مهرجان صلالة السياحي.. 19عاما من الحضور

 

محمد العليان

يُعتبر مهرجان صلالة السياحي من المهرجانات التي حظيت بسمعة وحضور جيد، وأثبت وجوده من خلال الساحة الخليجية والعربية، وقد أكمل المهرجان عامه الـ19؛ حيث كانت البدايات الأولى للمهرجان في العام 1996م، تحت مسمى "مهرجان أصدقاء البلدية"، وكان موقعة في منطقة إيتين السياحية؛ حيث كان يهدف الملتقى إلى توعية المواطنين في المقام الأول في عدَّة سلوكيات مختلفة، وكذلك تشجيعهم على التعاون مع البلدية في العمل البلدي التطوعي، ومن ثمَّ تطور الملتقى، وانتقل إلى موقعة الحالي في العام 1998م (مركز البلدية الترفيهي)، وعمل أول افتتاح رسمي للمهرجان وأقيم أول حفل له عام 1999م ليسبقه في العام السابق عليه 1998م كرنفال شعبي وفني وطلابي في شوارع صلالة؛ حيث كانت نقطة البداية من مطار صلالة ليشق طريقه حتى مركز المهرجان في سهل إيتين. وبعد تغيير اسم المهرجان ليُواكب فعالياته المختلفة، وسمِّي مهرجان خريف صلالة، وبدأ المهرجان يتطوَّر من عام لعام آخر؛ حيث كانتْ البدايات تركز على البنية الأساسية للمهرجان في المساحة المخصصة له، وتوالتْ المشاريع المختلفة في أرض المركز؛ فتم إنشاء المسارح والمطاعم والأكشاك والصالات والقاعات المختلفة والقرية التراثية...وغيرها، وتم تجميل وتشجير المركز، ثمَّ جاء التوجيه حول الهيكل الإداري والتنفيذي للمهرجان فأنشئت دائرة المهرجان في عام 2001م تقوم بإدارة المهرجان وتطويره والترويج والتسويق للمهرجان، خاصة في الدول الخليجية عن طريق إقامة المعارض الدولية، وبدأ تشغيل المهرجان وفاعلياته عبر الجهة المختصة وهي دائرة المهرجان، والتي روَّجت للمهرجان داخليًّا وخارجيًّا، وهي تُعتبر الأكسجين الذي يتنفَّس منه المهرجان بلجانه المتعددة والمختلفة، واعتمدَ المهرجان في بداية تشغيله على الدعم الحكومي؛ سواء من المكتب نفسه (مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار) وبلدية ظفار، ثم وزارة السياحة، إضافة إلى دخل بعض الفعاليات والمناشط بالمهرجان، ثمَّ زاد الدعم، وأسهم القطاع الخاص بدعم المهرجان سنويًّا؛ حيث يُعتبر هذا الانصهار والدعم من القطاعات المختلفة من الأهداف المنشودة الرامية إلى تأسيس المفهوم الأشمل لصناعة السياحة؛ حيث يصبُّ في تطوير واستمرار المهرجان في تقديم باقات متنوعة من الفعاليات والمناشط المختلفة؛ منها: التراثية، الثقافية، الفنية، الرياضية والترفيهية، واستقطبَ المهرجان من خلال دوراته الماضية العلماء والمفكرين والفنانين والمثقفين والإعلاميين؛ حيث أعطتْ هذه الفعاليات المختلفة صبغة دولية للمهرجان، والتي كان لها الدور الأكبر في الترويج والتسويق وشهرة المهرجان على المستوى الإقليمي الخارجي؛ مما جعل محافظة ظفار مقصدا سياحيا متميزا.

ومرَّ المهرجان بعدة محطات ومراحل مختلفة؛ أهمها: المباركة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله وأبقاه- ليتغيَّر مُسمَّى المهرجان ليصبح تحت مسماة الحالي "مهرجان صلالة السياحي"؛ ليضيف بُعدا جديدا ومساحة أكبر للمهرجان ودعم السياحة في المحافظة؛ ليشهد بعد ذلك خطوات واسعة ومتلاحقة من التطوير، وهناك أيضا إضافة للجهود السابقة بصمات للعديد من الجهات الحكومية الأخرى، والتي بدون شك ساهمتْ في دعم واستمرار المهرجان؛ منها: شرطة عمان السلطانية، ووسائل الإعلام المختلفة الحكومية والأهلية.

... إنَّ ما حققه المهرجان من طفرة من خلال 19 عاما من سُمعة محلية وعربية وإقليمية في التعريف بالمقومات الحضارية والتاريخية والطبيعية لمحافظة ظفار على وجه الخصوص؛ باعتباره منتدى ترفيهيًّا متنوعًا لفعاليات ومناشط مختلفة بما يُلائم الأسرة العمانية أولا والخليجية والعربية لتجد معظم احتياجاتها الترفيهية المتنوعة. وبعد أنْ أصْبَح المهرجان يدير نفسه بنفسه من خلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت بلدية ظفار والمتمثلة في مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار هي الجهة التنظيمية والإشرافية على المهرجان بنسبة 70% وهذا يعطي مؤشرا متميزا لدور البلدية لإضافة نقلة نوعية كبيرة للمهرجان من التشغيل الكلي إلى الإشراف والتنظيم والمراقبة، وأعطيت القطاع الخاص والحكومي الآخر صلاحياته في تشغيل وإدارة فعالياته ومناشطه المختلفة ليقوم بدوره.. والحقيقة التي لا يُمكن إنكارها أن هناك جهودا كبيرة تُبذل من قبل القائمين على المهرجان؛ وعلى رأسهم: معالي السيد مُحمَّد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، وسعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار.

تعليق عبر الفيس بوك