دور القبيلة في عُمان

 

علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)

asa228222@gmail.com

تُعد القبيلة في المجتمع العُماني واحدة من أبرز المؤسسات العرفية التي تؤدي دورًا محوريًا في توجيه دفة المجتمع نحو تعزيز الانتماء الوطني والحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة.

وإلى جانب المؤسسات الرسمية للدولة، تمثل القبيلة وشيوخها خط الدفاع الأول في مُواجهة التحديات الثقافية والاجتماعية التي قد تهدد نسيج المجتمع العُماني المتماسك. ومن خلال العادات والتقاليد والأعراف المتوارثة، تسهم القبيلة في ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية، مما يجعلها ركيزة أساسية في بناء الجدار الوطني الذي يحمي المجتمع من أي غزو ثقافي خارجي.

وفي وطننا الحبيب، تحظى القبيلة بمكانة خاصة في قلوب الأفراد، حيث تعتبر بمثابة الأسرة الكبيرة التي توفر الدعم الاجتماعي والنفسي لأفرادها. وتمارس دورًا بارزًا في تعزيز الانتماء الوطني من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد التي تشكل الهوية العُمانية. فالقبيلة ليست كيانا اجتماعيا؛ بل هي مؤسسة عُرفية تعمل جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الرسمية لتحقيق الأهداف الوطنية. ومن خلال التوجيهات التي يقدمها شيوخ القبائل، يتم تعزيز قيم الولاء للوطن والقيادة، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.

والشيوخ، بوصفهم قادة القبائل، يلعبون دورًا محوريًا في توجيه المجتمع نحو القيم الوطنية والأخلاقية؛ فإنهم بمثابة القدوة لأفراد القبيلة؛ حيث يتمتعون باحترام كبير وتقدير من قبل الجميع. ومن خلال لقاءاتهم المستمرة مع أفراد القبيلة، يعمل الشيوخ على تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية. كما أنهم يسهمون في حل النزاعات والمشكلات الاجتماعية بالتآلف والرحمة؛ مما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويحافظ على تماسك المجتمع.

ومن أبرز الأدوار التي يلعبها الشيوخ هو تعزيز الانتماء الوطني من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة؛ فالعادات والتقاليد ليست مجرد ممارسات اجتماعية؛ بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ومن خلال الحفاظ على هذه العادات، يتم تعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن والاعتزاز بالهوية العُمانية. كما أن الشيوخ يعملون على تعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يتم تقديم الدعم المادي والمعنوي لأفراد القبيلة في أوقات الشدة، مما يُعزز الشعور بالوحدة والتلاحم الاجتماعي.

ولعل خير شاهد على الدور الكبير الذي تلعبه القبيلة والشيوخ في تعزيز الانتماء الوطني هو اللقاءات التي يعقدها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مع الشيوخ في مختلف أنحاء عُمان. وهذه اللقاءات تعكس مدى عمق التلاحم والترابط الوطني بين القيادة والشعب؛ فجلالة السلطان- أعزه الله- بحكمته ورؤيته الثاقبة، يدرك أهمية دور القبيلة والشيوخ في بناء المجتمع العُماني المتماسك. ومن خلال هذه اللقاءات، يتم تعزيز الحوار بين القيادة والشيوخ، مما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز الوحدة الاجتماعية.

ختامًا.. يمكن القول إن القبيلة وشيوخها يؤدون دورًا محوريًا في تعزيز الانتماء الوطني والحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة