مراكز إعداد الناشئين.. خطة طموحة لتفريخ أجيال من الرياضيين بأعلى معايير المهارة والأداء الاحترافي

1250 رياضيا يمارسون 6 ألعاب.. واستهداف 3000 مشارك بحلول 2018

مسقط - العُمانيَّة

يُعدُّ مشروع مراكز إعداد الناشئين هو أحد المشاريع التي تهدف من خلالها وزارة الشؤون الرياضية لإرساء قواعد التخطيط البعيد المدى، والذي يُعنى بانتقاء لاعبين صغار وفق اختبارات ومقاييس محددة تشتمل على الكشف الطبي واخذ القياسات الجسمية بما يتناسب مع الرياضات المستهدفة وإجراء اختبارات بدنية ومهارية تساعد على انتقاء أفضل اللاعبين لكل رياضة من الرياضات المستهدفة.

ويتضمَّن مشروع مراكز إعداد الناشئين توفير كافة الاحتياجات التدريبية للاعبين من مرافق وأدوات رياضية وملابس رياضية ووسائل النقل والتغذية، وتستمر كل فترة تدريبية أربع سنوات يتلقى فيها الناشئ جميع المهارات والخبرات الخاصة باللعبة التي ينتمي إليها، حتى يكون قادرا بعد تخرجه من المشروع على الالتحاق بالأندية والمنتخبات الوطنية. وينبثق مشروع مراكز إعداد الناشئين من إستراتيجية الرياضة العمانية التي تهدف لإعداد قاعدة من اللاعبين الصغار لرفد الأندية والمنتخبات الوطنية ويلتحق المجيدون منهم بأكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات البدنية. وقد تم عمل إطار عام للمشروع بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية لتوحيد العمل في جميع المراكز ويتمثل في انتقاء لاعبين صغار، وعمل فحوصات طبية وسجلات وتوحيد الإعداد وفترات التدريب التي تستمر لـ6 اشهر سنويا، وتوفير مدربين وافدين ومدربين مساعدين عمانيين، إضافة إلى مشرفين إداريين لكل مركز.

ويضم المشروع حاليا 7 مراكز في المجمعات الرياضية في كلٍّ من خصب وصحار ومسقط ونزوى وصور وعبري وصلالة؛ حيث يضم كل مركز مجموعة من الرياضات حسب توافر المرافق الرياضية والمدربين. ويأتي حفل تخرج لاعبي مراكز إعداد الناشئين من المشروع كإحدى المراحل التي يمر بها اللاعب المنتسب لمراكز إعداد الناشئين، وبذلك يكون المجال مفتوحا لكل لاعب للالتحاق بأي ناد يرغب مع إمكانية التحاق اللاعب بمنتخبات المراحل السنية حتى يأخذ مساره الرياضي وصولا إلى المنتخبات الوطنية الاولى بالسلطنة. وتعمل وزارة الشؤون الرياضية كفريق عمل واحد على الاهتمام بالنشء والاهتمام بزيادة قاعدة الممارسة للرياضة من خلال هذه المراكز وذلك بتعاون وانسجام بين مختلف الاتحادات الرياضية والمدارس التي ينتسب إليها اللاعبون تنفيذا للأوامر السامية للاهتمام بالشباب العماني وتمكينه حتى يكون قادرا على المساهمة في دفع عجلة مسيرة الرياضة العمانية .

وفي هذا الجانب، قال فهد بن عبدالله الرئيسي مدير عام الرعاية والتطوير الرياضيى بوزارة الشؤون الرياضية رئيس اللجنة الرئيسية المشرفة على مشروع مراكز الناشئين: "تمثل العناية بالناشئين وتوسيع عدد الرياضيين في المراحل السنية شرطا أساسيا لبناء منظومة رياضية متكاملة على قاعدة صلبة عليه، وإن برنامج مراكز إعداد الناشئين يعدُ أحد البرامج الإستراتيجية الرائدة التي تقيمها الوزارة من واقع اختصاصاتها ذات العلاقة بنشر وتوسيع الممارسة الرياضية في مختلف الرياضات وتوفير المقومات المثلى لبناء منتخبات وطنية قادرة على تمثيل السلطنة ورفع علمها عاليا في الاستحقاقات الرياضية الدولية الهامة بما يعكس العناية الموصولة التي يوليها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بأبنائه وبناته من الشباب الرياضيين".

وأضاف بأن برنامج مراكز إعداد الناشئين يهدف أساسا إلى توسيع الممارسة الرياضية في سن مبكرة في مختلف الرياضات لإيجاد قاعدة من الرياضيين الناشئين لرفد الأندية والمنتخبات باللاعبين الواعدين والاستكشاف المبكر للرياضيين ذوي الاستعدادات والقدرات العالية باعتماد المعايير العلمية المعتمدة، وتسخير كافة الإمكانات المتاحة لإعداد الرياضيين المقبولين بالمراكز من خلال توفير مقومات التدريب العصري وما يرافق ذلك من الإحاطة باللاعب على مختلف المستويات الفنية والرياضية والاجتماعية والطبية.

