التبرع بالدم ..ضخ إكسير الحياة في شرايين المحتاجين

 

أحمد الخروصي.. إنسانية تقطُر خيرا بلا حدود

 

الرؤية- محمد قنات

 

 

113 تبرعاً بالدم على مدار سنوات عدة، منحته لقب المتبرع العام بالدم في السلطنة، هو أحمد الخروصي، الرجل الذي قرّر أن يمنح قطرات دمه إلى الإنسانية، ليقدم الخير للجميع بلا حدود.

أحمد الخروصي، الذي تعرّض لحادث أليم منذ نحو 32 عامًا، دفعه إلى تبني فكرة التبرع بالدم طيلة حياته، فعندما تعرض الخروصي لحادث سيارة في العام 1983، وظل في حالة حرجة لمدة 20 يومًا، إذ عانى من غيبوبة مستمرة طيلة هذه الفترة، حيث تسبب الحادث في إصابته بارتجاج المخ ونزيف داخلي وحول في العين وكسر في الفك وثقب في الأذن،ولم ينقذه من هذه الحالة- بعد عناية الله- إلا أحد المتبرعين.

 

 

ويقول الخروصي عن تلك الحادثة: "بعدها مباشرة سافرت إلى بريطانيا لاستكمال العلاج، وبعدشهر من الحادثكان الخبر الصاعقة بالنسبة لي، عندما علمت بوفاة شقيقيفيهذا الحادث؛ حيثكان يرافقني في بالسيارة، وتجرعت الألم لخبر وفاته، ومنذ ذلك الوقت أيقنتبأهمية التبرع بالدم،ودعوت الأسرةالصغيرة والكبيرة إلى ضرورة التبرع بالدم، ومنذ هذه الفترة تبرعنا بأكثر من 67,500 ملليتر دماًوتبرعأخيسالم بن حمد الخروصي 57 مرة، ولازل يواصل دعوة الأصدقاء والأهل والأقارب للتبرع بالدم". ويضيف الخروصي أن فكرة التبرع بالدمجاءت عقب الحادث الذي تعرضله؛ حيث كان الدم في ذلك الوقت يتم استيراده من الخارج، لذا عزم في نفسه أن يحث أفراد المجتمع على ضرورة التبرع وأهميته في إنقاذ الحالات التي تحتاج لعملية نقل دم بصورة مستعجلة إلى جانبفوائد التبرع بالدم بصورة عامة.

وبيّن الخروصي أنّه استطاع أن يغرس في أسرته حب التبرع بالدم باعتبار أنه من أعظم التضحيات التي يمكن أن يقدمها الإنسان للآخرين، وتبرع إخوته وأبناؤه في أكثر من مرةبل أصبحوا يحثون الآخرين إلى ضرورة التبرع بالدم من أجل مساعدة الآخرين. ووجه الخروصي رسالة إلى جميع أفراد المجتمع بضرورة التبرع بالصفائحالدموية، باعتبار أنّالمصدر الوحيدللحصول عليها هو الإنسان، وهناكحالات بحاجة إلى هذه الصفائح. وتابع: "حتى الآن وصل تبرعيبصفائح الدم إلى واحد وعشرين مرةوهي عملية تستغرق فترة ساعة من أجل التبرع عن طريق جهاز يقوم بسحب الدم، وهي عملية بسيطة وغير معقدة.

فوائد التبرع

ويوضح الخروصي أنّ التبرع بالدم يحقق فوائد كثيرة، منبينها تنشيط الدورة الدموية؛ حيث يتم تنشيط النخاع الشوكي لإنتاج خلايا الدم المختلفة بعد التبرع بالدم، والتقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، لأن التبرع بالدم يقلل نسبة الحديد في الدم والتي ثبت علمياً أن زيادة نسبة الحديد تزيد من نسبة الإصابة من هذه الأمراض، كما أنه لايتم قبولالدم المتبرع به إلا بعد أن يتم التأكد من سلامةالمتبرع وإجراء الكشف الطبي عليه من قبل الطبيب، ويتم التأكدأيضاً من خلو المتبرع بالدم من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم مثل أمراض نقص المناعة المكتسبة والتهابات الكبد الفيروسية وذلك بعد إجراء الفحوصات المعملية.

وتابعالخروصي: "يجب على الشخص قبل التبرع تناول القليلمن الطعام، قبل التبرع بالدم بساعتين، وعدم التدخين لمدة ساعة على الأقل قبل وبعد التبرع، وعدم مغادرة سرير التبرع بعد انتهاء عملية التبرع، إلا بعد 5 دقائق على الأقل، ويمكن العودة لممارسة الأعمال اليومية بعد التبرع بالدم مع الحرص على تناول السوائل".

وأشار إلى أنجانب التوعية كانهدفاً رئيسيًامنحيثتعريفالمتبرعين بفوائد التبرع بالنسبة للفردوالمجتمع؛ حيث قام بالسفر والترحال في جميع مناطق السلطنة لخدمة الإنسان، حيث إنّماحدث لي جعلني أتحمل كل المعوقات وأتحداها حتىأقوم بدورىكاملاً في التوعية، لاسيما وأن التبرع لا يكون بالدم فقط، فهناك طرق أخرى منها نشر الوعي للذين يخافون من التبرع، ومحاولة دفعهم من أجل أن يتبرعواخدمةللمحتاجين، الذين في مرات كثيرة تكون حالاتهم طارئة، ويمكن أنيفقدوا أرواحهم بسببعدم وجود الدم، وبحمد الله وفضله قمت بدعوة كثير من المتبرعين لبنك الدم؛ حيث بلغ عدد المتبرعين من جانبي نحو 5000 آلاف متبرع تقريباً.

وبفضل تبرعاته المتعددة بالدم، نال الخروصي شهرة محلية كبيرة، وامتدت أيضا إلى دول الجوار، حيث أطلق عليه "المتبرع العام بالدم في سلطنةعمان"، كما تبرع في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي من بينها الكويت.

وأوضح الخروصي أنّه في فترة من الفترات زاد نشاطه في الدعوة للتبرع بالدم، وأسس فريقاًيضم مايقارب6 آلاف متبرع جميعهم من الأصدقاء والمعارف والأهلومجموعات العمل، حتى وصل الأمر لتكوين فريق "أصدقاء بنك الدم"، وذلك بفضل وعي الناس والإدراك الذيانتشر في المجتمع بأهمية التبرع بالدم.

وقال إنّالحملات التوعوية لم تتوقف؛ حيث يقوم بحملات تبرع ميدانياً في الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة؛ وهو ما يمنحه الشعور بالراحة النفسية الكبيرة، خلال القيام بهذا العمل، معتبرًا أنّالتبرعبالدم هو تبرع بأغلى ما يملكه الإنسان، كما أنه عمل نابع منإيمان صادق ويقين راسخ بأهمية هذا العمل كواجب ديني ووطني وإنساني، يحتم على الجميع التعاون والتكاتف من أجل الوصول إلى مجتمع صحي وسعيد.

واختتم الخروصي حديثه بدعوة الجميع وكل من هو قادر، للتبرع بالدم وأن يُبادر إلى هذا العمل الإنساني النبيل، وأنيشارك في عمليةتثقيف المجتمع بكافة الطرق للتبرع بالدم لتلبيةاحتياجات الحالات الطارئة.

تعليق عبر الفيس بوك