أزمة مواقف السيارات في مسقط

 

سالم بن نجيم البادي

من يذهب إلى مسقط، خاصة في وقت إقامة المعارض والمهرجانات والمناسبات، عليه أن يتسلح بالصبر الجميل والنفس الطويل، حتي يستطيع تجاوز محنة الزحام الشديد والمواقف النادرة والقليلة، والحق إنك ما تلحق، وسوف تحصل على موقف إن كنت من أصحاب الحظ السعيد.

قبل يومين وتزامناً مع إقامة معرض مسقط للأكل "مسقط إيت" ومباراة في كرة القدم واستعراض للسيارات، هذه الفعاليات الثلاث وما رافقها من أنشطة مختلفة تقام في موقع الجمعية العمانية للسيارات وهذا يعني أنها تقام في مكان واحد وفي نفس الوقت وهذا ضاعف من ذلك الزحام الشديد وتسبب في أزمة شديدة جدا في مواقف السيارات حتى إن بعض الناس أوقفوا سياراتهم بعيدا وذهبوا سيرا على الأقدام.

وقد وقفنا في طابور طويل، ولم نكن نعلم سبب وجود هذا الطابور إلا عندما وصلنا إلى نهايته حين أخبرونا، أن ذلك المدخل مخصص لكبار الشخصيات وكان برفقتي أولادي الصغار الذين لا يستطيعون المشي لمسافة طويلة تبلغ حوالي 9 كيلومترات، كما قال جوجل!

لذلك عدنا أدراجنا وسلكنا طريقًا آخر وعندما وصلنا مكان إقامة الفعاليات بالكاد وجدنا موقفًا، وبعد مشقة كبيرة وجهد جهيد مع الخوف من وجود مخالفة الوقوف في المكان الخطأ، والطريف أنه بعد أن خرجنا وحين لاحظ أصحاب السيارات أننا على وشك المغادرة وجدنا طابورا من الناس يتنافسون على المكان الذي كنَّا نقف فيه، وبعضهم يسألني إن كنت سوف أذهب، وقلت لبعضهم إني قد وعدت سائق سيارة أن أترك له المكان الذي كنت أوقفت سيارتي فيه.

والشاهد في هذا عمق أزمة مواقف السيارات في مسقط كلها، وفي ذلك المكان الذي يفترض أن توجد فيه مواقف كافية، أو أن تقام تلك الفعاليات في مكان آخر، مجهز مسبقاً ليتلاءم مع إقامة أكثر من فعالية في ذات الوقت.

هذا يثير تساؤلات كثيرة عن التخطيط في مسقط وعن جودة التنظيم لهذه الفعاليات وعن ضرورة وجود مترو للأنفاق في مسقط أو إنشاء مدن جديدة امتدادا لمسقط، وبالتأكيد أن المهندسين والمختصين وأصحاب الشأن ومن يهمهم أمر المواطن والمقيم والسياحة ومسقط الجميلة، سوف يجدون الحلول المناسبة لمعضلة مواقف السيارات في مسقط، وحتى لو كانت هذه الحلول تحتاج إلى تكلفة مالية باهظة،

مسقط بحاجة ملحة إلى إعادة تخطيط وإلى تغيير هائل يقود إلى مسقط جديدة ومختلفة تتوافر فيها كل سبل الرفاهية والراحة والحياة الفارهة والراقية ومنها وجود مواقف للسيارات يمكن الحصول عليها بسهولة ويسر وفي كل مكان وزمان في مسقط.

وإشهار سيف الغرامات المالية للذين يضطرون للوقوف في الأماكن الممنوع الوقوف فيها ولو لبرهة واحدة، ليس حلا مناسباً، مع التسليم بضرورة التزام الجميع بالأنظمة والقوانين ولكن أحياناً الضرورات تبيح المحظورات.

ومسقط  تستحق الاهتمام والعناية وهي مُذهلة وجميلة ورائعة ومدهشة ونحن نحبها ونُفاخر بها بين الأمم لأنها عاصمة الوطن العزيز الغالي.

الأكثر قراءة