السلام في عُمان للجميع

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

ظهرتْ السلطنة منذ القدم للعالم كدولة مُسالمة محبَّة للسلام وراعية للصالح العالمي، تنشد الأمن والأمان لكل شعوب الأرض؛ فعمان دولة مؤسسات وقانون؛ فهي تنبذ العنف والصراعات وانتهاك القوانين وحقوق الإنسان، فتجد النفوس فيها هانئة، والممتلكات عليها محفوظة، والحرمات مصانة، تسعى من خلال نهجها العام والخاص، إلى تعزيز مسارات السلام، والتعامل بحزم وأحكام مع طرق ومنافذ مكافحة الإرهاب.

فعمان -حكومة وقيادة- ترى أن هناك حاجة ماسة لترسيخ السلم والأمن الدوليين، لتعيش الشعوب باستقرار. لذا؛ فاستتباب الأمن والانتماء الوطني للأرض كوطن ولولي الأمر في المجتمع وبين الأفراد ومختلف شرائحة، مطلب مُلح تمليه الظروف، ويحتمه الواجب والصدق والوفاء والإخلاص.

وعندما يختل الفكر ويصبح العقل عقيمًا، فإن الانسياق وراء الترهات والشبهات والأعمال الإجرامية والأفعال المحرمة أيًّا ما كانت، يعتبر أمرا واردًا لا محالة. وعندما يضطرب صوت الحق ويستقي العقل الباطن من ينابيع الجهل والشر والضلالة والبدع، فإن الشروع في إزهاق أرواح الأبرياء وترويع الامنين، سيكون هدفًا ممقوتًا.

والتطرُّف مهما كانت مسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله، والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته، نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا، ولا تقبل أبدا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق، وهذا هو نهج قويم أرساه المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ويمضي عليه بثبات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد.

إنَّ التماسك المجتمعي الذي جُبِلنا عليه هو بمثابة حبل متين يطوِّقنا ونعتصم به، وهو جسر عبور إلى الألفة والمحبة والتآخي، وحبل ودٍّ يربطنا على كلمة واحدة، ويجمعنا كقوة ضاربة في القدم لها تاريخها وإنجازاتها. فنحن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضا، ولا نسمح بأي حال من الأحوال للأفكار الدخيلة أن تدمر مجتمعنا او تفتت وحدتنا.

ومن هنا، فإنَّ الأجهزة العسكرية والأمنية والمخلصين من أبناء الوطن هم الحارس الأمين والدرع الحصين، وهم في حالة يقظة دائما، ويقومون بجهود جبارة في حماية الصف العماني من التفرقة أو من أي خلل يصيبه. فما حدث في منطقة الوادي الكبير مؤخرا، ما هو إلا تصرف فردي غير محسوب على عُمان وأهلها، فمعلوم أنَّ لكل قاعدة شواذ، ولا قياس على الشاذ أبدًا؛ فالشرذمة الخارجة عن القانون غير مُرحَّب بها في بلادنا.

لقد عُرف العُمانيون منذ الأزل بطيبتهم وأخلاقهم وتوحدهم واجتماعهم على كلمة واحدة، فهم متداخلون مع بعضهم البعض، وهم سند لبعضهم البعض، ولا فرق ببن أباضيهم وسنيهم والشيعي؛ فكلنا أهل وأسرة وعائلة واحدة. فتجد في عُمان كل المذاهب يصلون مع بعضهم، ومتزوجين من بعضهم البعض؛ لذا فلا غرابة أن تجدنا لحمة واحدة، لا يفرقنا مفرِّق، ولا يفسد بيننا حاقد.

إن ما حدث نرجو أن يكون درسا للجميع، فالتغاضي والتهاون عن كل ما يزعزع أمن بلادنا واستقرارها أمر مرفوض، وقد اتَّخذت الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة التدابير والاحترازات والاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي مخرِّب يريد شق الصف العماني ووحدته وتلاحمه، وقد رأينا كيف تعاملت الأجهزة الأمنية والعسكرية مع الحدث الذي وقع، فلها منا كل الشكر والتقدير.

وفي هذا الصدد لديَّ ملاحظة، وهي ضرورة تركيب كاميرات مراقبة في الطرقات التي تكون في الحوائر والسكك والطرق الداخلية، وكذا الحال الطرق الرئيسية، فإن ذلك سيساعد الأجهزة الأمنية والجهات ذات العلاقة على التتبُّع بشكل أسرع لوقوع أي جريمة أو حادثة، فبوجود الكامرات في الطرقات والأماكن المذكورة، سيسهِّل الكثير من معرفة ملابسات وأسباب أية واقعة.

إنَّ عمان وهي تتفاعل مع ما حدث لتسأل الله العلي القدير أن يحفظ أهلها وترابها من كل حاقد وناقم، ومن كل سوء وشر ومكروه، وأن يكون ما حدث سببًا في زيادة قوتنا وتلاحمنا وعزيمتنا وإرادتنا، وبإذن الله نحن في خندق واحد وقوة واحدة.

تعليق عبر الفيس بوك