محطات رمضانية (1)

كتب-خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

المحطة الأولى

رغم أن شهر رمضان شهر العبادة والذكر والاستغفار والطاعة والتقرب إلى الله إلا أن هناك فئة من الناس عندهم تصور آخر بأنّه شهر الأكل والتزوّد بالمأكولات ما لذ منها وطاب، لذا نجد هذه الفئة متواجدة كل يوم وليلة في الأسواق وما يزيد الطين بلة تواجد فئات أخرى بكثرة في الأسواق بدون حاجة وتواجد الشباب والشابات في هذه الأسواق بأشكال وصور لا تمت إلى مبادئ الدين الإسلامي والعادات والتقاليد العمانية الأصيلة المنبثقة أصلا من احترام لشهر رمضان المبارك، وهناك فئة من الناس لا أدري هل هي نائمة قبل شهر رمضان وأثناءه وغافلة عن شراء مستلزماتها للعيد ولا تستيقظ إلا في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل مما تجعلهم في ربكة وحيرة واستعجال ويخلقون زحمة كبيرة في الطرق المؤدية إلى الأسواق، كما أن السوق نفسه لا تكاد تجد موضع قدم فيه وأتساءل لماذا لا يتم شراء مستلزمات العيد قبل شهر رمضان أو في بداية الشهر المبارك حيث الزحمة أقل ولماذا يجعل المستهلك نفسه في حرج الأيام الأخيرة والبحث المستميت عن حاجياته حتى الدقائق الأخيرة التي تسبق العيد السعيد، وهذه دعوة مني للجميع أن يفكروا الآن فيما يحتاجوه من مستلزمات للعيد ويعملوا على اقتنائها بدلا من الانتظار حتى تحدث الزحمة وتكون الخيارات صعبة وليعلموا أنّ الأسواق من الأماكن التي يكرهها الله سبحانه فلا يضيعوا الأوقات فيها وأنّ المساجد أحب الأماكن إليه وهي مهوى أفئدة الصائمين والقائمين والركع السجود.

المحطة الثانية

في كل عام يتم التراشق والانتقاد من المتابعين للقنوات الفضائية على ما تعرضه خلال شهر رمضان المبارك من مسلسلات وأفلام سواء درامية أو تراجيدية أو كوميدية ويشعر المتابع أنّها تنتقص من قيمة المجتمع والناس ولا تراعي الأذواق العامة وبعضها مخل بالقيم والعادات والتقاليد والتعاليم الدينية إلى درجة المطالبة بإيقافها، وهكذا كل عام يتم هذا ولا نتعلم من الدروس والتجارب التي تمر بنا وشخصيا ومنذ سنوات لا أحرص كثيرًا على متابعة أي قناة فضائية في هذا الشهر الكريم إلا ما ندر وفي حالات استثنائية انطلاقا من إيماني أن الوقت الذي يمكن أن أقضيه في المتابعة هو وقت ضائع ولا جدوى منه خاصة فيما يخص المسلسلات والأفلام والبرامج الهابطة من مسابقات وغيرها مهما اختلفت مستوياتها ومسمياتها، وأقول يا جماعة اتركوا لهم إنتاجهم وما يخترعونه من توهمات لا تعبر عن تطلعاتكم وطموحاتكم واستغلوا أوقاتكم فيما ينفعكم وينفع أسركم فالجلوس ساعة واحدة مع الأب والأم والإخوة والأولاد بدون تلفاز لها قيمة كبيرة وفوائد عظيمة وتفتح تقاربا وتفاهما أكثر، علما أن كل أو معظم ما يتم بثه في شهر رمضان سيعاد بثه في شهور أخرى فاستغلوا هذا الشهر الفضيل وأوقاته ودقائقه لأنّها لن تعود عليكم مرة أخرى.

المحطة الثالثة

تساءل أحد الإخوة في إحدى المجموعات (أين اختفى صوت المسحراتي أو المسحر) وهو تساؤل مشروع فهذه العادة الطيبة المتوارثة اختفت مع عدد من العادات العمانية القيمة التي لا نرى لها أثرا أو نرى لها أثرا بسيطا في هذا الشهر المبارك، ولعلّ ما وصلنا إليه من تقدم حضاري وتكنولوجي يفرض علينا اختفاء بعض العادات الحميدة فعادة المسحراتي لا تجدي في هذه الأيام التي لا ينام فيها الناس إلى الفجر وتظل المصابيح الكهربائية كاشفة كل صغيرة وكبيرة عكس أيام زمان التي تخلد فيه القرى في ظلام دامس والناس نيام ويؤجر من يسهم في إيقاظهم كما ان الهواتف الحديثة والمنبهات بكل إشكالها أسهمت في عملية الإيقاظ فلا داعي للمدفع أو المسحراتي كما انه لن يسمع مع علو صوت التلفاز واليوتيوب والمكيفات الطنانه وغيرها، ولو افترضنا ظهور المسحراتي في هذه الأيام فأظن انه سيتعرض للمضايقة والإحراج والسخرية ممن يصورون كل شاردة وواردة وينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي وبدل أن يكون الأمر إيجابيا سيتحول إلى الاستهزاء والسلبية.

المحطة الرابعة

أتمنى لكم صومًا مقبولا وذنبًا مغفورا وتقبل الله منكم صالح الأعمال، وأدعو الله أن يمكنني لكتابة محطات رمضانية أخرى في الأسبوع القادم وإلى ذلك الوقت أقول لكم دمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك