مركز تأهيل الحياة الفطرية ببركاء ينجح في تنفيذ برامج إكثار المها والغزال العربي وغزال الريم

بركاء - إشراق السليمانية

باتت حماية الحياة الفطرية للبيئات الطبيعية والحفاظ على أنواع الحيوانات بما يعود بالنفع على المجتمع بصفة عامة ضرورة ملحة، في ظل زيادة السكان وتنامي مخاطر الأنشطة السكانية على الحياة الفطرية وأثرها على انخفاض أعداد بعض النباتات والحيوانات بدرجة كبيرة، حتى بات بعضها في حكم المنقرض.

وجاءت فكرة إنشاء مركز تأهيل وإكثار الحياة الفطرية بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة خلال الاحتفال بعامي البيئة ( 2001 - 2002م ) ، ويقع المركز في الباحة الخلفية من حديقة بركاء العامة وتقدر مساحة أرض المركز حوالي ( 33,000 متر مربع ) على يمين الشارع الرئيسي المؤدي إلى محافظة مسقط والاتجاه المعاكس يقع على يسار الشارع الرئيسي . وتم الانتهاء من إنشاء المركز في عام 2005م بقيمة إجمالية بلغت (800/ 73,037 ) وتم البدء في تشغيل المركز مع بداية الخطة الخمسية السابعة ( 2006 - 2010م )

حديقة بركاء

مركز تأهيل واكثار الحياة الفطرية

وهو حاليا تحت إشراف إداري من قبل إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة جنوب الباطنة ورعاية فنية من قبل المختصين في المديرية العامة لصون الطبيعة بديوان الوزارة.

ويهدف المركز إلى تقديم الرعاية الطبية للحيوانات الفطرية وحماية وإكثار الحيوانات البرية المحلية المهددة بالانقراض وأيضًا تأهيل الحيوانات البرية لإعادة إطلاقها في بيئاتها الطبيعية، ودعم القاعدة المعلوماتية والخبرات المكتسبة في مجال إدارة الحياة الفطرية وحفظ الأنواع المصادرة من الحيوانات والطيور البرية وأخيرا توعية المجتمعات المحلية بالقضايا المتعلقة بالحياة الفطرية.

ومن الاختصاصات التي يناط بها المركز إكثار الأنواع المحلية من الحيوانات البرية ووضع برامج إعادة التوطين في المواقع الطبيعية ورعاية وتأهيل الحيوانات البرية لإعادتها لمواطنها الطبيعية أو استخدامها للإغراض العلمية أو التعليمية ، وأيضا اقتراح الخطط والبرامج المتعلقة بإدارة ومتابعة الحياة الفطرية ، المشاركة في إجراء الدراسات وإعداد التقارير الخاصة بوضع الحياة الفطرية في السلطنة . إلى جانب تأهيل الكوادر البشرية العاملين بالمراكز بالتنسيق مع الجهات المختصة ، نشر الوعي بالتعاون مع الجهات المعنية بأهمية الحفاظ على الإحياء الفطرية و تبادل الخبرات والبحوث مع المراكز والمؤسسات النظيرة الإقليمية والدولية المتخصصة في مجال تأهيل وإكثار الحياة الفطرية .

ونجح المركز في برامج إكثار الغزال العربي والمها وغزال الريم بشكل رئيسي إضافة إلى أنواع من الطيور الجارحة . ومن الأنواع المستهدفة في مركز إكثار، الغزال العربي : وتم البدء في تنفيذ برامج إكثار الغزال العربي بالمركز عام 2005م من خلال استجلاب الغزال العربي من حظيرة الغزلان الموجود بمحمية حديقة السليل الطبيعية بمحافظة جنوب الشرقية لغرض إكثار هذا النوع من الحيوانات البرية وإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية. أما عن المها العربي ففي إطار التعاون بين وزارة البيئة والشؤون المناخية ومركز توليد الحيوانات البرية العمانية التابع لشؤون البلاط السلطاني تم نقل عدد من حيوان المها خلال العام 2013م إلى مركز الإكثار التابع للوزارة لإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية.

وفي إطار التعاون المستمر بين هذه الوزارة ومركز توليد الحيوانات البرية العمانية التابع لشؤون البلاط السلطاني ، تم نقل عدد من غزال الريم في عام 2013م من مركز التوليد التابع لشؤون البلاط السلطاني إلى مركز الإكثار التابع للوزارة لهدف إعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية. وقام المركز بتأهيل عدد من أنواع الطيور الجارحة كالنسر المصري والنسر الأصلع والصقور منها المصادرة والمستوطنة ويتم العثور على تلك الأنواع من الطيور الواردة للمركز من قبل المختصين بإدارات البيئة والشؤون المناخية بمحافظات السلطنة.

ومن خلال العناية والمتابعة المستمرة وتلقي تلك الحيوانات والطيور البرية بمركز تأهيل وإكثار الحياة الفطرية العلاج والتحصينات اللازمة ، أصبح عدد المواليد في تزايد خاصة خلال العام المنصرم 2014م وخلال العام الجاري 2015م. وتم إنشاء حظيرة للغزال العربي بجنوب الشرقية قبل إنشاء المركز بولاية بركاء بمحافظة الباطنة عام 2000م بهدف تجربة تنفيذ وتفعيل برامج إكثار الغزال العربي لهدف إعادة توطينها في المحمية. ويتكون مبنى مركز إكثار للحياة الفطرية من المكاتب الإدارية وملحق بالمبنى العيادة البيطرية وهي مجهزة بأجهزة الفحص والتحليل والأدوية اللازمة لعلاج الحياة الفطرية ، وتم تأهيل الموظفين العاملين في المركز بحالات الطوارئ التي تحدث للحيوانات وكيفية التعامل معها و هناك اهتمام كبير بالحيوانات الموجودة ويقوم العاملين بتغذيتها وتحصينها بشكل دوري لتنعم بصحة وبيئة صحية جيده . ويوجد مخزن منفصل عن المبنى الرئيسي للمركز يتم فيه تخزين الأعلاف الخاصة بتغذية الحيوانات بالإضافة إلى المعدات والأدوات التابعة للمركز. ويوجد بالمركز ( 12) حظيرة مخصصة للاحتفاظ بالحيوانات البرية مثل الغزلان البرية والمها العربية والغزال الريم بالإضافة منها مقسمة لعزل الصغار وفصل الإناث ومواليدها حديثي الولادة وعزل الذكور . كما جاري التنفيذ لإنشاء (30) قفصاً للطيور البرية المحلية.

وتم إنشاء مشتل النباتات البرية في عام 2013م بداخل سور المركز وتقسيمه على شكل أحواض متشابهة المقاس ويفصل بين الأحواض ممرات لتعريف وتوعية الجمهور العام بأهمية تلك الأنواع من الأشجار والنباتات البرية العمانية والأنواع التي تم زراعتها بالمشتل ومنها أشجار ( السمر - السدر - الغاف البري - الشوع - اللقم - المرخ ) . ويجري استزراع تلك الشتلات بعد إعداد دراسة للمواقع المتأثرة بعوامل التصحر في بعض محافظات وولايات السلطنة ، وتوزيع بعضها على الجهات والمؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة أو المواطنين الراغبين في زراعة تلك الأنواع.

تعليق عبر الفيس بوك