وأشار إلى انه صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين ضمّت في عضويتها ممثلين عن الوزارة والاتحادات الرياضية وعن جامعة السلطان قابوس وعن وزارة التربية والتعليم، أوكلت إليها مهام تنفيذ الخطة المعتمدة للنهوض بمستوى المراكز، وتقوم هذه الخطة التطويرية على عدد من المحاور الأساسية ومنها ما يهمّ تفعيل العلاقة مع الاتحادات الرياضية،ما يتعلق بمناهج التدريب.

وذكر فهد بن عبدالله الرئيسي أن هذه الخطة تمّ وضعها من قبل كوكبة متميزة من الفنيين من مآرب متنوعة من مدربي المنتخبات الوطنية الأولى ومدربي المراكز وخبراء بالاتحادات الرياضية المعنية في توافق تام مع المعايير المعمول بها بالاتحادات الدولية، كما شملت الخطة أهدافا متصلة بتوسيع أعداد الرياضيين ليبلغ في نهاية الخطة وفى عام 2018 ما يفوق 3000 رياضي من خلال الزيادة في أعداد المسجلين والتوسع في الرياضات المستهدفة وبتمديد الزمن التدريبي للاعبين ورفع مستوى المسابقات الرياضية كلّ ذلك سينعكس بالإيجاب على المراكز ويجعلها مراكز نوعية قادرة على أن تكون بمثابة النواة الحقيقية لأكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات الرياضية من ناحية، وبأن تمثل رافعة هامة من روافع المنظومة الرياضية ككل.

وشهدت مراكز إعداد الناشئين مؤخرا تخريج أول دفعة من ناشئي كرة اليد بعد 4 سنوات من التأهيل والتدريب تحت وإشراف كوادر فنية مؤهلة كان لها الفضل الكبير في تشكيل مجموعة جيدة من اللاعبين الذين التحقوا لمرحلة جديدة من الإعداد ضمن برنامج المنتخبات الوطنية بالإضافة الى مخرجات مراكز إعداد الناشين في الكرة الطائرة كان لها الحظ المميز في المشاركة ضمن منتخب البراعم لكرة الطائرة الذي خاض مبارياته في منافسات المهرجان الخليجي الأول والذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة من 23 وحتى 28 أغسطس من العام الحالي بمشاركة من دول الخليج العربي.

وكانت اللجنة المشرفة على مشروع مراكز إعداد الناشئين قد دشنت خلال الفترة الماضية شراكة فاعلة تهدف إلى ربط مخرجات مراكز إعداد الناشئين بمشروع أكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات الرياضية من خلال اعتماد خطة إستراتيجية لجميع مراحل إعداد الناشئين حتى يتم تأسيسهم وفق أسس علمية أكثر دقة، وتكمن أهمية عملية تطبيق الاختبارات والمقاييس البدنية التي تمت تجربتها على لاعبي فريق الكرة الطائرة التابع لمركز إعداد الناشئين بمجمع السلطان قابوس الرياضي باستخدام الأجهزة العلمية بأكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات الرياضية في تطبيق خمسة اختبارات للوقوف على مدى قدرات واستعدادات اللاعبين الجدد بالمراكز للالتحاق بالمشروع.

ويأتي هذا التقييم في إطار التعاون بين دائرة شؤون المنتخبات والقائمين على أكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات الرياضي حيث تمثل هذه العملية الانطلاق الفعلي لعملية التقييم والمتابعة العلمية لرياضيي مراكز إعداد الناشئين واستكشاف المواهب الرياضية منها وفقا لمنهجية علمية تعتمد البروتوكولات الدولية للقياسات الأنتروبومترية ( الطول والوزن ) والاختبارات البدنية والفيزيولوجية باستخدام تجهيزات علمية حديثة تستجيب إلى المعايير الدولية فمجال علوم الرياضة.

وتم خلال العملية رصد النتائج وتحليلها والعمل على وضع مسطرة مبدئية لقياس المواصفات الجسمية والبدنية للاعب العماني الناشئ على ان يتم تطبيق تلك الاختبارات على جميع لاعبي المراكز بجميع محافظات السلطنة وتهدف هذه العملية الى التركيز على التقييم والمتابعة العلمية للقدرات البدنية والوظيفية لرياضيي المركز وتحديد الخصوصيات الأنتروبومترية والوظيفية والبدنية لرياضيي المراكز.

تعليق عبر الفيس بوك