مُزنة المسافر
جوليتا: وكيف صار ألبيرتو؟
ماتيلدا: كان ألبيرتو كالفانيلا؛ بل كعك عيد مزين بزينة غريبة، في السابق كان مُرًا وحامضًا في عتباته وخروجه ودخوله إلى قلبي، كان يصعد سلالم فؤادي وهو يهرول، والآن صار يميل إلى لقائي من على الشرفة، كان ينظر إليَّ دون أن يدري أنني قد بدلت قدري.
لقد عاد، بعد أن هاتفني للعودة.
قال لي: مرحبا، ألو.. هل هذه ماتيلدا؟
ماتيلدا: طبعًا، هي أنا.
ماتيلدا تلك التي بعثرتها في جب قديم بدلو مهترئ، انهض وساعدني في نهوض الوقت الذي ضيعته، وهل جئت من أجل الحب؟، أم جئت من أجل اختلاق المشكلات، إنك رب كبير للمتاعب، فمن أعاتب؟
إنك مجهود مضني، ومحصول غير مجني، إنك عبثي وفوضوي، إنك مرهق، لكن حبك لي يُعتق في قنينة لم ترَ غير نور السرداب، إنني في العلية يا هذا!
اصمد هناك في هلاكك القديم، إنك ثعبان كبير، إنك مُتموِّج، متوهِّج بالألاعيب، كم هي وقحة هذه الأساليب، إنك قادر على فرد أجنحة الشياطين، إنك عفريت مريد للهروب من فانوس مهمل.
إنك الآن يا ألبيرتو تنادي قلبي أن يشعر، صدقني إنني أشعر جيدًا، إن حياتي رهن أفكارك يا ألبيرتو، هل لك أن تصبح أكثر نضجًا؟
هل نضج فؤادك يا ألبيرتو؟، متى سيكون لنا رقص يجمعنا؟ أين سنرقص يا ألبيرتو في ساحة المحبين؟! أم على مسرح تضيئه أنوار الشهرة أم فوق مصطبة للساهرين ليلًا دون يقين بفجر قادم؟!
هل ستكتب لي القصائد؟ هل ستدون قصيدة فيها أبيات بشرفات وسلالم؟ هل سيكون لي نافذة جميلة وسط كلماتك؟، وكيف ستكتبها بحبر رطب يتحرك بخفة الماهرين في الرقص؟ دعني أرى ما كتبت، هل كتبت عن الحب أم عن غرام صعب؟
هل في أوراقك أنا وأنت فقط؟ أم هنالك جنود عابثون بفكرة الوجد التي نعيشها، يراقبون حركة شعورنا، ويخبرون في سطور عن هيامنا المستمر، هل ستكون وسط رقعة شطرنج عتيقة؟ تمثل فيها الملك الذي يُحيك دسيسة عظيمة لمن يحاربون ممالك وجدنا، ويخترقون قلعة حُبنا؟ هل أنت في برجها العالي؟ أم أنت تُغالي في مكوثك هناك حتى لا تراك العيون، ويأسرك مجون الغرام الكبير الذي أُكِنُّه لك وحدك؟!