الرؤية- أحمد السلماني
تتجه أنظار الجماهير الخليجية والعمانية على وجه الخصوص إلى ملعب "إس.إتش.جي أرينا" بالعاصمة السعودية الرياض عند التاسعة من مساء الأربعاء؛ حيث يخوض ممثل الكرة العُمانية نادي النهضة اختبارًا صعبًا أمام مضيفه الشباب السعودي في افتتاح مشواره بالمجموعة الثانية من النسخة الثانية لدوري أبطال الخليج لكرة القدم. ويدخل النهضة المباراة بطموحات كبيرة في تحقيق بداية قوية تمنحه دفعة معنوية على درب المنافسة، رغم إدراكه لصعوبة المهمة أمام فريق صاحب أرض وجمهور ويمتلك أسماءً لامعة.
ويدخل النهضة المواجهة تحت قيادة المدرب التونسي ناصيف البياوي باحثًا عن بداية قوية تعزز حظوظه في خطف بطاقة العبور إلى الدور الثاني، وسط إدراك كامل لصعوبة المهمة أمام منافس صعب المراس ومدجج بالنجوم. ويأمل الفريق العُماني في العودة من الرياض بنتيجة إيجابية تعزز موقفه قبل استحقاقاته التالية على أرضه بمجمع البريمي الرياضي.
وكانت بعثة النهضة قد وصلت الرياض عصر الأحد الماضي، حيث كان في استقبالها خالد العامري مدير العلاقات العامة بسفارة السلطنة في السعودية، مؤكدًا حرص السفارة على تذليل كافة العقبات أمام الفريق. ويرأس البعثة شاهر بن عبدالله الكعبي نائب رئيس النادي، وتضم الجهازين الفني والإداري واللاعبين. كما حظيت البعثة بترحيب إدارة نادي الشباب السعودي التي شددت على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين.
وفور وصوله، باشر الفريق تدريباته في أجواء حماسية ومعنويات مرتفعة، إذ يسعى المدرب البياوي إلى تحصين خطوطه وتفادي أي تعثر مبكر قد يعقد حسابات المجموعة.
وتعززت صفوف النهضة بعودة لاعب الوسط الإيفواري أنترس جي إلى صفوفه، ليعزز قائمة تضم أسماء بارزة على رأسها الدوليون: عبدالله فواز، حارب السعدي، محمد مبارك الغافري، عاهد المشايخي، الفرج الكيومي، أحمد الكعبي، ثاني الرشيدي، غانم الحبشي، وحمد الحبسي، بجانب الموهبة الشابة عزان التمتمي، إلى جانب المحترفين: أبو بكر ديارا، أودافي كيمبا، ميسوكي بيري جين، وتشادراك لوكومبي.
ويخوض النهضة المنافسة وهو في حالة جيدة بدوري جندال المحلي، حيث يحتل وصافة الترتيب برصيد 7 نقاط من 3 مباريات، خلف بهلا المتصدر، بعد أن فاز على سمائل بثلاثية نظيفة، وتعادل سلبيًا مع عبري، ثم تغلب على صحم بهدف دون رد.
وقال ناصيف البياوي مدرب نادي النهضة في مؤتمر صحفي: "سعيد جداً بتواجدي هنا في المملكة العربية السعودية. هذه المباراة فرصة ممتازة بالنسبة لنا للتقدم في البطولة، وأشكر إدارة النادي برئاسة الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي على كل ما قدموه من دعم وتجهيزات، الحقيقة ما قصروا أبداً". وأضاف: "نعلم أننا سنواجه فريقاً قوياً مليئاً بالنجوم في ظل الطفرة الكبيرة التي تعيشها الكرة السعودية، لكن في المقابل فريقنا يملك خبرة عالية من خلال لاعبي المنتخب العماني، ونتمنى لهم أيضاً التوفيق في مشوارهم في ملحق كأس العالم".
وأشار إلى الغيابات مثل غياب أحمد الكعبي، وقال: "اجتهدنا أن تكون تأثيراتها محدودة، والبديل جاهز لتقديم الإضافة. نحن معتادون على المشاركات الخارجية وندخل البطولة مثلنا مثل أي نادٍ آخر في المجموعة. المباريات الكبيرة دائماً ترفع مستوى تركيز اللاعب من تلقاء نفسه، لذلك عملنا على المباراة بالطريقة الطبيعية المعتادة وبتركيز عالٍ".
أما حارس مرمى النهضة فايز الرشيدي، فقد قال: "مباراتنا أمام الشباب ستكون مباراة كبيرة أمام نادٍ كبير في المملكة. نحن حريصين أن نكون خير سفير لسلطنة عمان ونحقق نتيجة إيجابية".
وأضاف أن هذه المباريات كل لاعب يتمنى أن يشارك فيها ويستمتع بأجوائها، ونحن كلاعبين دوليين خضنا مواجهات كبيرة مع المنتخب، ويبقى العطاء الحقيقي على أرضية الملعب. نحترم كل لاعب وكل فريق، وكرة القدم تبقى لعبة رجال، ونسعى أن نقدم مباراة تليق باسم النهضة.
وبعد مواجهة الشباب السعودي، سيستقبل النهضة ضيفه الريان القطري يوم 21 أكتوبر، ثم يواجه تضامن حضرموت اليمني في الخامس من نوفمبر، قبل أن يبدأ مشواره في الدور الثاني يوم 24 ديسمبر أمام الفريق اليمني مجددًا، على أن يستضيف الشباب في البريمي 11 فبراير، ويختتم مبارياته خارج أرضه أمام الريان القطري يوم 17 فبراير على استاد أحمد بن علي في الدوحة.
في المقابل، يدخل الشباب السعودي اللقاء متسلحًا بالأرض والجمهور ورغبة تحقيق انطلاقة قوية، مدعومًا بعودة مهاجمه المغربي عبدالرزاق حمدالله بعد التعافي من الإصابة، إلى جانب أسماء وازنة مثل البلجيكي يانيك كاراسكو، البرازيلي كارلوس جونيور، الفرنسي ياسين عدلي، الإسباني أوناي هيرنانديز، والإنجليزي جوش براونهيل، مع حضور عناصر محلية يتقدمها محمد الشويرخ وسعد بالعبيد ومبارك الراجح وفيصل صبياني، تحت قيادة المدرب إيمانويل الغواسيل.
ورغم أن الترشيحات النظرية تصب لصالح أصحاب الأرض نظرًا للفوارق الفنية، إلا أن الشباب يعيش فترة متذبذبة محليًا؛ حيث يحتل المركز الثاني عشر في دوري روشن السعودي برصيد 4 نقاط فقط من فوز وتعادل، مقابل خسارتين ثقيلتين أبرزها أمام الخليج برباعية. ومع ذلك، نجح مؤخرًا في استعادة الثقة عبر مسابقة كأس الملك بعد إقصائه فريق أبها بركلات الترجيح.
وتضم المجموعة الثانية إلى جانب النهضة والشباب كلًا من الريان القطري وتضامن حضرموت اليمني، ما يجعلها مجموعة متوازنة وصعبة التوقعات، الأمر الذي يرفع من أهمية مباراة الغد باعتبارها مفتاح التأهل ومؤشرًا مبكرًا على شكل المنافسة.