جامعة السلطان قابوس تستضيف الثلاثاء المقبل مؤتمر "العلوم الاجتماعية".. و60 ورقة علمية تثري الأطروحات

مسقط - الرُّؤية - العُمانيَّة

تستضيفُ جامعة السلطان قابوس -مُمثَّلة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية- خلال الفترة من 15 إلى 17 من شهر ديسمبر الجاري، أعمال المؤتمر الدولي الثالث "العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى: تجارب وتطلعات".

يَرْعَى افتتاح المؤتمر سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم. ويُشارك في أعمال المؤتمر الدولي باحثون من السلطنة والجزائر ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن والمملكة العربية السعودية وتونس وسوريا والأردن وفرنسا واليابان وباكستان، والذين سيستعرضون قرابة 60 ورقة بحثية باللغتين العربية والإنجليزية.

وأوْضَح الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية رئيس اللجنة التحضيرية، أنَّ اختيارَ موضوع مؤتمر "العلاقات البينية العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى" الدولي الثالث، ينبع من الأهمية التي تحظى بها العلاقات البينية بين التخصصات المختلفة في المعرفة الإنسانية الحديثة؛ نظرًا للتطور المتسارع في ميادين المعرفة ومجالات البحث العلمي ومناهجه، ونظراً للتحولات الكبرى في ميادين المعرفة كافة. كما أنَّ دراسة هذه العلاقات أصبحتْ من الاتجاهات الحديثة في مجال البحث العلمي الذي بدأ يجدد في خصائصه ويراجع مناهجه التقليدية التي أضحت غير قادرة على تقديم تفسيرات وحلول لبعض المشكلات الاجتماعية المعقدة؛ لهذا أصبحت العلوم الاجتماعية معنية بهذه التحولات على صعيد الرؤى والمناهج والنظريات لحل الكثير من المشكلات الاجتماعية والإنسانية المعاصرة بحلول مبتكرة وغير تقليدية.

وقال الدكتور عبدالله الكندي: إنَّ مؤتمر هذا العام سيسعى إلى الاستفادة من تجارب وخبرات الدول العربية والغربية في تجسير الفجوة بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى، خاصة في تشخيص وتفسير الظواهر والمشكلات المجتمعية.. مشيرًا إلى أنَّه سيستضيف أربعة متحدثين رئيسيين هم البروفيسور البرتو مارتنيلي أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية والعميد السابق لكلية العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة ميلان ورئيس المجلس الدولي للعلوم الاجتماعية، والبروفيسور أحمد زايد عالم الاجتماع المصري وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة السابق، والبروفيسور جاك بولان أستاذ الفلسفة بجامعة السربون، والبروفيسور نزهة ابن الخياط أستاذ دراسات ومنظومات المعلومات.

وفيما يتصل بالتداخل والتكامل بين العلوم، قال الدكتور علي بن سيف العوفي مساعد عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية للبحث العلمي نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: إنَّ العلوم الاجتماعية أصبحت تهتم بالعلاقات البينية مع العلوم الأخرى باعتبار أن وجود الجانب الاجتماعي في شتى مجالات العلوم الأخرى أصبح أمرًا مسلمًا ومعترفا به، بل وضروريًا في بعض الأحيان والأمثلة على ذلك عديدة فمثلَا العلوم الاجتماعية والإنسانية تنظر إلى الجوانب الفسيولوجية على أنها كثيرًا ما تؤثر في مستوى الأداء الاجتماعي أو الصحة النفسية أو العلاقات الاجتماعية للأفراد. ومن ثم، فهناك التقاء متواصل بين المجالين دون أن يقلل ذلك من تفرد كل منهما كونهما مجالًا متميزًا من مجالات المعرفة".

وبيَّن العوفي أن محاور مؤتمر هذا العام تتنوع لتغطي طيفًا واسعًا من مجالات الاهتمام البحثي والعلمي؛ إذ إنها تتناول العلاقات البينية والأسس النظرية لتصنيف العلوم وواقع العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى، إضافة إلى التجارب المعاصرة في الدراسات البينية وما يختص بمستقبل العلاقات البينية وأثرها في التعليم والبحث العلمي.

وأشار الدكتور العوفي إلى أنَّ المؤتمر سيبحث دور المؤسسات التعليمية والبحثية في دعم العلاقات البينية بين العلوم وإستراتيجية تصميم البرامج البينية للتعليم والبحث العلمي وتطويرها وما يخص العلاقات البينية وجودة التعليم والبحث العلمي، إلى جانب الدراسات البينية وعلاقتها بمستقبل سوق العمل والرؤى المستقبلية حول العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى.. كما أنه سيقدم نماذج تطبيقية في العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى.

من جانبه، أكد الدكتور عبدالرحمن صوفي الأستاذ بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب -ومقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر- أنَّ هذا الحدث الدولي المهم الذي تحتضنه كلية الآداب والعلوم الاجتماعية كل عامين، يسعى في كل مرة إلى تعظيم الإفادة من احتكاك العلماء والباحثين العرب والأجانب بما يصب في النهاية في مصلحة خدمة جهود التنمية الشاملة والمستدامة التي قطعت فيها السلطنة شوطًا كبيرًا ولا تزال.

وأضاف بأنَّه من هذا المنطلق سيعقد على هامش جلساته العديد من الفعاليات المهمة؛ حيث يجتمع المتحدثون الرئيسيون مع هيئة تحرير مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية لبحث سبل تطوير المجلة وتوسيع آفاق التعاون مع الجهات الأكاديمية العالمية والعربية.

وفي إطار اللقاءات العلمية المنفردة، يعقد الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية -في أيام المؤتمر- اجتماعاً مع البروفيسور جاك بولان لمناقشة الشراكة مع الكراسي البحثية المتعلقة بالدراسات الثقافية والعلوم الاجتماعية في اليونسكو، بحضور مساعدي العميد للدراسات الجامعية والعليا والتدريب وخدمة المجتمع وعدد من المعنيين من الأكاديميين بالكلية. كما يُقدِّم البروفيسور ألبرتو مارتنيلي رئيس المجلس الدولي للعلوم الاجتماعية عرضًا عن المجلس الدولي للعلوم الاجتماعية في مكتب التعاون الدولي بالجامعة، بحضور عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ومساعده للبحث العلمي والدراسات العليا.

تعليق عبر الفيس بوك