أجندة مشاريع مقترحة لرفد قوة عمان الناعمة



ناصر أبو عون

عبر المقالات السابقة حاولنا استجلاب الأدلة للتأكيد على تمتع عُمان بقوة ناعمة صاعدة -ومؤثرة في آن- على الصعيد الدولي والإقليمي، ومن ثَمَّ وجب الانطلاق مما سبق في وضع أجندة مصغَّرة لمجموعة من المشاريع الوطنية الكبرى التي تستهدف رفد "قوة عمان الناعمة" تنطوي على تحقيق روزنامة من "الأهداف الإستراتيجية الكبرى/ خطوط عريضة" للسلطنة حول العالم. وهذه الأجندة في ظاهرها "مقترحات"، وباطنها "خطة طويلة الأمد" تمَّ تقسيمها على عدد من المحاور ثم اقتراح عدد من المشاريع داخل كل محور ليسترشد بها واضع الخطط وصانع القرار في ترسيخ مبادئ التواصل بينم السلطنة وشعوب وحضارات العالم؛ بل يمكنه تبويبها في جداول زمنية ورصد الميزانيات الملائمة لها داخل الإطار العام لموازنة الدولة واعتمادها كجزء أصيل من الخطة التنموية المستدامة.


- أولا: المشاريع التعليمية:

أ- إنشاء مشروع "قابوس" للاتصال بين طلاب وباحثي سلطنة عُمان في سائر التخصصات ونظرائهم في الدول الصديقة من خلال دورات جامعية معترف بها، باستخدام تقنية المؤتمرات عن طريق الفيديو المخصَّصة للاتصال مباشرةً مع نظرائهم في مختلف أنحاء العالم، والدخول في مناقشات صريحة حول مختلف الثقافات والقضايا. ويهدف هذا المشروع إلى إقامة التواصل بين المشاركين بقصد تمكينهم من تطوير فهمٍ أفضل لثقافات أخرى غير ثقافتهم، ومن الاستماع إلى مختلف وجهات النظر، ويتميَّز بالقدرة على زيادة فرص الحصول على التعليم المتعدّد الثقافات.

ب‌- إنشاء "البكالوريا الدولية" داخل المدرسة السعيدية وإتاحة الفرصة للطلاب من جنسيات مختلفة للانخراط فيه، خاصةً غير الناطقين للعربية، مع تركيز المنهج والمقرر الدراسي على التعليم الإسلامي، والثقافة، والتراث العُماني المحلي، وأن يكون هدف المساق التعليمي المحافظة على التقاليد والثقافة والتراث التي تتميز بها سلطنة عُمان.

ج- إنشاء فروع للمدرسة السعيدية في الدول الصديقة وتقديم المنهاجين (العربي والدولي "البكالوريا الدولية")، وتدريب الطلاب الملتحقين بها من الدول الصديقة على اكتساب القيم، والانفتاح على الآخرين، والوعي الثقافي، والجمع ما بين الاعتزاز بالثقافة المحلية وإدراك التنوع المحيط بهم.

د- إنشاء كراسي السلطان قابوس العلمية في "التاريخ والجغرافيا، والآداب المشتركة" في جامعات أوغندا وتنزانيا وكينيا وإيران.

هـ- إرسال معلمين (عمانيين) معارين في تخصصات مختلفة للعمل في مدارس الامبراطورية العمانية القديمة ومعلمي اللغة العربية للدول الصديقة؛ مما يستتبعه افتتاح أقسام للغة العربية في الجامعات العمانية.

و- استقبال طلاب دول الامبراطورية العمانية للقديمة للدراسة في الكلية العسكرية وأكاديمية الشرطة العمانية ومدرسة عمان للإبحار.

ز- إنشاء أكاديمية لتعليم الألعاب الرياضية والتراثية العمانية؛ ومنها: سباقات الخيل والهجن والألعاب الشعبية وسباقات السفن الشراعية، يستتبعها تنظيم "أولمبياد عمانية" في هذه الألعاب تشترك فيها دول الامبراطورية العمانية القديمة.

ح- فتح أبواب الجامعات العمانية لمنح دراسية تخصص لطلاب دول الامبراطورية العمانية القديمة.

ط- إنشاء فروع من "جامعة السلطان قابوس" أو "جامعة عمان" في دول الإمبراطورية العمانية القديمة.

ي- إرسال بعثات تعليمية لمحو الأمية في الدول الأفريقية الصديقة.


- ثانيا: المشاريع الإعلامية:

1- إقامة "شبكة تليفزيونية وإذاعية مشتركة" تبث باللغة العربية واللغات المحلية لدول الامبراطورية القديمة.

2- إعادة إصدار إحدى المجلات التي كانت تصدر في شرق إفريقيا مثل "النجاح والفلق" باللغة العربية واللغات المحلية.

3- الدخول في مشاريع إنتاج مشترك في صناعة السينما التاريخية؛ مثل: إنتاج فيلم سينمائي ببطولة عالمية حول "السفينة سلطانة"، وعلاقة السلطنة بالولايات المتحدة الأمريكية.

4- إنشاء قناة فضائية (تسجيلية) مشتركة باللغات "العربية والإفريقية" ولغات آسيا أو مترجمة إلى هذه اللغات الشائعة؛ تتوجه إلى جمهور الإمبراطورية العمانية القديمة والدول الصديقة ويكون هدفها إنتاج أفلام تسجيلية مشتركة عن تاريخ الشعوب والبيئة.


