تحية إلى بائعة البيذام

 

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

لا داعي لكل ذلك الجدل الواسع حول مصداقية كلام المرأة التي ظهرت لتتحدث عن قصة نجاح مشروعها التجاري في بيع ثمار البيذام والأرباح التي تجنيها يوميًا.

فقد قال البعض إن المبلغ الذي ذكرته مبالغ فيه وغير صحيح، وإنه من المستحيل أن يدرّ بيع ثمار البيذام أو خلطته دخلًا قدره 600 ريال في اليوم الواحد، وأنه من غير المعقول توفير تلك الكمية من ثمار البيذام، وهي ثمار موسمية، كما أن أشجار البيذام في عُمان ليست كثيرة وإنتاجها من الثمار محدود.

ومن خلال حديثها، يتضح أنها كانت تخلط البيذام مع فواكه أخرى وتضع ذلك الخليط في أكواب، وقد وجد منتجها استحسان الزبائن، وكانت- كما تقول- تورد 700 كوب يوميًا لإحدى النساء في صحار لبيعها هناك، وأن لديها فريق عمل يساعدها في تقطيع البيذام، ثم صارت تستورده من صلالة مقطعًا وجاهزًا، وتستورد بيذامًا بقيمة 1000 ريال، ولديها فروع عديدة تبيع فيها تلك الخلطة.

إنَّ هذه المرأة مثابرة، مجتهدة، مبدعة، وعاشقة لعملها. لقد فكرت خارج الصندوق وخالفت المألوف، ومن المؤكد أنها تعبت وواجهت التحديات والصعوبات بشجاعة، وشقت طريقها إلى النجاح بعزيمة جبارة وروح وثّابة لا تعرف المستحيل. فأين العجب والغرابة في قصتها؟

وحسنًا فعلت حين ظهرت في لقاء إذاعي ثانٍ أعقب موجة التعليقات على حديثها الأول، لتدافع عن نفسها وتؤكد صحة ما قالته في اللقاء الإذاعي السابق.

وهذه المرأة تستحق الدعم، والتشجيع، والتحفيز، والثناء، بدلًا من التنمّر، والسخرية، والاستهزاء، والتعليقات غير اللائقة، والغمز واللمز، والتشكيك في مصداقية حديثها.

كان الأجدر بالناس أن يرفعوا القبعات احترامًا وتقديرًا لها، وأن يدعوا لها بالتوفيق والتيسير. فهي مثال يُحتذى به للشباب من الرجال والنساء في البحث عن أسباب الرزق بالعمل الشريف، مع الصبر، والإصرار، والثقة بالنفس، وعدم اليأس حتى الوصول إلى النجاح.

يا ليت الذين انتقدوها وسخروا منها صمتوا، فهم لا يعلمون ظروف عملها، ولا يعرفون كيف تحصل على ثمار البيذام، وربما استوردته من بلدان أخرى، أو جابت البلاد طولًا وعرضًا بحثًا عنه. لقد عملت بجدٍ وإخلاصٍ وإصرارٍ حتى تحقق حلمها.

ولها نقول: استمري، استمري، ولا تبالي بالمثبّطين وأعداء النجاح، والحاقدين، والحسّاد، وأهل الفراغ و"الفضاوة"، وهواة الصيد في الماء العكر، الذين لا عمل لهم إلا النقد الهدّام والانقياد الأعمى خلف الآخرين.

سيري بخُطى واثقة، ولا تلتفتي إلى الوراء أبدًا.

ولكِ خالص التحية والتقدير من كل مخلصٍ لهذا الوطن وأبنائه الكرام.

الأكثر قراءة