عاصمة جديدة للتقنية تزدهر في أوزبكستان

 

 

إبراهيم الهادي

 

تشهد جمهورية أوزبكستان تحوّلاً لافتاً في قطاع تقنية المعلومات وخدمات الاستعانة الخارجية (BPO)، لتصبح واحدة من الوجهات الصاعدة على الخريطة العالمية لهذا القطاع، مستفيدة من حزمة متكاملة من الحوافز الحكومية، وتوافر الكفاءات المحلية الشابة، وتطور البنية التحتية الرقمية.

 

وتشير بيانات منظمة IT Park Uzbekistan إلى تسجيل أكثر من 3000 شركة تقنية في البلاد، من بينها 776 شركة برأس مال أجنبي، مع استمرار تدفق الاستثمارات الجديدة بمعدل يقارب 30 شركة شهريًا. ويعمل أكثر من 750 من هذه الشركات في تصدير الخدمات التقنية، مثل تطوير البرمجيات والدعم الفني وخدمة العملاء، إلى نحو 90 دولة حول العالم.

داخل المقال.jpg
 

 

وتسعى الحكومة الأوزبكية إلى تعزيز هذا الزخم من خلال توفير بيئة استثمارية تنافسية، تتضمن إعفاءات ضريبية واسعة تشمل ضريبة الشركات، وضريبة القيمة المضافة، والرسوم الجمركية، بالإضافة إلى ضريبة دخل منخفضة بنسبة 7.5٪، وذلك ضمن إطار تشريعي يمتد حتى عام 2040.

 

وفي جانب البنية التحتية، سجلت البلاد تطورًا ملحوظًا في شبكات الألياف الضوئية وسرعات الإنترنت، حيث أصبحت تكلفة الإنترنت من بين الأدنى عالميًا، فيما وصلت نسبة التغطية إلى 93% من السكان. كما تشهد المدن الكبرى توسعًا في المكاتب الجاهزة للعمل، وفق المعايير الدولية.

 

وتعتمد أوزبكستان على رأس مال بشري شاب، إذ يبلغ متوسط عمر السكان 29 عامًا، فيما يتخرج سنويًا نحو 80 ألف طالب من الجامعات والمعاهد التقنية. وتسهم شراكات دولية مع جامعات أمريكية وهندية وكورية في تطوير منظومة التعليم التقني ورفع كفاءة القوى العاملة المحلية.

 

ودخلت شركات عالمية كبرى مثل EPAM وDyninno وVention السوق الأوزبكي، إلى جانب منصة الابتكار "Plug and Play"، التي أسهمت في دعم عشرات الشركات الناشئة، وتوسيع نطاق أعمالها إلى أسواق جديدة، وجذب استثمارات دولية.

 

ويُنتظر أن تستضيف العاصمة طشقند في الخريف المُقبل مؤتمرًا دوليًا ضمن فعاليات "أسبوع تقنية المعلومات والاتصالات ICTWEEK 2025"، يركّز على خدمات الاستعانة الخارجية والخدمات المشتركة، بمشاركة واسعة من المستثمرين والخبراء وصناع القرار، في خطوة تعكس تنامي مكانة أوزبكستان كمحطة واعدة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

الأكثر قراءة