محمد بن رامس الرواس
تُرفرِفُ الأعلام في نوفمبر المجيد مُبتهجة مثل ما تبتهج القلوب والأفئدة فرحة خفاقة بكل فخر واعتزاز بهذه الأيام السعيدة.
يأتي شهر نوفمبر من كل عام في فصل الشتاء فترفف الأعلام خفاقة وتسعد قلوبنا به وهي تشاهد رفرفة الأعلام في شهر الوطن المجيد، فتسمو أعلام ورايات المجد العُمانية عالية، وهي مبتهجة مع هبوب الرياح الشتوية تحمل في رفرفتها عناوين الولاء للوطن والسلطان.
يحلُ ضيف الوطن- نوفمبر- شهر الوطن، شهر الاحتفالات البهيجة والأعياد المجيدة، حاملا معه بشائر أعياد وطنية عاماً تلو عام تتجسد فيها روح الهوية العُمانية في كل شبر بسلطنتنا الحبية عُمان من مسندم إلى ظفار، إنه شهر البهجة والسرور الذي تغمرنا فيه الفرحة وبشاشة النصر والعزة والنماء والسلام في ظل سلاطيننا الكرام من خلال نهضة عُمان الأولى واليوم النهضة المتجددة.
ترفرف الأعلام خفاقة مبتهجة بالشوارع والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، تجمعنا حولها روح واحدة محبتنا لعُماننا الغالية، فنوفمبر المجيد والمواطن العُماني قصة عشق ممتد لأربعة وخمسين عاماً، فمبجرد بزوغ فجر يوليو يخالج نفوسنا حبور وفرح تجسدها مشاعر جياشة وروح وثابة ومحبة صادقة لوطننا وسلطاننا، إنه شهر تشحذ فيه الهمم ضاربة أروع الأمثال لصلابة العُماني الذي يبني وطنه بكل عزة ووقار وسكينة واقتدار فترى الجميع سعداء كل في ولايته يعبرون بأشكال مختلفة عن سرورهم وابتهاجهم بالشهر المجيد..
لا أزال أتذكر عندما كنت صغيرًا في بداية السبعينيات من القرن الماضي مع بزوغ فجر النهضة المباركة مشهد شوارع مدينة صلالة وهي تشع بإناراتها المميزة وأضوائها الملونة ومنها شارع النهضة الذي كنت أقطن فيه، والذي كانت تتزين فيه المنازل المطلة على الشارع بالإنوار بواجهاتها وكانها وشاحات من الفرح ترتديها، كان هذا المشهد وغيره من الاحتفالات الوطنية تعابير يجسدها الأهالي يعبرون فيه عن مكنون أنفسهم وما يخالجها من بهجة وسرور في هذا الشهر المجيد.
لطالما كانت- ولا تزال- الأيام والليالي النوفمبرية من أجمل الأيام التي نستسقي منها عطاء الوطن لنا، فنرده تعبيرا وأحاسيس تُظِلُنا بسُحب السلام والاستقرار وننعم فيها في ظل سلاطيننا الكرام.
شهر نوفمبر يُجسِّدُ أفراح الوطن الذي ترفرف فيه الأعلام خفاقة فموعده دائما يأتي في اجمل الفصول الذي تبتسم اجواه التي تهب فيه الرياح فترفرف الأعلام خفاقة وكأنها ترسل رسائل استبشار وسعادة بهذا الشهر المجيد شهر الوطن.
شهر نوفمبر المجيد ينتظره العُمانيون عامًا بعد عام، وأفئدتهم تتطلع لغدٍ واعدٍ كله نماء تتقدم فيه سلطنتنا الحبيبة الى مصاف الأمم المتقدمة، مقرونًا ذلك بفرحتهم وتجمعهم بأعيادهم الوطنية المباركة.
أعيادنا كلها شموخ وبهاء وأنفة وسمو لأبناء هذا الوطن المعطاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
حفظ الله عُماننا الحبيبة وحفظ جلالة السلطان عاهل البلاد المفدى- أيده الله وأمد في عمره- وكل عام والجميع بخيرٍ.