخلية يجدها المرء نتيجة هذا النظام الذي يسيّر حياته ويجنبه الحسرة والتوتر الناتج عن إضاعة الوقت وتأخير الأعمال وفقدان الفرص.

وأضاف العبري أن الوقت محدود بدقائق وساعات وأيام، فلا يمكننا أن نزيد دقيقة على الساعة ولا ساعة على اليوم ولا يوم على الشهر، واليوم الذي يمضي قد مضى من عمر الإنسان ورصيد ذهب ولا يمكن استرداده، بما كان فيه من دقائق وساعات وما صاحبه من أعمال وفرص وإنجازات، لذلك يتبين لنا أهمية الوقت في حياة الإنسان وضرورة استغلاله الاستغلال الأمثل فيما يعود عليه بالمنفعة ويجعله فردا منتجا.

وعن تأجيل إنجاز الأعمال وإهدار الوقت والدوافع المؤدية لذلك، قال العبري إن هناك عدة أسباب للتأجيل أهمها الخوف من الفشل، فالخوف من الإخفاق وعدم النجاح يدفع إلى تأجيل العمل والتهرب منه ومحاولة إيجاد المعوقات بدلا من البحث عن الحلول، ويزداد هذا الخوف إذا كان هناك تقييم للعمل من جانب الآخرين، فيبدأ الإنسان في تأجيل العمل حتى يضيق الوقت، وهنا يقول: إن الوقت غير كاف، وذلك فقط سبب فشلي، وهو بذلك يكذب على نفسه.

وأشار العبري إلى أن الخوف من الفشل قد يلاحق أي إنسان لكنه يكون مشكلة إذا منع من العمل والمضي قدما لتحقيق الهدف، ومن الطرق التي نتعامل بها مع الخوف هو النظر إلى منبع هذا الخوف ومعرفة هل هو مبني على أساس صحيح وتفكير منطقي مقبول أم أنه مجرد أوهام اختلقتها نفسك فاقض على هذه الأوهام ولا تلتفت إليها، أما إذا تبينت لك صحة هذه المخاوف وأنك لن تكون قادرا على إنجازك عملك فيمكنك أن تأجل العمل لوقت آخر تكون الأسباب التي منعتك قد زالت، لكن احرص على التأكيد على الإيجابيات لديك وأنك قادر على إنجاز العمل، وتوكل على الله عز وجل وخذ بالأسباب المنطقية ولا تجعل الخوف يسيطر عليك ويقيد سير حياتك واسأل نفسك دائماً: ماذا يحدث لو أخفقت؟ عند إجابتك عن هذا السؤال سوف تجد الأمر بسيطا لا يحتاج إلى كل هذا الخوف.

وقال الدكتور سالم العبري إن التأجيل أو التسويف من العادات الضارة التي يعاني منها بعض الناس سواء كانوا مدركين لهذه المشكلة أو غير مدركين لها، وينتج عن التسويف غالبا تفويت فرص مهمة وتأخير أو عدم إنجاز أعمال ضرورية، وهذا بدوره يؤدي إلى قلة إنتاجيّة الفرد ورسم صورة سلبية عن الشخص لدى الآخرين وقد يكون لها تأثير سلبي على نظرة الإنسان لنفسه، وذلك لكون هذا السلوك يعكس نوعا من الضعف في تحكم الفرد بسلوكيّاته والسيطرة على رغباته.

وأشار العبري إلى عامل الملل، وقال إنّه في كثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان أن يمكث فترة طويلة مع عمل ما، إذ سرعان ما يعتريه الملل والضجر، فهو قد يكون تربى على التنقل من عمل إلى آخر، أو من بحث إلى بحث آخر، وفق الرغبات النفسية المتقلّبة لديه، وهذا ناتج عن سوء تربية، وعدم وجود قوة التحمّل والصبر والذي يعتبر مطلبًا أساسيًا في نجاح أي عمل أو مشروع ذي قيمة. وللتغلب على هذه المشكلة عليك أن تدرب نفسك على الصبر كما في الحديث الشريف: "ومن يصبر يصبره الله" فالأمر متعلم ومكتسب، ومن الأمور المساعدة لذلك جعل الحصة الزمنيّة في البداية قليلة للأمور التي لا تحبها ثم ابدأ بزيادة الوقت تدريجيا وبهذا لن تصاب بالملل، واجعل ما تراه عملاَ مملا في الأوقات التي تشعر فيها بالارتياح النفسي، قسم العمل إلى أجزاء صغيرة فمثلا لو كان عملك قراءة كتاب مهم ولكنه يصاحبك الملل فجزئه إلى أيام متعددة.

