مصر: إحالة 41 قاضيا للتقاعد لدعمهم "الإخوان".. وألمانيا تدعو السيسي لزيارتها

القاهرة - وكالات

قالت مصادر قضائية في مصر إن محكمة تأديبية قررت أمس إحالة 41 قاضيا إلى التقاعد الإجباري لدعمهم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. ولم يذكر مجلس التأديب والصلاحية القضائي برئاسة القاضي نبيل ذكي أسباب قرار إحالة القضاة إلى التقاعد لكن مصادر قضائية قالت إن 31 منهم وقعوا على بيان يندد بعزل مرسي. وأضافوا أن القضاة العشرة الآخرين ينتمون لحركة قضاة من أجل مصر المعروفة باتخاذها مواقف مؤيدة لجماعة الإخوان حتى قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة.

ويحظر القانون المصري اشتغال القضاة بالسياسة لكن معارضين للحكومة وجماعات حقوقية يقولون إن الدولة تغض الطرف عن قضاة آخرين يجاهرون بتأييدهم لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع وقت عزل مرسي. وتقول الحكومة إن القضاء مستقل وتنفي تدخلها في عمله.

وقال أحمد الخطيب أحد القضاة المحالين للتقاعد لرويترز "القرار صادم وهو مذبحة للقضاة." وأضاف "قانون السلطة القضائية حظر على القاضي الاشتغال بالسياسة ولكن لم يحظر عليه إبداء الرأى وهو أمر مباح." وذكرت المصادر أن من حق القضاة المحالين للتقاعد الطعن على القرار أمام مجلس التأديب الأعلى الذي يترأسه رئيس محكمة النقض أعلى محكمة مدنية في البلاد.

وفي سياق آخر، قالت صحيفة هاندلسبلات في نسختها الإلكترونية إن وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقيام بزيارة دولة لألمانيا. وسلم الوزير الدعوة بالنيابة عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء لقائه بالسيسي أمس. وقال جابرييل لممثلي شركات يشاركون في مؤتمر للاستثمار بمدينة شرم الشيخ المصرية "إن الوضع في المنطقة بأكملها يعتمد على استقرار مصر أو انعدام الاستقرار فيها".

واعتبر المراقبون أن مؤتمر شرم الشيخ الذي تحضره وفود عشرات الدول وممثلو عدد من المؤسسات الدولية وعدد كبير من الشركات متعددة الجنسية يمثل دعما سياسيا لمصر التي يقول السيسي إنها تخوض معركة طويلة وصعبة مع التشدد الإسلامي.

وجلس السيسي في القاعة بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهد السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز يليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس وزرائها وحاكم دبي. والدول الثلاث هي أكبر جهات الدعم المالي والسياسي لمصر منذ أعلن الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما. لكن ممثلي دول أخرى تحضر المؤتمر قدمت عبر كلمات ممثليها دعما سياسيا بارزا لمصر. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موجها حديثه إلى السيسي "سوف نعمل معكم لتحقيق الأهداف الطموحة التي عرضتموها... ما من شك في أن ظهور مصر قوية ومزدهرة وديمقراطية أمر حيوي بالنسبة لقوة وازدهار المنطقة." وقال ولي عهد السعودية في كلمته التي كانت الثالثة بعد كلمتي السيسي وأمير الكويت "تدين المملكة وبشدة ما تشهده مصر الشقيقة من حوادث إرهابية تهدف إلى تعكير صفو الأمن والتشويش على مسيرة الاستقرار والنمو التي تسعى إليها حكومة مصر." وأضاف أن بلاده ثابتة على موقفها الداعم لتثبيت الأمن والاستقرار ووضع الاقتصاد على مسار التعافي والازدهار في أكبر الدول العربية سكانا. ويبدو أن ولي العهد السعودي ينفي زعم مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين أن المملكة غيرت موقفها من مصر بعد تنصيب الملك سلمان بن عبد العزيز خلفا للملك الراحل عبد الله الذي كان قد اقترح عقد المؤتمر. ومنذ عزل مرسي كثف إسلاميون متشددون ينشطون في محافظة شمال سيناء هجماتهم على قوات الجيش والشرطة في المحافظة وقتلوا مئات المجندين والضباط. وتقول الحكومة إن قوات الجيش والشرطة قتلت مئات المتشددين في حملة واسعة عليهم.

وعلى الجانب الاقتصادي أعلن ولي العهد السعودي أن بلاده ستقدم بمناسبة مؤتمر (مصر المستقبل) حزمة مساعدات بأربعة مليارات دولار بينها وديعة مليار دولار في البنك المركزي المصري. وأعلن حاكم دبي عن مبلغ مماثل نصفه وديعة في البنك المركزي. كما أعلن أمير الكويت أن "أجهزة الاستثمار الكويتية ستوجه أربعة مليارات دولار للاستثمار في مصر دعما لاقتصادها." وكان السيسي قال في كلمته الافتتاحية إنه يسعي إلى "توفير الاستقرار والازدهار لشعب طامح للتنمية." وأضاف أنه يريد أن يجعل مصر نموذجا لدولة "تنبذ العنف والإرهاب والتطرف.. دولة تعزز الاستقرار والأمن الإقليمى.. تحترم جوارها.. تدافع ولا تعتدي.. تقبل وتحترم الآخر."

تعليق عبر الفيس بوك