اخرج الفيل

 

عائض الأحمد

بك أو بغيرك ستستمر الحياة، هنا أو هناك سيظل العقل البشري بنسخة واحدة، الفارق هو ما تُريده أنت وبأي مكتسبات ثقافية أو مجتمعية تستطيع تطويعه لمواكبتها.

النتيجة في الشرق والغرب واحدة، الفشل مصدره واحد، والنجاح كذلك، حينما تستطيع دفع الفيل إلى خارج الغرفة وإغلاق الباب خلفه؛ فمهمتك أوشكت على النجاح، المضحك أن هناك من يبني له محمية رفقًا به ومحافظة على سلالته حتى "تفيض" غرفته بشتى أنواع الفيلة، وبأحجام يصعب عليك التنفس في وجودها، فتضطر إلى المغادرة، علَّ الفيلة تستمع بوقتها وتغلق الأبواب خلفك وتكسر نحسك ونفسك الأمارة بالسوء. أو ليس الرفق بالحيوان أهم من نفسيتك "الشكاكة" واتهام الفيلة بما آلت إليه حصافتك وتفكيرك الإبداعي "المخلِّل" المليء بأملاح تثير الضغط والغثيان، وتكسر صحائف الود وعلاقات الكبار وتثير صغار القوم، فيصدحون بصوت عالٍ "قلبي الصغير" لا يحتمل.

الوهم لا دواء له إلّا الخلاص من رواسب ما علق بك من طوفان ذاك المستنقع، وبقايا منظريه، وكأنه وباء يحتاج إلى لقاح أو صدمة، وهي أفضل مما سيحدث لتلك الأفواه السامة إن طال بها الزمن متربعة على أكتاف البسطاء تُهلل بالحمد والشكر بينما تنعتهم في الخفاء، أي حثالة أنتم.

الاعتقاد ليس ملزمًا لأحد غيرك، ونظريتك ليست مقدسة لتهبها أمة كاملة تدفعها نحو المعالي برفقة دموع تتسابق على من أشعل فتيلها، وباع جذوتها، ثم تغطى بسقط المتاع وجعل منه الزمهرير بقايا رفات يابس.

ختامًا: انحيازك السلبي لم يكن وليد لحظة، وإنما عمل عشوائي نتيجته شخصية هلامية متوترة تزرع الأشواك في طريقها وتطلب من الآخرين انتزاعها.

شيء من ذاته:

الوعي الذاتي ليس من السهل الوصول إليه، فحينما تتوقف لبرهة لترى نفسك كما يراك الآخرون، فأنت تتلمس طريقًا لم تعتده ولكنه سيعتادك.. جبر الخواطر فضيلة.

نقد: ادعاء الفضل راجح على تقديمه.. سيرة جبان.