ونبّه العبري إلى تأثير عدم وجود الرغبة في العمل، وقال إذا لم يكن هناك حب للعمل فالنتيجة الحتمية هي عدم وجود إبداع في إنجازه، وغالبا ما يصاحب العمل تسويف وتأجيل، ولهذا احرص على أن تحب العمل الذي تقوم به فهي نقطة أساسية لإتمام هذا العمل وركيزة أساسية للاستمرار والإبداع، ابحث في هذا العمل عن الإيجابيات لكي تناسبك التشجيع المعنوي حتى تنجز عملك، مارس أعمالا أخرى تحبها لكي يخف الضغط الذهني لديك..ابحث عن الحافز، فالحافز والدافع للعمل أمر مهم لطرد الملل.

أما عن صعوبة العمل وأثر ذلك على إدمان تأجيل إنجازه، قال العبري إن هذه نتيجة الاختيار السيء منذ البدء، فالإنسان لا بد من أن يعرف قدراته وإمكاناته المتاحة وواقعه، ويتعامل وفق هذه المعطيات التي لديه، فالمبالغة في أخذ أعمال أكبر من طاقته الشخص في الغالب أنها تبوء بالفشل، فالتدرج في الأعمال أمر أساسي وضروري، إذ أن الأعمال الضخمة والكبيرة تعتمد على تراكم الخبرات التي تكتسب من الأعمال الصغيرة وهي مقدمات لأعمال ضخمة.

استثمار الوقت إنجاز

وقالت الدكتورة سناء ميجول من قسم علم النقس بكليّة التربية -جامعة السلطان قابوس- إن خير ما نستشهد به مقولة "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" والوقت من ذهب وهو أثمن هدية من الباري جل في علاه لبني البشر، ويتوقف عليه تقدم المجتمعات، فلولا استثمار الوقت بالشكل الصحيح لما تطوّرت الأمم وتوصلت إلى الكثير من الاكتشافات والاختراعات، كما أنّ إضاعة دقيقة من العمل هي إضاعة لفرصة من التقدم.. فعلى الإنسان أن يخطط لإنجاز مهماته الحياتية وأهدافه بطريقة تتسق مع الزمن المتاح لها وكلما أحسن التخطيط، كان إنجازه أفضل وكل دقيقة يعيشها الفرد يفترض أن يحقق بها إنجازا على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي الوقت الذي يفوت لايعوض ويجب الانتباه إلى أنّ الحياة رحلة قصيرة فالشخص الذي يستثمر وقته يحقق السعادة والرضا عن أهداف الحياة وحتى جني المال يكون بالتخطيط السليم للوقت أو ما يسمى بالفرصة المناسبة للربح.

وأشارت ميجول إلى أنّ العديد من الدراسات أكدت أنّ السعادة مفتاحها إدارة الوقت وبالتالي ينجز الإنسان أهدافه ويحقق الصحّة النفسيّة والاستقرار النفسي والشعور بالتفوق والتفاؤل وبالتالي تحقيق الذات. كما أنّ إنجاز المهمّات يعتمد على التنظيم العقلي السليم والتفكير العلمي المحدد بخطوات هادفة ومنسّقة تنسيقًا عالياً ودقيقاً بحيث يتم إنجاز أهدافه المرسومة بشكل لا يتعارض مع التزاماته الحياتية الأخرى ولو لاحظنا أصغر الكائنات كالنمل أو النحل مثلا تستثمر الوقت في جمع قوتها لتحقق سبل عيشها واستمرارها في الحياة، وينظر العلماء لهذه بأنّها أضعف المخلوقات لديها طريقة فنية وعلمية في إدارة الوقت.

وأوضحت ميجول أنّ مشكلة فراغ الوقت ظاهرة أوجدتها الحياة المعاصرة أكثر من ذي قبل، وكان للتقدم العلمي والصناعي أثر في زيادة أوقات الفراغ حيث تحوّل الإنسان إلى آلة، وقتل إنسانيّته، ولم يشبع رغبات نفسه وقلبه وعقله وأصبح كثير من الناس لا يعرفون كيف يستغلون أوقاتهم، فيقضي بعض النّاس أوقاتهم في المخدرات والجريمة والانحراف مع أصدقاء السوء ثم يقولون: إنّها ضريبة الحضارة. وعلى العكس هي جريمة الجاهلية، هذا الفراغ الذي لم يوظف في النافع، ولم يستثمر في وجوه الإنتاج التي تعود بالخير على الفرد والمجتمع، لقد أوجد الفراغ بيئة كبيرة للمحرمات وانتشار الرذيلة والفساد.

ومن أجل التغلب على إهدار وقت الفراغ، قالت ميجول يجب تحديد الأهداف بجدول زمني منسق ومحسوب فيه زمن للمستجدات أو الظروف الطارئة، حيث يقال إنّ ما فات صعب أن يعاد أو الفرصة التي تأتي لن تتكرر أو تعود فعلى الشخص أن يحسن استثمارها، وعلى كل إنسان أن يسجل ما أنجزه ويكتب ما لم ينجزه ويحرص على إنجاز المهمّات الصعبة كي يحقق معنى الوجود ويشعر بأنّه شخص مهم وذو قدرة ومميّز عن الآخرين.

وأضافت ميجول: لا تكثر الشكوى أو اختلاق الأعذار أو لوم الذات أو الخوف الفشل لأنه لا فائدة منه وكثير من الاختراعات بدأت بمحاولات فاشلة. وتجنّب الاستسلام للضغوط النفسية أو المشكلات وقضاء الوقت في سبيل حلها إذ يفترض أن يتحكم الفرد في المشكلة أو الضغوط ولا يتركها تتحكم به التهيؤ الذهني المناسب لكل هدف وبما يتناسب مع طبيعة المهمة المراد إنجازها مواصلة والمواظبة على تحقيق الأهداف وإنجاز المهمات من خلال شحن الانفعالات الإيجابيّة ونشاط الهمة محاسبة النفس على التقصير والتهاون في إكمال أو إنجاز المتطلبات أو الأهداف المهمة والصعبة. كما أنّ طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ولا تكدس أوراقك بل رتبها، ولا يكفي أن تضع أهدافا مؤجلة بل أنجزها اليوم والآن وضع تقويما أمامك واشطب ما أنجزته وحدد ما لم تنجزه.

وأشارت ميجول إلى تعريف أحد الباحثين لأنشطة أوقات الفراغ بأنّها أنشطة يمارسها الفرد بمحض اختياره وهي تختلف عن أنشطة العمل الفردي. إذن لا فراغ في النوم، اللعب، الكلام، وكل هذه الأشياء وغيرها ليست دليلا على وجود الفراغ إنّما هي فقط أعمال غير رسمية. ومن هنا نستطيع القول إنّه ليس المهم القضاء على أنشطة أوقات الفراغ بل هي ضرورية للفرد حتى يتمكن من الترويح عن نفسه لكن حبذا لو كانت هذه الأنشطة هادفة تؤدي إلى زيادة كفاءة الفرد وتظهر المواهب والإمكانات لديه.

تحفيز الذات على العمل

وقالت الدكتورة سهيلة الهاشميّة أستاذ مساعد بقسم الإدارة بكليّة الاقتصاد والعلوم السياسيّة في جامعة السلطان قابوس إنّ هناك عدة طرق للتشجيع والتحفيز الذاتي ومنها على سبيل المثال معرفة الأشخاص الناجحين والارتباط بهم، ودراسة شخصيّاتهم والتعرّف على صفاتهم والتأمل في مواقفهم تجاه الأحداث والأشخاص، مؤكدة أنّ صحبة الشخص القدوة لها أثر كبير في تغيير السلبيّات إلى إيجابيّات.

ونصحت الهاشميّة كل من يسعى إلى تنظيم وقته بقولها: انظر إلى الأشخاص الذين تكره أن تكون مثلهم وادرس عاداتهم السلبيّة وتجنّبها، تعلم من الطرفين لتبني ذاتك، لكن ركّز على الأشخاص الإيجابيين، واتخذ صديقًا لك يعاونك في إنجاز أهدافك، وأظهر له أهدافك وطموحاتك، ودعه يشاركك في التخطيط لتحقيق ما تصبو إليه، كن قريبا منه حتى إذا ضعفت عزيمتك وتسلل إليك الكسل، خذ بيدك إلى النشاط والقوه واجعله رفيق طريقك فالسير وحيدا في رحلة الإنجاز يشعرك بالوحشة والخوف من المسير قدمًا.

