سالم بن نجيم البادي
انشروا أسماء الفاسدين والمختلسين، سُرّاق قوت الشعب، بعدما خانوا الأمانة وخالفوا تعاليم الدين، وعصوا الله، وتجردوا من الأخلاق والحياء والوطنية، وماتت ضمائرهم وضربوا بالثقة الممنوحة لهم عرض الحائط، وسيطرت عليهم الأنَا الشريرة الفاسدة المجرمة، وكانوا سببًا في خسائر فادحة في الجهات التي اختلسوا الأموال منها، وكل ذلك على حساب الشعب الذي تكالبت عليه الظروف القاسية من غلاء وضرائب وثبات في الرواتب وكثرة أعداد الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من العمل، وحاجة المحافظات إلى مشاريع تنموية مُختلفة، ثم يأتي هؤلاء ليسرقوا في ظل كل تلك الظروف!
ألا يستحقون أن تُنشر أسماؤهم وصورهم على الملأ ويُشهَّر بهم وتُطبَّق في حقهم أقسى العقوبات والتي يجب أن تُنشر أيضًا؟!
إنَّ من يرتكب الخطأ عليه أن يتحمل نتائج أفعاله، ولو كان هذا المختلس يخاف على سمعته وسمعة عائلته، لما أقدم على الاختلاس، فهل نكون نحن أحرص منه على سمعته؟!
لقد فرح الناس بما تمَّ نشره أخيرًا عن استرجاع أموال، وعُد ذلك إنجازًا رائعًا لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وساد التفاؤل ببدء مرحلة جادة وحازمة في محاربة الفساد، غير أن بعض الأسئلة ظلت متداولة بين الناس، ومنها لماذا لم تُنشر أسماء المختلسين وصورهم؟ وأين دور الوزراء وكبار المسؤولين في مراقبة تصرفات الموظفين المختلسين ومحاسبتهم، قبل أن يصل أمرهم إلى جهاز الرقابة؟ وكيف تم توظيف هؤلاء المختلسين وترقيتهم إلى المناصب الكبيرة دون معرفة خلفياتهم الأخلاقية ومدى استقامتهم وسيرهم الذاتية وتاريخهم المهني؟ وهل تمت مراقبة حساباتهم المصرفية قبل وبعد توليهم مناصبهم؟
إنَّ الآمال معقودة على جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، في محاربة الفساد وبتعاون جميع المخلصين من أبناء هذا الوطن لمحاربة من يفسدون في الأرض ويعبثون بمقدرات الوطن العزيز الغالي.