فلنوحد الدعاء لعدنان الميمني

 

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

ما زلتُ متسمرةً على التلفاز بعد أن عدت من المدرسة أتابع برنامج ألوان الذي يشارك في تقديمه المذيع الصغير عدنان الميمني كبرنا ونحن نشاهد المتألق عدنان في زمن لم تكن فيه وسائل التواصل الاجتماعي متداولة إلا عبر صفحات الحاسب الآلي؛ فكان عدنان يطل علينا وبرفقته شيماء وابتهال وتارة أخرى بشرى، إلّا أن عدنان كان له تلك الكاريزما التي تشعرك بأنه رغم طفولته وعفويته وقربه من الأطفال هو ليس مذيعاً فقط أو هاوياً ومحباً للظهور؛ بل تربى عليه ونشأ أيضاً وبقي في ذاكرتنا فكبرنا، إلا أن عدنان ما يزال يحمل نفس الكاريزما ونفس التألق لولا أن سنوات المرض والتعب أبعدته قليلاً عن الشاشات، إلا أنه كلما سمح له الوقت والصحة عاد بشكل أكبر.

عدنان رسم جزءًا من ذاكرة الطفولة محفورة في وجدان الذكريات وفي حنين كل الأطفال في زمن الطيبين مثلي رغم تعاقب المذيعين والمذيعات إلا أن لشيماء الحمادية وابتهال الزدجالية وعدنان الميمني حضورا مختلفا؛ لأنهم كانوا في زمن الانطلاق وبداية التغيير والتطوير وكانوا من زمن الولاء والوفاء وزمن الخالد في القلوب حيث النكهة الخاصة لكل شيء.

إن مرض عدنان ليس بهين فأمراض الدم تتعب الإنسان كثيرًا، وربما يكون قادرا في التغلب عليها أحياناً فلنوحد الدعاء فربنا سبحانه سميع مجيب.

صادق الدعوات لأخينا عدنان الميمني وتمنياتنا له بالشفاء العاجل؛ فالله وحده قادر على شفاء كل مريض وأنت أيها الإنسان فلتتفكر في حالك ولتعلم أن هذه الرحلة قصيرة جدًا فقف وتأمل واشكر لخالقك ولا تخلق لنفسك عداوات مع النَّاس لأننا سنلتقي حتى في الزمان الآخر وعندها تجتمع الخصوم.

أطفال اليوم لا يتابعون التلفاز ولا يتسمرون أمام الشاشات لساعات طويلة بل إن أجهزة التلفزيون أصبحت شبه مهجورة في كل بيت خصوصا في زمن تسارعت فيه وتيرة التطور التكنولوجي الهائل فأصبح التلفاز هو الهاتف تتابع ما يحلو لك في منصات التواصل الاجتماعي كاليوتيوب والتيك توك والسناب شات والإنستجرام وغيرها الكثير من البرامج وهناك الصالح والطالح وهناك السيء والجيد، إلا أنه لا توجد برامج خاصة بالأطفال كالسابق ورغم وجودها فلا يتم التسويق لها على منصات التواصل الاجتماعي فالطفل اليوم شاشة العرض التي يتابع من خلالها هي شاشة الجوال ولا أكذب ولا أبالغ إذا قلت إن جهاز الكمبيوتر واللاب توب أصبح استخدامه شبه معدوم إلا للضرورة فقط.

كنَّا في زماننا جيل مختلف تربينا على قيم وأخلاق وعادات زرعت وترسخت فينا ونستنكر ما نشاهده الآن في أغلب المنصات أولئك الذين لا يمثلون إلا أنفسهم أصبحت الواحدة تسافر مع الأخرى بحجة البحث عن "الترند"، وقِسْ على ذلك الكثير والكثير من العجب العجاب ونسينا أننا في بلاد محافظة تربينا على الخصال الحميدة.

من هنا أطالب المسؤولين في هذا البلد أن يتم وضع هيئة رقابية على كل ما يحدث، وأن يتم وضع شروط ومعايير للظهور على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فجيل اليوم هم قدوة لجيل الغد ويجب أن ننشئ أجيالًا واعية وخلوقة وراقية، وأن نحدد الضوابط الكفيلة بمنع أي شخص من أن يخدش صورة المواطن العُماني أو المواطنة العُمانية.

ذكرياتنا وحياتنا اليومية ستبقى في أذهاننا لسنوات لأعوام لوقت الرحيل؛ فلنسع جاهدين لأن لا تتشوه الصورة، وأن لا تغرنا المغريات، ولنقضي على كل النباتات السامة التي تزرع في عقول أولادنا وبناتنا الفساد.

ختامًا.. فليحفظ الله الجميع وليشفي الله أخينا وزميلنا الإعلامي الجميل عدنان الميمني وليحفظه لجميع أهله ومحبيه. اللهم آمين.

الأكثر قراءة