السفير الهندي:السلطنة والهند ترتبطان بروابط حضارية وعلاقات تاريخية.. وجهود حثيثة لدفع الشراكة الثنائية لمزيد من الازدهار

2015 يوافق "اليوبيل الماسي" للعلاقات الدبلومسية بين البلدين

مسقط- الرؤية

أكد سعادة اندرا ماني باندي سفير جمهورية الهند المعتمد لدى السلطنة إن السلطنة والهند ترتبطان بروابط حضارية وعلاقات تاريخية، مشيرا إلى الجهود الحثيثة من الطرفين إلى دفع الشراكة الثنائية لمزيد من الازدهار.

وقال سعادته في كلمة خاصة بمناسبة بمناسبة عيد الاستقلال الـ69 لجمهورية الهند الصديقة: "يطيب لي أن أتقدم بالتهاني القلبية الصادقة لجميع المواطنين الهنود والأشخاص ذوي الأصول الهندية الذين يعيشون في سلطنة عمان، وأود أن أعرب عن عميق شكري وامتناني لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- وحكومتهالرشيدة، تجاه رعاية ورفاهية الجالية الهندية الكبيرةوالمتنوعة، والتي تتكون من أشخاص بارعين للغاية ويحظون باحترام وود كبيرين في السلطنة، كما أتقدم بصادق أمنياتي بالصحة الجيدة والسلام والازدهار لإخواننا وأخواتنا العمانيين للرعاية وحرارة الاستقبال التي يبدونها تجاه الهنود المقيمين في سلطنة عمان، وإنني على ثقة من أن زملائي المواطنين في سلطنة عمان سيواصلون في العمل مع المثابرة والتفاني، لتقديم مساهمة قيّمة في التنمية الاقتصادية والازدهار بسلطنة عمان".

يوم الاستقلال

وأوضح سعادته أن: "يوم الاستقلال يعد مناسبةجليلةنقدم فيها احترامنا وعظيم تقديرنا لكل الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الهند، كما أنها مناسبة نتذكر فيها الإسهامات العظيمة التي قدمها والد الأمة، المهاتما غاندي،وقادتنا منذ الاستقلال الذين وضعوا الأساس للهند الديمقراطية والعلمانية وبناء مؤسساتها النبيلة والدائمة. منذ استقلالنا، حققنا إنجازات هائلة، وإننا نشعر بالفخر تجاههم. إن الهند اليوم هي أكبر دولة ديمقراطية في العالم مع أكثر من 1.25 مليار شخص يعملون معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لتحقيق تطلعاتهم. اقتصادنا ينمو بأكثر من 7 في المئة، وإن منجزاتنا العلمية والتكنولوجية، في مجالات رئيسية مثل الفضاء، والطاقة النووية، وتكنولوجيا المعلومات، والتكنولوجيا الحيوية، والأدوية، تجد التقدير العالمي. ومع ذلك، فإننا نواجه تحديات ضخمة في تحقيق هدفنا المتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، بما في ذلك التعليم والصحة والعمل للجميع. وبالتالي فإن يوم الاستقلال هو بمثابة فرصة لنا لإعادة تكريس أنفسنا للعمل من أجل رفاهية شعب الهند. أدعو الجالية الهندية في عمان للمساهمة في إنجاح مختلف المبادرات التي اتخذتها حكومة الهند مثل "صنع في الهند"، "الهند النظيفة، الهند الرقمية"، "المهارة الهندية ... إلخ".

وتابع: "بناءً على الروابط الحضارية والتاريخية القديمة التي تمتد لقرون عديدة، تعمل الهند وسلطنة عمان لتوسيع وتعميق التعاون والتبادلات القائمة بينهما، وإقامة شراكة ذات منفعة متبادلة منذ بداية العلاقات الدبلوماسية في العام 1955، والتي وصفها بأنها ذات طابع وامتداد استراتيجي؛ حيث كانت الزيارات رفيعة المستوى والتبادلات المنتظمة من أبرز الملامح الرئيسية لهذه الشراكة المتينة.ولا تزال الهند ملتزمة تجاه تعزيز وتوسيع شراكتها الاستراتيجية مع سلطنة عمان من خلال تعزيز التعاون القائم وتحديد مجالات جديدة للتعاون الثنائي والإقليمي، على أساس التقارب في مصالحنا وأولوياتنا من اجل المنفعة المتبادلة، بهدف تلبية تطلعات بلدينا وشعبينا".

اليوبيل الماسي

وأوضح سعادته أن هذا العام يوافق الذكرى الستين أو "اليوبيل الماسي" لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. وقد بشرت زيارة معالي وزير الشؤون الخارجية بالهند في فبراير 2015 ببدء سلسلة من الفعاليات المخطط لها للاحتفال بالذكرى الستين (60) على نحو يليق بهذه المناسبة العظيمة. في حين تم بالفعل عقد عدد من الفعاليات، وسيشهد الجزء المتبقي من عام 2015 العديد من الفعاليات الإحتفالية.

وزاد أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند وعمان لا تزال مزدهرة، إذ تواصل التجارة الثنائية فى النمو، وتزدهر التدفقات الاستثمارية، في كلا الاتجاهين، بصورة قوية، كما يتجلى في العديد من المشاريع المشتركة، التي أنشئت في كل من الهند وسلطنة عمان. حيث ظهرت المؤسسات التجارية الهندية كمستثمرين رئيسيين في سلطنة عمان. وقد تم تأسيس أكثر من 1500 من المشاريع المشتركة بين الهند وسلطنة عمان. وتقف شركة العمانية الهندية للسماد (OMIFCO) في ولاية صور،وشركة مصفاة بهارات عمان المحدودة (BORL) في الهند،ومصنعجندال شديد للحديد والصلب في صحار،والاستثمارات التي أجرتها شركة إل & تي في عمان، أمثلة ساطعة من الاستثمارات ذات المنفعة المتبادلة.وقد أثبتت العديد من الشركات الهندية وجودها واكتسبت سمعة متميزة في قطاعات مثل البناء والهندسة، وإدارة النفايات والخدمات اللوجستية والتصنيع والتمويل ورأس المال، وحلول البرمجيات، وتكنولوجيا معلومات الإتصالات، وقطاع النفط والغاز. وبدأ تشغيل صندوق الاستثمار المشترك بين الهند وعمان من خلال شركة إدارة مقرها مومباي؛ حيث تمت الإسفادة من 100 مليون دولار أمريكي، مع زيادة تبلغ نحو 300 مليون دولار أمريكي تم وضعها لمزيد من المشاريع.

روابط بحرية

وأوضح أن الروابط البحرية بين الهند وعمان ظلت منذ حضارة وادي السند، وهي تعد من السمات المميزة للعلاقات التاريخية بين البلدين. ولذلك، من الطبيعي أن تكون التواصلات والصلات الشعبية الغنية بين البلدين بمثابة سمة أساسية من سمات العلاقات الهندية العمانية المعاصرة. في مجال التدريب المهني ورفع كفاءة المهارات، فقد اكتسب برنامج ITEC شعبية كبيرة في سلطنة عمان. مع الأخذ في الاعتبار علاقاتنا الثنائية وثيقة الصلة بشكل استثنائي، فقد عززت حكومة الهند عدد من المنح الدراسية ببرنامج ITEC لسلطنة عمان بما يصل إلى 150 منحة دراسية للفترة من 1 أبريل 2015 حتى 31 مارس 2016. ومن الجدير بالذكر أن هناك زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في عدد من المنح الدراسية ببرنامج ITEC، من 50 إلى 150 منحة، في فترة قصيرة بالسنوات الأربع الماضية.

ومضى قائلا: "لقد شهدت الآونة الأخيرة سمة بارزة من التواصل بين الشعبين بين الهند وسلطنة على زيادة التدفق السياحي إلي الهند (بلد العجائب) من سلطنة عمان. وتزدخر الهند بالعديد من المواقع الثقافية والتاريخية المنتشرة. وهي غنية بالجمال الطبيعي الاستثنائي مثل الأنهار المتدفقة والجبال المغطاة بالثلوج، والسهول الخضراء والصحاري الرائعة، والمناطق النائية الهادئة... الخ، وقد أنعم الله عليها بتنوع ثقافي فريد، معبر عنه بمختلف الأزياء واللغات والعادات، والحرف والمهرجانات والمأكولات. وبطبيعة الحال، فقد ظهرت كوجهة جاذبة للسياح من سلطنة عمان، وهو ما يتضح في زيادة عدد التأشيرات الصادرة منالسفارة، التي يزيد عددها عن 80000 تأشيرة في العام 2014. وفي السنوات الأخيرة، برزت الهند أيضاً كوجهة سريعة النمو للسياحة الطبية، مع العديد من العمانيين الذين يختارون الهند لتلقي العلاج الطبي في مختلف مستشفيات الدولة المجهزة على أعلى المستويات".

وقال سعادته: "تقوم الجالية الهندية الحيوية بالمحافظة على وتعزيز الفنون والثقافة الهندية في عمان؛ حيث ظلت السفارة الهندية تقدم الدعم لمنظمات المجتمع المختلفة، بما في ذلك مؤسسة المظلة الاجتماعية والثقافية، النادي الاجتماعي الهندي، ومختلف فروعه وأجنحته، والتي تعمل في مجال تقديم الخدمات الاجتماعية وتنظيم الفعاليات الثقافية. كما قامت السفارة بتوسيع نطاق دعمها ليشمل عدد 19 مدرسة هندية في عمان، تقديم التعليم الجيّد للأطفال".

وأكد أنّه لا تزال السفارة الهندية ملتزمة تجاه تلبية احتياجات الجالية الهندية في سلطنة عمان من خلال تقديم خدمات الرعاية المجتمعية، بطريقة فعّالة والإلتزام بالوقت، والعديد من خدمات جوازات السفر والمعاملات القنصلية. وقد ظلّت السفارة تقدم المساعدة للعمال الهنود من خلال الجلسات القانونية المجانية مرتين في الأسبوع والبيوت المفتوحة الشهرية. وقد فتحت السفارة خطا ساخنا على مدار 24 ساعة لمساعدة العمال الهنود، وستواصل تقديم المساعدة اللازمة للمواطنين الهنود، بما في ذلك المساعدة المالية. وستواصل السفارة أيضاً في بذل الجهود الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للعمال الهنود في عمان بالتشاور والتنسيق مع حكومة سلطنة عمان.

واختتم كلمته قائلا: "يسرني في هذه المناسبة الميمونة "يوم الاستقلال 69 المجيد"، أن أتقدم مجدداً بعاطر التحايا لزملائي المواطنين المقيمين في عمان، وأن أشكرهم على الإسهام في النمو الاقتصادي والتنمية التيتشهدها الهند. وإنني أتطلع إلى استمرار التعاون بين الحكومة والشعب العماني لمواصلة تعميق وتنويع علاقاتنا الثنائية الممتازة وتمتين شراكاتنا الاستراتيجية. آمل أن تواصل الجالية الهندية بعمان في تعاونها مع السفارة الهندية، مما يمكننا من تقديم الخدمات المختلفة للمجتمع بطريقة فعّالة وفي الوقت المناسب. كما أتمنى أن نبقى على اتصال وثيق ومستمر مع الجالية الهندية في عمان".

تعليق عبر الفيس بوك