وأضافت الهاشمية أنّ المجتمعات التقليدية لا تنظر إلى عامل الزمن نظرة جدية دقيقة، وهذا يدفعها إلى الكسل والخمول والضياع لأنّها مجتمعات لا تؤمن بالتخطيط وإدارة الوقت لأنهم يعتبرونها مضيعة للوقت في نفس اللحظة التي يضيّعون فيها أكثر وقتهم فيما لا ينفع. أمّا المجتمعات المتحضرة والمتقدمة فإنّها تعتبر الوقت مصدرا مهما من مصادر الإنتاج وإنه أثمن الموارد وأكثرها ندرة في عالمنا المعقد المعاصر. وأشارت إلى أنّ إدارة الوقت تعني إدارة الذات ومن لا يستطيع إدارة ذاته لا يستطع إدارة وقت الآخرين. كما أنّ إدارة الذات تتطلب مهارات في التخطيط والتنظيم والتنفيذ والرقابة وعلى الفرد التدريب على أداء المهام حسب الأولويّات وفي الوقت المناسب وبالقدر المناسب من الجهد لتحقيق أهدافه وغاياته. فضلا عن أنّ الوقت المنظم يؤدي إلى إنجاز العمل بجهد أقل وبتكاليف أقل وبانتاجيّه أعلى ولا شك أنّ تحقيق الأهداف في الوقت المنظم سيكون إيجابيًا على المستوى الشخصي والجماعي.

ونبّهت الهاشميّة إلى أنّ السنوات الأخيرة تشهد اهتمامًا متزايدًا بدراسة موضوع وقت الفراغ نظرًا لظروف التغيّرات الاجتماعيّة السريعة التي تمر بها المجتمعات البشرية، وهي تأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت تمس كل ناحية من نواحي حياتها وكان لها تأثيراتها وانعكاساتها على مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية سواء كانت هذه التأثيرات إيجابيّة أو سلبية فإنّها ليست بعيدة الصلة بوقت الفراغ باعتباره أحد المظاهر المصاحبة لما يحدث من تطورات وتغيرات اجتماعية. ولعلّ ما يلفت الانتباه في عصر التكنولوجيا ظاهرة زيادة وقت الفراغ بشكل يستدعي الوقوف لدراستها، ورصد مدى تأثيراتها على مستوى الأفراد والمجتمعات على حد سواء. خصوصًا وقد ساعد على تفشي هذه الظاهرة تزايد وتطور الوسائل الترويحية، واستحداث وسائل جديدة لشغل الوقت فأصبح لدى المجتمع سيل منهمر من الوسائل الترويحية، انطلق معها الإنسان بحثا عن الراحة والمتعة.

وأكدت الهاشمية أنّه لا ينبغي أن ينظر للوقت على أنه دقائق وساعات وأيام، فالوقت أحداث وخبرات، إنه شعورك أنت وقناعتك ورضاك عما قدمته في مشوار حياتك، إنه كل يوم يمر في حياتك شعرت أنك انفقتها بشكل مناسب ومُرضٍ. والوقت أهم من أن يضيع هباءً، وأكبر من أن نضيّعه في ما لا ينفع فهو حياتنا التي نحياها بسعادة إذا نجحنا في تنظيمه وإدارته، علما بأنّ الاستخدام الواعي للوقت وحسن شغل وقت الفراغ يعد حصيلة للتربية الصالحة وقدرة الفرد أو الجماعة والمجتمع على امتلاك المهارات اللازمة لذلك. ومن المؤسف هذه النظرة التي أصبحنا ننظر فيها إلى قيمة الوقت، فقد أصبح الوقت أرخص شيء في حياتنا فالأفراد يهدرون أوقاتهم دون أي حساب وتقدير، والجماعات تضيع وقتها وجهدها في أمور تافهة، والأمم العربية لا تشعر بقيمة الوقت فهي تمارس حياتها بأنماط شتى وسلبيات عجيبة ودون أي استشعار أو اكتراث بالزمن وقيمته.

تعليق عبر الفيس بوك