- ثالثا: المشاريع الثقافية:

- تنفيذ مشروع جمع وحفظ "التراث التاريخي"؛ بهدف توثيق وتبويب المخطوطات والنصوص التاريخية التي ترصد لعلاقة عُمان بدول الإمبراطورية العُمانية القديمة والدول الصديقة والمحافظة عليها، وتحويل النصوص الرقمية للتراث الإسلامي إلى صور رقمية ذات جودة عالية، بحيث تصبح متاحة لاستخدام الجميع.

- تنفيذ مشروع "طريق الحرير" الذي يدعو شعوب وثقافات الدول المطلة على هذا الطريق إلى الاجتماع والتواصل، ويهيب بكل الذين يسيرون في هذا الطريق أن يتذكّروا أصولهم المشتركة، وأن يتمتّعوا بفضيلة احترام الاختلافات الثقافية الموجودة بيننا جميعاً، مع الاعتراف بإنسانيّتنا المشتركة، وهو بمثابة الحافز الثابت على السياحة المستدامة في المنطقة، وعلى تنميتها الاقتصادية، وهو يهدف إلى جمع وتوليف الناس من أبناء مختلف الثقافات ليتعرفوا معاً على التقاليد المشتركة للصداقة وحسن الضيافة؛ وبالتالي فهو يمهّد السُّبل نحو مستقبل أكثر تفاؤلاً من خلال تفهّم الآخر واحترامه.

- إنشاء مكتبة وطنية داخل عمان ولها فروع في دول الإمبراطورية العمانية القديمة وداخل الخليج العربي.

- إنشاء نسخ مصغرة من "مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية" في دول الإمبراطورية العُمانية القديمة ويكون من صلاحياته منح درجات علمية في فروع "الثقافة الإسلامية"

- تخصيص فرع في جائزة السلطان قابوس مقصور على أبناء دول الإمبراطورية العمانية القديمة.

- إرسال بعثات "دينية" من السلطنة لإقامة برنامج في شهر "رمضان" متكامل في الفقه وعلوم القرآن والسنة النبوية؛ يشمل دورات وورشَ عمل ومحاضرات وحوارات وزيارات ومسابقات.


- رابعا: المشاريع الاقتصادية:

* برنامج للتنمية المجتمعية والمحلية يساند المشروعات الفرعية التي تراعي احتياجات المجتمعات المحلية في مختلف القطاعات.

* برنامج لتنمية المنشآت الصغيرة والصغرى يقدم المساعدة الفنية لجهات تقديم التمويل الأصغر، ويساعد في تهيئة بيئة مواتية لتنمية المنشآت الصغيرة والصغرى.

* برنامج لتنمية القدرات يركز على تنمية قدرات المؤسسات المحلية؛ ومنها: مجالس البلديات، والحكومة المركزية، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية.

* برنامج أشغال كثيفة في استخدام الأيدي العاملة يتيح شبكة أمان لتقديم النقد مقابل العمل للأسر الأكثر فقرا.

* إنشاء "صندوق قابوس الاجتماعي للتنمية" بالتعاون مع "المؤسسة الدولية للتنمية"؛ للحدِّ من الفقر في الدول التي كانت تابعة للإمبراطورية العمانية القديمة بهدف اعتماد تدابير منها تحسين البنية التحتية على مستوى القرى وزيادة الخدمات الاجتماعية المقدمة من خلال نُهُج وأساليب متنوعة تراعي الظروف المحلية من شأنها معالجة احتياجات المناطق الريفية المهمشة.


- خامسا: المشاريع السياحية:

أ- إنشاء مكاتب للطيران العُماني في الدول التي كانت تابعة للإمبراطورية العُمانية.

ب- إنشاء شركات طيران مشتركة في الدول التي كانت تابعة للإمبراطورية العُمانية.

ج- إنشاء حديقة حيوان مشتركة بين دول إفريقيا والسلطنة.

د- استقبال أبناء دول الإمبراطورية العُمانية في كلية عمان للسياحة وقسم السياحة بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس.

هـ- إنشاء مشاريع سياحية تستهدف الزوار والمتنزهين من ذوي الدخل المحدود، لتكون ملاذا للمتنزهين ورواد السياحة العلاجية لخصوصية عُمان بمياهها الساخنة العلاجية.

و- افتتاح مشاريع سياحية حول المحميات الطبيعية في السلطنة وتوأمتها مع مشاريع مماثلة في دول الإمبراطورية العُمانية القديمة ضمن مشاريع تعزيز وتنمية المنتج البيئي السياحي.

ز- إنشاء مشروع تطوير لسياحة المحميات البحرية والبرية وتصوير السلاحف والطيور في عُمان وتوأمتها مع مشاريع مماثلة في دول الامبراطورية العُمانية.

ح- بناء منتجع سياحي لاستقطاب السياحة الخليجية في محافظة ظفار ومسندم ومسقط يشمل فنادق فاخرة وشاطئا سياحيا وشاليهات ونادياً صحياً متكاملاً وتشكيلة واسعة من الوحدات السكنية بمختلف الأحجام والمستويات ومركزاً للتسوق بالإضافة إلى منطقة تجارية ذات خدمات عصرية وحدائق وساحات للتسوق.

ط- إنشاء وطباعة دليل سياحي متكامل للسلطنة وللمشاريع السياحية لجذب المستثمرين.

Nasser_oon@yahoo.com

تعليق عبر الفيس بوك