عائض الأحمد
قد يكون كل ما حولك "حاوية" وقد تكون أنت وكل ما تحويه أشبه بذاك الصندوق الكبير الذي درج العقل بأنه لا يحوي إلا نفايات نسبة إلى تخيل لونه وحجمه فقط، فتصدر حكما قاطع بأن نفايات العالم أجمع تمر من هنا وقد يكون، ولكن هل لك أن تحكم بعد أن "تغرف" غرفة واحدة أو تتشبث بمقابضه لعلك ترى ما سمعت أو لم تسمع.
التصور جزء من أحكام مسبقة وحياتنا صندوق أسود أو أبيض؛ فالألوان لا تعني شيئًا بقدر ما نخفى أو نكره أن يطلع عليه الناس، اعرف من بقي قلبه ملكاً لمن يفسده ويسخر منه ويذيقه علقم سنوات في أيام وهو متعلق لم تلمس قدميه أرض قط تتدلى حتى تيبَّست وأوشكت أن تموت بحثا عن أمل صلب يلتقطها ويعينها على أن تطأ ألم صحبته قصرا لا حبا ولا خيارا غير أنه قد يفضي يوما إلى قلب تلك الصخرة الصماء شعورا ومشاعر.
أتيتك وحيدا ولكنني ممتلئ حد الثمالة ولو فرقتني لوجدتني أسد عين شمسك وأضيء عتمتك وأحرق صمت برودك فأين أنت من كل هذا؟ لست بحاجه لجواب شافٍ، حاجتي تعلمها في صمت تسمعه الدنيا وتجهله كضرير يضرب بعصاه اليابسة متلمسا خطواته حينما تشابهت عليه الظلمة وأرهقه المسير.
"السجين لا يملك من امره شيئًا غير الوقت" ولعلك تعود إلى أيام الصبا فتنعى حالنا في نهايته وتقسم بأن وعدك أخلف وقته ولم تكن ملهما أو عاشقا بقدر حبك لأنيس ظننته مالم يظنه بنفسه.
ختاما: من يريد الحقيقة يسعى لها.
شيء من ذاته: لو كان لي قلبين لعشقت واحدة ولو كان لي ثلاثة لأنزلتها منزلة الأربعة.
لها: العُشَّاق ليسوا مجانين أو مغفلين أو بهم مَس، هم كل هذا.
نقد: من منبره يعلو صوته، من سيأتي غدًا لا حاجة لي به، رسالته آنية فقط.