الفوز بعضوية مجلس الشورى ليس نهاية المطاف

د. مُحمَّد بن سعيد الشعشعي

أُغلقت صناديق الاقتراع في تمام السابعة من مساء أمس الأول، بعد أن أدلى العمانيون بأصواتهم في جميع ربوع السطنة؛ لاختيار من يُمثلهم في مجلس الشورى للفترة الثامنة.. وشارك الجميع في احتفالية رائعة، وفي مناسبة وطنية تهدف إلى إشراك المواطن في خطط الحكومة وإستراتيجياتها المستقبلية.

وبالحديث عن الانتخابات والتكتلات التي تمَّت فيها، يُلاحظ أنه في محافظة ظفار كان لهذه التكتلات خلال السنوات الماضية جانبان إيجابيان؛ الأول: أنها تزيد من نسبة المشاركة في التصويت وتحمِّس الناخب للإدلاء بصوته. والثاني: أن التحالفات بحجمها الكبير أصبحت لا تقبل إلا العضو الكفء الذي يُمثل من يقف وراءه خير تمثيل، ويتواءم مع طبيعة المرحلة المقبلة بما تحمله من تغيرات.

ومن هنا، نطلب من الجميع في محافظة ظفار عدم الانجراف وراء هذه التحالفات أو التكتلات تحت مسميات لا تخدم المحافظة أو الوطن بشكل عام؛ فللجميع احترامه وتقديره ومكانته، كما أن الفوز بعضوية مجلس الشورى لهذه الفترة لا يعني نهاية المشوار، كما أنَّ عدم الفوز لا يعني انتقاصا من حقِّ فرد أو التقليل من مكانته القبلية أو القبائل التي تقف خلف المرشح غير الفائز.

... إنَّ الجميع في عمان جسم واحد، وفي وصف واحد، نؤازر بعضنا البعض، نتكاتف في الشدة ونتعاضد في الرخاء، نرفض التحزب أو التشتت أو التشرذم، ولا نقبل الفتنة، ولا نترك مجالا لمن أراد أن يدس سُمَّه البغيض للتفريق بيننا.

أمس الأول انتهى التصويت، ويكفينا فخرا أن ظفار كانت من بين أعلى محافظات السلطنة في نسبة المشاركة بالانتخابات، وبهذا تكون المحافظة قد جسَّدت -أسوة بمحافظات السلطنة الأخرى- لوحة وطنية صادقة نتشرف بها ونقدمها اعتزازا لعماننا الحبيبة.

يا أبناء الوطن جميعا -شيوخا وشباب ومثقفين- "تعلمون جميعا أننا جزء لا يتجزَّأ من المنظومة العالمية التي تشير كل الدلائل إلى أنها مقبلة على فترة حرجة من التقلبات والمتغيرات -خاصة الاقتصادية- إضافة إلى ما يعصف ببعض الدول من حروب وتشتت وفرقة، كل هذا يجعلنا نستفيد الدروس والعبر ونتمسك بمنجزنا التنموي، ولابد لنا أن نقف جميعا كالجسد الواحدة خلف قيادتنا الرشيدة لكي نحافظ على كيان هذا البلد وأمنه واستقراره، ونُبعده عن كل ما يسيء له لا قدر الله".

أما الوضع الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط، فهذا تحدٍّ آخر كبير تمرُّ به البلاد، يُحتِّم علينا أن نعد له العدة والعتاد حتى نستفيد من شبابنا وطاقاتنا، وأن نواصل مسيرة البناء والتنمية، وأن نبحث عن بدائل ومخرجات أخرى تؤمن لنا مستقبلا زاهرا ومشرقا.

ومن هنا، يا أعضاء مجلس الشورى، أعانكم الله على المسؤولية التي نراها تكليفًا قبل أن تكون تشريفا؛ فالأمانة عظيمة والمهمة جسيمة.. فماذا أنتم فاعلون؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك